أشهر موسيقي "كلاسيكي" في البرازيل هو أيتور فيلا – لوبوس (1887 – 1959) المولود قبل 130 عاماً بالكمال. وضعت صفة كلاسيكي بين قويسات تذكيراً بالنقاش الطويل حول هل هذه الموسيقى أوروبية أم عالمية أم كلاسيكية أم ماذا. أنا شخصياً أعتقد أنها أوروب
أشهر موسيقي "كلاسيكي" في البرازيل هو أيتور فيلا – لوبوس (1887 – 1959) المولود قبل 130 عاماً بالكمال. وضعت صفة كلاسيكي بين قويسات تذكيراً بالنقاش الطويل حول هل هذه الموسيقى أوروبية أم عالمية أم كلاسيكية أم ماذا. أنا شخصياً أعتقد أنها أوروبية بسبب جذورها ونشوئها، وصفة الكلاسيكية تعني مرحلة واحدة من مراحل تطورها امتدت بين 1750 – 1800 تقريباً.
مال فيلا – لوبوس إلى التعبير عن الموسيقى البرازيلية بتنوع جذورها البرتغالية – الأوروبية / الزنجية الأفريقية / المحلية "الهندية"، أي الموسيقى البدائية التي ميّزت السكان الأصليين لهذه الأرض. بذلك نرى كل هذه التأثيرات مائلة في موسيقاه عبر مراحل تطورها العديدة. فقد بدأ متأثراً بالموسيقى التي كانت تؤدّى في بيتهم – إذ كان أبوه موسيقياً هاوياً، فتعلم من الموسيقيين أساسيات المهنة والعزف على التشلو والغيتار والكلارينيت. بعد وفاة والده في 1899 أخذ يعزف في السينمات والمسارح كما هي العادة في بدايات عصر السينما الصامتة. بعدها بدأ يهتم بموسيقى السكان الأصليين بينما انضم للعزف في عدد من الفرق المحلية الشعبية حيث تعرف على موسيقى التانغو التي انتعشت في بداية القرن الماضي.
تعرف على موسيقى ديبوسي وأريك ساتي ولربما سترافنسكي عندما عقد سنة 1917 صداقة مع الموسيقى الفرنسي داريوس ميّو (1892 - 1974) الذي كان وقتها يعمل سكرتيراً في القنصلية الفرنسية في ساو باولو. في نفس العام أثرت فيه زيارة فرقة الباليه الروسية الشهيرة التي قادها سرغي غاجيليف (1872 – 1929). زار باريس عدّة مرات في العشرينات، حيث تعرف على بيكاسو وليوبولد ستوكوفسي قائد الاوركسترا اللامع وآرون كوبلاند الموسيقار الأمريكي الشهير وكذلك على عازف الغيتار الاسباني الاسطور آندرس سيغوبيا (1893 – 1987). لكنه عاد الى بلاده واضطر للبقاء في البرازيل بين 1930 – 1945 بسبب الأوضاع في البلاد تحت حكم فارغاس الذي مثل الخط السياسي القومي الشعبي لكن الشعبوي، وتحول بعد 1937 إلى الدكتاتورية أسوة بزميله الأرجنتيني خوان بيرون. شغل فيلا – لوبوس مناصب مهمة خلال تلك الفترة وانشغل بتأليف الموسيقى الدعائية والسياسية والأناشيد الوطنية إلى جانب الاهتمام بالتربية الموسيقية (في تلك الفترة كتب الباخيات البرازيلية، وهي أشهر أعماله). لكن هذا الدور الداعم للدكتاتور بالذات هو ما أثار حفيظة زملائه الموسيقيين، وزاد هذا الشعور لاحقاً عندما وصف مستوى الموسيقيين البرازيليين بالمتوسط. في الحقيقة هناك شيء من التشابه مع حالة العراق السياسية خلال حكم صدام، برغم الفارق الهائل فيما آل اليه الأمر.
ذاعت شهرة فيلا – لوبوس بعد الحرب العالمية الثانية وحصل على عقود كثيرة لتأليف أعمال موسيقية مختلفة، منها عقد مع مترو – غولدوين ماير لوضع موسيقى فيلم البيوت الخضراء (1959 من اخراج مَل فرر وبطولة أودري هببرن)، كما كتب كونشرتو غيتار لصديقه سغوبيا سنة 1951، الذي قدمها سنة 1956.