TOP

جريدة المدى > سينما > فيلم لا تطرق مرتين.. تشويق حقيقي في لا تدق مرتين

فيلم لا تطرق مرتين.. تشويق حقيقي في لا تدق مرتين

نشر في: 27 إبريل, 2017: 12:01 ص

جينجر الساحرة ذات الشعر الأحمر "ماري امينوف" واسطورة الامساك بمن يطرق بابها مرة أو مرتين بإثارة درامية تعيد لمفهوم الامومة قوة التضحية.  اذ تبدو علاقتها الأخيرة مع ابنتها لم تكن سهلة حين ادمنت التعاطي وتركت ابنتها في ايدي دار رعاية،  لتهتم

جينجر الساحرة ذات الشعر الأحمر "ماري امينوف" واسطورة الامساك بمن يطرق بابها مرة أو مرتين بإثارة درامية تعيد لمفهوم الامومة قوة التضحية.  اذ تبدو علاقتها الأخيرة مع ابنتها لم تكن سهلة حين ادمنت التعاطي وتركت ابنتها في ايدي دار رعاية،  لتهتم بها.  وحين تم الشفاء حاولت استرجاعها،  لتجد ابنتها قد تورطت بأسطورة الام الشيطانية.  الشيطانة الشريرة التي تفتح الباب بين الجحيم والبشرية،  وهي "بابي ياجا " اوروبية شرقية. 
إلا أن  قوى الشيطان محدودة و"ماري امينوف"   بحاجة لمساعدة من عبد بشري.  لأن الشيطانة تقوم بتعليمهم،  فعندما تطرقين اوّل طرقة تقوم بإيقاظ الشيطانة والثانية تستدعي العبدة البشرية،  والطريقة الوحيدة للعبدة البشرية أن تحرر نفسها من الشيطانة هي بقتل نفسها أو يخدعوا شخصاً آخر،  ليحل محلها بواسطة إجبارهم على فعل شيء شرير للغاية.  وهذا ما حدث في نهاية الفيلم عندما خلعت قلادتها الرمزية،  لتتحرر الأم من النزعة الشيطانية بعد أن غرقت في الاسطورة واستطاعت حماية ابنتها . فهل ساحرة الانتقام هي للأمهات غير القادرات على الاعتناء بأطفالهن أم أن رمزية الفيلم هي الاضاءة على اسطورة عين الشيطان أو الشيطان الام التي تتألم لفراق ما؟
جيسي أو الممثلة”  كاتي سكوف”  في دور الام التي تعاني من اضطرابات ما بعد تعاطي المخدرات،  والتي لجأت لفن النحت،  لتفريغ طاقات النفس السلبية،  الى أن تماثلت للشفاء محاولة بعد ذلك استعادة حضانة ابنتها "لوسي يوينتون"  أو كلوي التي تزور بيت "ماري امينوف " وتطرق بابها مرتين،  لتستيقظ باحثة عنهما . فيختفي صديقها وتشعر بالرعب،  فتقرر اللجوء الى امها التي حاولت مساعدتها بشتى الطرق.  لتبرهن لها على محبة الأم وقدرتها على الدفاع عن ابنائها، وإن تعرضت للأذى من جراء ذلك. وقد تجزأت المشاهد بإيجاز جمالي دون اسفاف أو زيادة لا معنى لها منذ البداية في المشهد الأول وغموضه من حيث الأم والابنة ووضوحه لما تعانيه جيسي من اضطرابات نفسية،  وهي تلاعب اصابعها بارتجاف في محاولة أولى لتعيد ابنتها الى رعايتها،  وبتعبير تمثيلي جسدي حسي نقلته الينا "كاتي سكوف " بصمت دلالي له ايحاءاته الظاهرة التي تشير الى قوة العاطفة الداخلية التي اظهرتها في دورها الامومي . هذا دون أن ننسى انها نحاتة وتملك رهافة فنية وبنية جسدية منحتاها الصمود.  لتدافع بشراسة عن ابنتها "كلوي" بعد أن ادركت قوة محبة الام لها،  وبتناقض بين الأم الشيطانية والأم الانسانية برمزية الداخل والخارج،  والماضي والحاضر في فيلم ذي نهاية مفتوحة.
مرئيات مشاهد مفتوحة بميزانية انتاجية ضئيلة،  كما بدا في الفيلم مما  جعله يتميز بالتصوير أيضاً، ولعبة المونتاج وإن بدت الموسيقى التصويرية لم تتواءم مع الكثير من الحركة التمثيلية في مشاهد الرعب أو الهدوء الحذر.  لينفصل المشهد السمعي عن المشهد البصري في بعض المشاهد،   وإن ضمن سيناريو احتاج للكثير من الوضوح بالنسبة لهذه الاسطورة، ولكن مراوغة اخراجية أبعدته عن التقليد أو منحته ديناميكية تركت لعنصر الاشباع التعطش لمعرفة المزيد عن الأحداث التي تركها الكاتب والمخرج مفتوحة على تأويلات مختلفة،  وبالتالي امكانية استكماله في جزء آخر اكثر تفصيلاً لما سيحدث للأم التي استدركت سر القلادة التي اهدتها لها موديل المنحوتة التي تحمل معالم أم وطفلها، فهل يحاول الكاتب استفزاز المشاهد لفهم نظرية المؤامرة أو التآمر على العقل بأساطير نستطيع الانتصار عليها تبعاً لقوة الإرادة والتحمل في مواجهة الصعاب التي نتعرض لها في الحياة؟  خصوصاً الأم التي يجب أن تواجه الطبيعة الداخلية التي تنشأ معها أو المتغلغلة بطبيعتها الإنسانية.ثنائية الأم وابنتها وضعتنا امام تطور الشخصيات نفسياً، وبمنطق الماضي الذي حدث بفعل سلوك الأم الذي ادى الى تهشم دورها في الحياة نحو ابنتها، والتي حاولت اعادة ترميمه كما المنحوتات بين اناملها،  لتفهم قيمة حركة الزمن الذي نعيشه عبر صياغة فيلم رعب ادخلنا الى غابة المخاوف النفسية الموجودة في كل منا،  لنمحو الخوف اثناء مقاومة الدفاع عن النفس أو تحقيق ما عجزنا عنه في السابق.  ربما!  الفيلم يحمل في مشاهده نوعين من التحليلات منها ما هو عبثي لفيلم رعب ليس الا،  وقد يعتبره البعض تجارياً ليس الا أيضاً .  لكنه في المغزى يحمل الكثير من التفاصيل النفسية الكامنة في الأم خاصة والابنة ثانية.  لأننا لن نفهم معاناة الاباء في مراحلهم الشبابية إن  حدث خطأ في تحولاتهم العمرية،  وربما الحكم عليهم هو ظلم من نوع آخر.  وبموازاة النص والاخراج برع كل من الممثلين في الاداء ضمن المشاهد المدروسة تقنياً،  لتكون أيضاً متوازنة مع الانتاج ، فهل اسطورة الام الشيطانية موجودة في الحياة عبر نظرية المؤامرة؟.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

"إرنست كول، المصور الفوتوغرافي".. فيلم عن المصور المنفي الجنوب أفريقي

مقالات ذات صلة

فيلم أسامة محمد
سينما

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

علي بدرالحكاية تُروى بالضوء والظلعرض أمس في صالون دمشق السينمائي فيلم "نجوم النهار" للمخرج السوري أسامة محمد، بحضوره الشخصي بعد غيابه عن بلاده ١٤ عاما، الفيلم الذي منع من العرض في زمن النظام السابق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram