TOP

جريدة المدى > عام > موسيقى السبت: موسيقى الباروك في أمريكا اللاتينية

موسيقى السبت: موسيقى الباروك في أمريكا اللاتينية

نشر في: 6 مايو, 2017: 12:01 ص

يجري اليوم اكتشاف موسيقى أمريكا الوسطى (المكسيك خصوصاً) ودول أمريكا اللاتينية في عصر الباروك، وهي مثيرة وجديرة بالاهتمام لما نلمس فيها من ملامح خاصة تتميز عن الموسيقى الأوربية التي نشأت منها، بسبب البيئة الجديدة. فقد حمل المستعمرون الاسبان والبرتغالي

يجري اليوم اكتشاف موسيقى أمريكا الوسطى (المكسيك خصوصاً) ودول أمريكا اللاتينية في عصر الباروك، وهي مثيرة وجديرة بالاهتمام لما نلمس فيها من ملامح خاصة تتميز عن الموسيقى الأوربية التي نشأت منها، بسبب البيئة الجديدة. فقد حمل المستعمرون الاسبان والبرتغاليون إلى العالم الجديد موسيقاهم معهم، وتطورت هذه على نحو خاص هناك. فبدأنا نتعرف على موسيقيين مبدعين تميزوا بدرجة عالية من الابداع والابتكار، ألفوا موسيقى دينية بالدرجة الأولى، دون أن نهمل الموسيقى الدنيوية وحتى الأوبرا.
لم تستعمل الحضارات السابقة التي قضت عليها أطماع الاسبان والبرتغاليين وارسالياتهم التبشيرية والجزويت سوى الأدوات الهوائية (الناي وما شابه) وأدوات الإيقاع. الموسيقى المميزة للحضارات المحلية حفظت للعصور التالية بشكل الموسيقى الشعبية، التي تأثرت بموسيقى الحكام الجدد على نحو كبير، وأخذت كل الأدوات الموسيقية الوترية التي تستعمل اليوم منهم، على الخصوص الغيتار والهارب اللتين استعملهما الرهبان الجزويت في الكنيسة لمصاحبة الموسيقى الدينية بدلاً من الأورغن. بالمقابل أثرت الموسيقى الشعبية على المؤلفين الكولونياليين، بالخصوص في مجال الإيقاعات الغريبة وأثرت البيئة كذلك، فهناك من يسمع أصداء أصوات طيور الغابة الاستوائية في موسيقاهم. وكتبت العديد من الأناشيد الدينية باللغات المحلية للسكان الأصليين.
أهمّ الموسيقيين الأرجنتينيين هو إيطالي الأصل اسمه دومنيكو زيبولي (1688 - 1726) درس في ايطاليا وشغل مناصب مرموقة في كنائسها كعازف أورغن ماهر، لكنه ترك وظيفته والتحق بالجزويت وسافر معه ارسالية لهم إلى بوينس آيريس سنة 1717 كموسيقي ناضج. اكتشفت مخطوطات من أعماله في تشيكيتوس (بوليفيا) وتقدم اليوم كاكتشاف موسيقي جديد.
وفي كوبا نستمع إلى كانتاتات جميلة كتبها بالاسلوب الايطالي والفرنسي الشائع آنذاك الموسيقي الكوبي استبان سالاس ي كاسترو (1725 – 1803) الذي مثّل الباروك المتأخر، مع مسحة من الموسيقى المحلية. عمل سالاس في سانتياغو دي كوبا ويحمل كونسرفاتوارها اسمه اليوم.
وتفخر المكسيك (اسبانيا الجديدة) بمؤلفين كبار مثل خوان غوتييريس دي باديّا (1590 - 1664) المولود في مالاقا وانتقل الى المكسيك وهو في الثلاثين، وله نحو 700 عمل اليوم. أما فرانسيسكو لوبيس كابيّاس (1615 – 1673) فكان قائد فرقة كاتدرائية مدينة مكسيكو ولديه عدد كبير من القداسات. يعد مانويل دي زومايا (1678 – 1755) الذي ولد في المكسيك أشهر المؤلفين المكسيكيين.
ولد توماس دي تورَّخون (1644 – 1728) في اسبانيا، وانتقل الى البيرو في 1667. ولعله أحد أهمّ المؤلفين الموسيقيين في أمريكا اللاتينية ولديه مخطوطات محفوظة في كاتدرائية غواتيمالا، وهو مؤلف أول اوبرا في امريكا اللاتينينة (1701). شغل منصب قائد فرقة كاتدرائية ليما (1676) ليحل محل خوان دي آراوخو (1648 – 1712) الذي ولد هو أيضاً في اسبانيا لكنه انتقل الى البيرو وهو شاب، كان قد عين قائداً لفرقة كاتدرائية ليما في 1670، ثم كاتدرائية كوسكو وغيرها، اهتم بالتدريس وأصبح أربعة من طلابه موسيقيين معروفين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

النقد الأدبي من النص إلى الشاشة
عام

النقد الأدبي من النص إلى الشاشة

د. نادية هناوي جددت المدرسة الانجلو أمريكية في بعض العلوم المعرفية كعلم النفس اللغوي وفيزياء الأدب وعلوم الذكاء الاصطناعي أو أضافت علوما جديدة كانت في الأصل عبارة عن نظريات ذات فرضيات أو اتجاهات كعلوم...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram