هل راود أحدنا - يوما - سؤال عصيّ عن الإجابة الصحيحة الحاسمة، وهو يواجه نفسه عبر مرآة مستوية، او خلال خلوة انفرادية مع الذات : مَن أنا ؟
……….
استغرق في قراءة كتاب علمي، يتناول ابرز ملامح الشخصية الإنسانية بقطبيها :: الشخصية الناجحة، والشخصية الفاشلة، المتدثرة بأهاب الإنسان، التي قد لا يحيط بكافة جوانبها او يدرك كنهها احد حتى صاحبها نفسه …. وأعجب، إذ ينبئنا البحث، أن الإنسان، الذي يبدو فردا واحدا، هو في الحقيقة مجموعة شخصيات، رصفت في إهاب واحد، شخصيات متوافقة ومتآلفة حيناً، ومتصارعة ومتنافرة في أغلب الأحيان.
الإنسان - عموما - خليط من متناقضات عديدة : فهو شهيق وزفير، ولحم لين وعظم صلب، وهو من ماء ودم وآخلاط ( بلغم و..و.). وهو عشق وكراهية.
يذهب العلماء - وعلماء النفس تحديدا - ان لا وجود للإنسان الكامل، قط، فالعليم جهول، والقوي ضعيف، وشديد البآس رحيم، والمقدام منهزم، والمنبسط كئيب، والشجاع جبان، وقوي العضل هش المبادرات، و،و.
تلك الكتلة المتماسكة - التي تبدو متماسكة - ما هي كذلك، والتي يطلقون عليها : الإنسان تؤلمه لسعة بعوضة، ويؤرقه حلم بغيض، ويبكيه فراق محبوب، ويقتنصه حب الشهوات وتستبد به الرغبة بإمتلاك الثروة وإقتناص الفرص لحد الإستلاب او الإستحواذ.
الإنسان : ذلك الوحش الآدمي، ما اشد قسوته وجبروته حين يتمكن، ما ابشع نزواته حين يتسلّط، ما ابلغ تضحياته حين يؤمن او ينتمي، ما اعلى رقيّه وحنانه وأوسع أفقه حين
يُحب !
مَن أنت ؟!
[post-views]
نشر في: 16 إبريل, 2017: 09:01 م