TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > المرشح المستقل فـي مواجهة جبهة اليمين المتطرف

المرشح المستقل فـي مواجهة جبهة اليمين المتطرف

نشر في: 25 إبريل, 2017: 12:01 ص

تميّز الدور الأول للانتخابات الرئاسية الفرنسية بنسبة مشاركة عالية رغم نتائج استطلاعات الرأي التي توقعت بأن نسبة المشاركة ستتأثر سلباً بسبب الاعتداءات الارهابية التي ضربت باريس وبقية المحافظات، كما جاء اعتداء الشانزليزيه ليجعل الممارسات الانتخابية تجر

تميّز الدور الأول للانتخابات الرئاسية الفرنسية بنسبة مشاركة عالية رغم نتائج استطلاعات الرأي التي توقعت بأن نسبة المشاركة ستتأثر سلباً بسبب الاعتداءات الارهابية التي ضربت باريس وبقية المحافظات، كما جاء اعتداء الشانزليزيه ليجعل الممارسات الانتخابية تجري في ظل أجواء متوترة.

حملت النتيجة مفاجئة حقيقية للناخب الفرنسي٬ فوصول مارين لوبن مرشحة اليمين المتطرف “حزب الجبهة الوطنية” إلى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية كان متوقعاً نتيجة لتكرار الاعتداءات الارهابية خلال العام الماضي، إلا أن وقوفها في الدور الثاني وجهاً لوجه مع المرشح المستقل إيمانويل ماكرون مؤسس حركة “إلى الأمام” هي المفاجأة التي استبعد حدوثها أغلب السياسيين الفرنسيين.
حاول أيمانويل ماكرون الخروج عن القالب السياسي النمطي الذي تتسم به فرنسا منذ عقود بهذه الحركة التي أسسها في نيسان من عام ٢٠١٦ واعتبرها حركة الوسط اللامنتمية.
كان ظهوره السياسي الأول في عام ٢٠١٤ عندما أسند له الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند حقيبة وزارة الاقتصاد والصناعة والتحول الرقمي في حكومة رئيس الوزراء السابق مانويل فالز بعد تخليه عن منصبه المرموق في بنك روتشيلد. إلا أنه سارع للانفصال عن هذه الحكومة ليختط لنفسه درباً وسطياً بين جبهتي اليمين واليسار.
  لن تكن مارين لوبن هي العقبة الوحيدة التي ستقف بطريق ايمانويل ماكرون. فحتى لو أفلح في الوصول إلى سدة الحكم فإن مأزقه الحقيقي سيتمثل بالعقبات التي ستوضع أمامه بسبب حرمانه من الأغلبية البرلمانية٬ فهو لا يحظى بدعم أي حزب أو كتلة سياسية. وبالتالي لن يكن طريقه ممهداً لتمرير القوانين التي يقترحها في برنامجه الرئاسي.
ما يميز هذه الانتخابات هي أنها الأولى من نوعها التي تجري في فرنسا في ظل حالة الطوارئ.  
فقد أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عقب اعتداء الشانزليزيه، أنه سيوظف كل امكاناته لتأمين اجراء الانتخابات دون حوادث أو خسائر بشرية بعدما تم تنكيس العلم الفرنسي ذو الألوان الثلاثة من أسطح بنايات الشرطة وقوى الأمن عشية مقتل الشرطي كزافييه جوجليه.
أما وكالة أعماق التابعة لتنظيم "داعش" فقد سارعت بتبني العملية وأكدت بأن المنفذ هو أحد عناصر التنظيم ويكنّى بأبي يوسف البلجيكي إلا أن مدّعي عام باريس فرانسوا مولانس، أكد أن المنفذ هو فرنسي الجنسية ويدعى كريم شرفي، وأن التحقيقات أثبتت عدم انتمائه أو تورطه بأيّ تنظيم أو جماعة إرهابية متطرفة.
 اعتداء الشانزليزيه بتاريخ ٢٠ نيسان ٢٠١٧ كان له أثر واضح على الناخب الفرنسي إذ أظهرت استطلاعات الرأي في اليوم التالي من الاعتداء ارتفاع نسبة المصوتين لمارين لوبن مرشحة اليمين المتطرف بعد تصريحها لراديو آر. تي. ال. بأنها إن وصلت إلى منصب الرئاسة فإن عدد الاعتداءات الارهابية سيكون صفراً. وانها ستحبط كل العمليات الارهابية. ولم تتردد باعتبار هذا الاعتداء هو مؤشر واضح على انهيار حكومة اليسار التي لم تعد قادرة كما زعمت على توفير الأمن للمواطنين. هذه التصريحات دفعت بنسبة كبيرة من الناخبين إلى منحها أصواتهم خصوصاً بعدما وعدت من جديد بأنها ستشدد اجراءات الرقابة على الحدود لإيقاف موجة النزوح إلى فرنسا.  ولم يفلح رئيس الوزراء الاشتراكي بيرنار كازينوف في التقليل من أهمية تصريحها حينما أكد بأنها تسعى لاستغلال هذا الحادث لمصلحتها السياسية.
وقبل أن يلقي ايمانويل ماكرون كلمة الشكر للناخبين الذين منحوه أصواتهم تواترت رسائل الدعم من بقية المرشحين الذين وعدوا بأنهم سيحشدون أتباعهم للتصويت لصالحه بوجه خطر جبهة اليمين المتطرف كما أعلن مسبقاً مرشح اليمين ورئيس الوزراء الأسبق فرانسوا فيون.
فخطورة حزب الجبهة الوطنية لاتكمن فقط في برنامجها الذي يشدد على غلق الحدود وإبعاد المهاجرين وإنما هي تسعى أيضاً لإخراج فرنسا من الاتحاد الإوروبي وكذلك من فضاء الشينغن ومن مجال عملة اليورو والعودة إلى الفرنك الفرنسي.
برنامج قد يكلف فرنسا الكثير إذا سعت بالفعل مارين لوبن إلى تنفيذه على أرض الواقع.
أما برنامج ماكرون هو الآخر يحمل في طياته بعض المخاطر للطبقة العاملة. فبرغم مناداته بالانفتاح الاقتصادي فإنه سيحرم العامل الفرنسي من الضمانات الاجتماعية التي يتميز بها قانون العمل الفرنسي الذي يحمي اليد العاملة في المواجهة مع أرباب العمل والمستثمرين. لكن الظاهرة المثيرة في حال وصول ماكرون إلى قصر الأليزيه فإنه سيكون أصغر رئيس يحكم فرنسا.
إيمانويل ماكرون المولود عام ١٩٧٧ يعي ذلك ويؤكد بأنه سيسعى لتغيير وجه السياسة الفرنسية.  

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

"رد قوي" من الدنمارك على رغبة ترامب في شراء غرينلاند

متابعة المدىقالت رئيسة وزراء الدنمارك مته فريدريكسن، أمس الإثنين، إن غرينلاند ليست للبيع، بعد أن قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الأسبوع الماضي إن اهتمام الرئيس دونالد ترامب بشراء الجزيرة "ليس مزحة".وتابعت قائلة قبل...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram