يخوض العراق وهو ثاني أكبر منتج للنفط في أوبك، تجربة للاستعانة بطريقة بديلة لبيع نفطه أملاً في الحصول على المزيد من الأموال مقابل النفط الخام: من خلال عرض حمولاته النفطية في المزاد العلني.وأعلن المراقبون العراقيون، أن العراق سيحاول بيع ناقلة نفط خام ف
يخوض العراق وهو ثاني أكبر منتج للنفط في أوبك، تجربة للاستعانة بطريقة بديلة لبيع نفطه أملاً في الحصول على المزيد من الأموال مقابل النفط الخام: من خلال عرض حمولاته النفطية في المزاد العلني.
وأعلن المراقبون العراقيون، أن العراق سيحاول بيع ناقلة نفط خام في البصرة عبر مزاد علني في سوق دبي التجاري، في اشارة الى اشتداد حمى المنافسة مع المنتجين المتنافسين في اعقاب تراجع اسعار النفط لمدة ثلاث سنوات.
طريقة بيع شحنة المليوني برميل من النفط، تمثل تراجعاً كبيراً عن النمط التقليدي الذي تعامل به أكبر منتجي الشرق الأوسط على الأمد الطويل في اعتماده على بيع النفط للتجار، ويؤشر على اتساع المنافسة لإيجاد طرق جديدة للحصول على أفضل الأسعار من العملاء.
ويقال إن المملكة العربية السعودية، وهي أكبر منتج في أوبك، تنظر في بيع شحنات من نفطها في المزاد العلني من خلال بورصة دبي للطاقة - حيث أثبتت البورصة نفسها كمكان تجاري رئيس لصفقات النفط المالية في الشرق الأوسط، ولم ترد شركة أرامكو السعودية، وهي شركة النفط الحكومية في المملكة، على طلبات التعليق على خططها.
وقال أحمد شرف رئيس مجلس إدارة بورصة دبي، إن استخدام العراق للمزادات الإلكترونية أعقب بيع اثنتين من الحمولات من قبل سلطنة عمان منذ أن أطلقت الخدمة في عام 2015، قائلاً إن، هناك حاجة إلى أدوات موثوقة ومنظمة ومبتكرة لبيع النفط الخام في مثل هذه السوق التنافسية".
وسوف يتمكن المتداولون من تقديم عطاءات لشحن الحمولات على منصة إلكترونية، ولكن عليهم أن يدفعوا قسطاً من سعر البيع الرسمي لشركة النفط الحكومية العراقية سومو لشهر حزيران. كما سيتعين عليهم الموافقة على شحنه فقط إلى آسيا، وهي منطقة يزداد فيها نمو الطلب على النفط، ويأمل العراق أن يكسب المزيد من العملاء فيها.ويتخذ العراق خطوات أخرى لتحسين خياراته لبيع النفط الخام، بعد انشاء شركة مشتركة بين سومو وليتاسو، الذراع التجاري لشركة لوكويل الروسية.
وقال أوليفير جاكوب، المحلل في مؤسسة "بيتروماتريكس" لأبحاث النفط التي تتخذ من سويسرا مقراً لها "إن جميع المنتجين الكبار يبحثون عن طرق جديدة لبيع نفوطهم".وفي السنوات الأخيرة، شجع الخبراء الاستشاريون ومحللو الصناعة شركات النفط الوطنية، على إقامة علاقات ومشاريع مشتركة مع شركات تجارية من أجل تعلم كيفية أن تكون أكثر ذكاءً واستجابةً لاحتياجات السوق.
وقد أصبح الأمر أكثر أهمية في السوق التي يزداد فيها المعروض، حيث كان على المصدّرين التقليديين للنفط، أن يصبحوا أكثر تشدداً من أجل تأمين مبيعات النفط الخام مع نمو المنافسة.
وقد أنشأت أرامكو السعودية، قطاعاً تجارياً لمنتجاتها النفطية دون أية مساعدة خارجية، ولكنها لم تتخذ حتى الآن، سوى خطوات صغيرة لتحرير مبيعاتها من النفط الخام، التي تمثل أكثر من واحد من كل 10 براميل من النفط في العالم.
وفي العام الماضي، باعت أرامكو السعودية عدداً من الشحنات الفورية إلى مصانع التكرير المستقلة في الصين وبولندا حيث كانت تسعى إلى تعزيز استجابتها للمحاولات الروسية لزيادة المبيعات على حسابها.في عام 2006 تعاونت شركة النفط العمانية مع فيتول، أكبر تاجر مستقل في العالم، لإنشاء شركة عمان التجارية الدولية. وبعد العمل معاً لمدة عقد تقريباً أصبحت مملوكة بالكامل من قبل حكومة عمان في عام 2015.
عزز العراق مبيعاته مع نمو الإنتاج بسرعة خلال السنوات القليلة الماضية بسبب الاستثمارات التي تمت في أعقاب الغزو الاميركي عام 2003.
وبلغ متوسط إنتاج البلاد في آذار ما يقرب من 4.5 مليون برميل يومياً، وفقاً لمدير شركة سومو فلاح العامري. وبلغت الصادرات نحو 3.8 مليون برميل يومي.
وكان وزير النفط العراقي جبار علي حسين اللعيبي قد اعلن في 19-2-2017 عن ارتفاع حجم الاحتياطات النفطية للعراق الى (153) مليار برميل، فيما يؤكد في في 20-3-2017 سعي البلاد الى الوصول بالاحتياطي النفطي الى 170 مليار برميل خلال العامين المقبلين.وتعاني أسعار النفط الخام من هبوط حاد منذ نحو عامين، نزولاً من 120 دولاراً للبرميل منتصف 2014 إلى حدود 50 دولاراً في الوقت الحالي، الأمر الذي دفع منتجي النفط حول العالم لاتخاذ خطوات لتعزيز الإيرادات غير النفطية.الامر الذي دعا منظمة "أوبك" الى الاعلان في تشرين الثاني للعام الماضي، عن توصل أعضائها إلى اتفاق بشأن تخفيض الإنتاج الكلي للمنظمة بمقدار 1.2 مليون برميل، ابتداءً من الأول من كانون الثاني 2017 لمدة ستة أشهر، ودخل فعلاً حيّز التنفيذ.
عن: الفاينانشيال تايمز