TOP

جريدة المدى > سينما > المخرج البرازيلي غريغوريو غراسيوسي: هناك تراتبية للصور بين العمارة والشخصيات

المخرج البرازيلي غريغوريو غراسيوسي: هناك تراتبية للصور بين العمارة والشخصيات

نشر في: 4 مايو, 2017: 12:01 ص

غريغوريو غراسيوسي صانع أفلام برازيلي شاب من ساو باولو لديه مقاربة سينمائية فريدة: أفلامه تصف البنايات والعناصر المعمارية التي هي مهمة للقصة بقدر ما للشخصيات الرئيسة.  أفلامه التجريبية والتسجيلية القصيرة يحتفل بها حول العالم وتعرض في أرقى المهرجا

غريغوريو غراسيوسي صانع أفلام برازيلي شاب من ساو باولو لديه مقاربة سينمائية فريدة: أفلامه تصف البنايات والعناصر المعمارية التي هي مهمة للقصة بقدر ما للشخصيات الرئيسة. 

أفلامه التجريبية والتسجيلية القصيرة يحتفل بها حول العالم وتعرض في أرقى المهرجانات مثل تورنتو وكان ولوكارنو.
على الرغم من صغر سنه إلا أن معرضا تذكاريا نظم له في السينماتيك الفرنسي المعروف في باريس إذ يمكن للجمهور أن يتعقبوا تطور عمله من فيلمه القصير التسجيلي "سابا" إلى أفلامه التجريبية القصيرة "سالتوس" و"مونيومنتو" إلى فيلمه الطويل بالأبيض والأسود "أوبرا" وإلى آخر أفلامه "غرازيوسي" الذي يمسك بجوهر بلدته الأم.
التقى موقع "أندي واير" به قبل عرض فيلمه "مونيمنتو" في مهرجان لوكارنو السينمائي للحديث عن تأثيرات ودوافع أسلوبه الفريد.
* ما هي خلفيتك وتأثير المدينة على فنك؟
- أنا رجل مديني، ولدت ونشأت في ساو باولو. المدينة كبيرة جداً، يمكن بسهولة أن تتيه أو تقضي ساعات في السيارة لترحل من مكان إلى آخر. في السنوات العشر الماضية تجولت في العالم مع أفلامي التي اعتقد كلياً بأنها غيرت منظوري عن المدينة. في كل مرة أرجع إليها ألاحظ أن هناك العديد من السرود المخفية التي يجب أن تروى.  
* كيف تصف مدينة سان باولو؟
- الأفلام الأخيرة التي صنعتها كلها مصورة في تلك المدينة بالأبيض والأسود. إنها ببساطة الطريقة الفضلى للتعبير عن المدينة – ساو باولو سوداء وبيضاء. بالنسبة لي هي صندوق ضغط. جو أفلامي يحاول أن يعطي إحساساً بذلك. ساو باولو مثل المدن الأخرى تحاول أن تبيع صورة أخرى تناسب الصورة النمطية التي لدى الناس عن البرازيل. العالم يفكر البرازيليين كونهم يحتفلون في الساحل طوال العام، لكن في الحقيقة أن الناس الذين يعيشون في هذه  الأبنية هم بالأحرى متعمقون. قال فيم فيندرز مرة في محاضرة بأن ساو باولو " مدينة المستقبل التي أصابتها الكهولة". إذا ما نظرت إلى قالبي متروبولس وساو باولو لبدتا متشابهتين.  
* كيف ومتى بدأت الاهتمام بالسينما؟
- في البداية سجلت في مدرسة العمارة، لكني أدركت بأن ذلك ليس هدفي، ثم بدأت دراسة السينما. كانت عائلتي تقف ضدي بقوة في الذهاب لمدرسة السينما، لكني كنت محظوظاً بما فيه الكفاية لعرض أفلامي القصيرة في مهرجانات معروفة مثل كان ولوكارنو.تذكرت أني كنت أشاهد الأفلام الإيطالية القديمة مع عائلتي بأكملها في تلفزيون صغير جداً، إذ توجب علينا أن نتكوم أمامه. اعتاد أبي أن يجسد الشخصيات ويقلد لهجاتها. إضافة إلى أن السينماتيك انتقلت بالقرب جداً من بيتي. كنت أستطيع أن أمشي هناك إذ كان ذلك امتيازاً في سان باولو.
* من الواضح أن العمارة تؤدي دوراً جوهرياً في أفلامك كما نرى في فيلمك القصير "مونيومنتو" وفيلمك الأول الطويل "أوبرا"؟
- نعم العمارة تسحرني. نشأت في بيت صغير بساو باولو- العيش في بيت بساو باولو أمر فريد وامتياز حقيقي. المدينة مكتظة جداً وملوثة. والسماء مليئة بالدخان و البنايات عالية، وبما أن المدينة غير آمنة فكنت أقضي الوقت في البيت. ذلك ربما هو السبب في أني أطّرت نفسي بين الحيطان والنوافذ. أنا مهتم بالأخص بكيفية دخول الضوء إلى تلك الفضاءات المغلقة. حين تحاط دائماً بالبنايات دون رؤية السماء فذلك بالتأكيد يغير منظورك.اعتدت على الرسم قبل التصوير، وأردت أن التقط العلاقة بين الداخل والخارج. في أفلامي ثمة نوافذ لكن الشخصيات واقعة في شرك الصوت. رغبت في دفع الضغط إلى أقصاه. في التكعيبية كان موندريان وبيكاسو يرسمان دون منظور، وذلك يذكرني بساو باولو وأفقها. أضع أيضاً خلفية وناساً على المقياس نفسه. بالنسبة لي هناك تراتبية للصور بين البنايات والشخصيات.
* نتساءل كيف تصور فيلمك؟ هل تصوره لحظياً لأن صورك غالباً ما تكون متناظرة وذات إنشاء راق؟
- هناك الكثير من العواطف في أفلامي يعبر عنها من خلال العلاقة بين الناس والمكان كما في الرسم. نادراً ما أستخدم اللقطات المكبرة "كلوزات"، لكني أحاول أن أنقل شعور المدينة القوي نفسه. قبل التصوير أرسم دائماً المشاهد والشعور الذي يستدعونه، ومرة واحدة كنت في الموقع مع الممثلين فقررت التأطير. أعرف أني فعلت الأمر بطريقة أخرى.
* هل تستطيع أن تخبرنا عن مشروعك المقبل الذي تشتغل عليه؟
- سيكون الفيلم القادم مرة أخرى حول شخصية في المكان، وهذه المرة فتاة تمارس رياضة الغوص العالي. تتطلب هذه الرياضة الكثير من التوازن والجرأة. يقع لها حادث خطير لأن طنين الأذن، وهو مرض من الصعب معالجته، يؤثر  عليها نفسياً وجسدياً. تتوقف عن ممارسة الرياضة وتعيش على المهدئات قبل أن تنجذب فجأة إلى جيل من الرياضيين الشباب الذين يحاولون أن يغرونها بالعودة إلى ما تهواه. حين ترجع يضرب طنين الأذن بقوة من جديد، إذ أن هذا العدو موجود داخلها، فلا تستطيع هزيمته. هؤلاء الرياضيون يخافون منه دائماً وأصبحوا مدمنين عليه. بعد لوكارنو سوف أذهب إلى ريو وأشاهد منافسات الغوص العالي. ما تشاهده على التلفزيون يكون بضع ثوان وقصيرا لكن الكثير من القلق والتوتر يحصل قبل الغوص نفسه – تماماً مثل صنع الأفلام. ما يحدث سابقاً هو ضروري، إثارة والكثير من التشويق، لكنك لا تشاهد ذلك على الشاشة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

"إرنست كول، المصور الفوتوغرافي".. فيلم عن المصور المنفي الجنوب أفريقي

مقالات ذات صلة

فيلم أسامة محمد
سينما

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

علي بدرالحكاية تُروى بالضوء والظلعرض أمس في صالون دمشق السينمائي فيلم "نجوم النهار" للمخرج السوري أسامة محمد، بحضوره الشخصي بعد غيابه عن بلاده ١٤ عاما، الفيلم الذي منع من العرض في زمن النظام السابق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram