اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > المدى تتابع عملية استخبارية تطيح بقيادات ولاية شمال بغداد (الداعشية)

المدى تتابع عملية استخبارية تطيح بقيادات ولاية شمال بغداد (الداعشية)

نشر في: 5 مايو, 2017: 03:01 ص

يقول خبراء بالشأن الأمني العراقي إن تنظيم داعش الإرهابي بدأ فعلياً بالانهيار منذ بدء عمليات تحرير محافظة نينوى، إذ خسر الكثير من امكاناته العسكرية وقادته من الجيلين الأول والثاني بفعل الضربات الدقيقة الموجّهة إلى كثير من معاقل التنظيم، إلا ان التنظيم

يقول خبراء بالشأن الأمني العراقي إن تنظيم داعش الإرهابي بدأ فعلياً بالانهيار منذ بدء عمليات تحرير محافظة نينوى، إذ خسر الكثير من امكاناته العسكرية وقادته من الجيلين الأول والثاني بفعل الضربات الدقيقة الموجّهة إلى كثير من معاقل التنظيم، إلا ان التنظيم يستعمل في هذه المعارك اخطر سلاح لديه ألا وهو (الانتحاريين) ويضيف الخبراء أن الانتحاري سلاح صعب لا يمكن إيقافه فيما لو لَبْس الحزام الناسف أو ركب عجلة مفخخة، ولهذا اعتمدت الأجهزة الاستخبارية على  تقييد حركة الانتحاريين من خلال مصادر استخبارية دقيقة ومحاصرتهم وقتلهم قبل أن ينطلقوا لمسعاهم الشيطاني.

عمليات استخبارية نوعية
على هذا الأساس تحركت الأجهزة الاستخبارية بوتيرة واحدة متصاعدة مع بدء العمليات في نينوى على تفكيك شبكات ما يسمى احتياط داعش والمعروفة باسم الخلايا النائمة في بغداد وديالى وكركوك، في محاولة من قِبل هذه العصابات لفتح ثغرات وتشتيت الإعلام عن خسائرهم في نينوى والأنبار، ومع نجاحها بدفع انتحاري هنا وزرع عبوة هناك والتسلل كالخفافيش بالليل لبعض المناطق النائية لأخذ الجباية منهم لتمويل عملياتهم الإرهابية، أعلنت الأجهزة الاستخبارية مراراً وتكراراً عن تفكيك عدّة خلايا ارهابية، آخرها ما أعلنته منظومة استخبارات الشرطة الاتحادية عن تفكيكها لشبكة ارهابية مهمة تابعة لولاية شمال بغداد، حيث قال مدير المنظومة العميد اسماعيل نعمة في تصريح خاص لـ(المدى) إن مديريتنا وعلى مدى السنوات السابقة كان لها شرف الدفاع عن الوطن والمواطن ضد العدو الإرهابي من خلال اختراقه وتفكيكه وقتله العديد من انتحارييه بعمليات نوعية أقل ما يُقال عنها انها متميزة. مضيفاً: ومن بين واجباتنا الاستخبارية عملية أطاحت برؤوس ارهابية بولاية شمال بغداد ابتدأت من الأرهابي المكنى (ابو عبد) / والذي نشرت (المدى) قصة إلقاء القبض عليه عام ٢٠١٦ للإطلاع زيارة الرابط :

ويضيف نعمة بفضل المتابعة الاستخبارية والتدقيق بالمعلومات الواردة من مصادرنا في المناطق التي يحاول تنظيم داعش الارهابي إحياء ولاية شمال بغداد فيها، تم إلقاء القبض على عناصر إرهابية كانوا يشكلون مفارز تتحرك لجمع الجباية وزرع العبوات الناسفة ومهاجمة القوات الامنية، فضلاً عن تخزين ونقل الأسلحة والمتفجرات وفتح مضافات لإيواء الانتحاريين.

معلم تربية إسلامية يبايع التنظيم
وفِي هذا السياق انتقلت (المدى) ولعدّة ايام مع مفارز منظومة استخبارات الشرطة الاتحادية العاملة ضمن قواطع المسؤولية لتوثّق عملية إلقاء القبض على هؤلاء الإرهابيين، وأجرت معهم حوارات لمعرفة كيف كانوا يتخفون ويعتدون على حرمة الوطن والمواطن، حيث تم إلقاء القبض عليهم بمناطق مختلفة من بغداد، بعد أن نُصبت لهم عدّة كمائن بعضها كانت في مناطق زراعية خطرة شمال بغداد وتحديداً بالطارمية، لكن الغريب أن هذه المفارز تم تجنيدها وانضمامهم بعد عام ٢٠١٤، فعلى الرغم من اتضاح زيف وعمالة التنظيم وخسّتهم بالتعامل بالمناطق التي كانوا يسيطرون عليها في نينوى وصلاح الدين والأنبار، إلا ان البعض لايزال يؤمن بهذا الفكر التخريبي، ومن بين المُلقى القبض عليهم الإرهابي (سامر علي ابراهيم) وظيفته معلم تربية إسلامية بإحدى مدارس الطارمية، انتمى للتنظيم بتاريخ ١/٧/٢٠١٦ يقول ابراهيم لـ(المدى) كنتُ اساهم بدعم التنظيم ببادئ الأمر من خلال التبرع من راتبي بحدود ٢٠٠ الف دينار شهرياً. مردفاً: إلى أن بدأت أفكر العمل معهم، وأقوم بجمع الجباية بدلاً من دفعها وبالفعل أعطيت البيعة للتنظيم بشكل غير مباشر لعسكري ولاية الشمال المدعو (ابو إسحاق) "وهو من اخطر الإرهابيين".
وأضاف ابراهيم: بدأت بجمع الجباية شهرياً من المعلمين والمدرسين وإيصالها لإداري الولاية عن طريق (ابو هاجر) وبمساعدة كل من (ابو أنس) و (ابو احمد) و (ابو عموري) الذين ألقي القبض عليهم جميعاً واعترفوا صراحةً بانتمائهم للتنظيم. متابعاً: اذ وجد بحوزتهم وبعد تفتيش دورهم في الطارمية والمشاهدة على اعتدة وأسلحة ومتفجرات. منوهاً: الى أن مهمتهم تهدف إلى زعزعة الوضع الأمني وبث الرعب بين الناس وإشاعة أن التنظيم لايزال يعمل على الرغم من خسارته في المناطق التي كان يسيطر عليها. مؤكداً: انهم كانوا يلتقون في المناطق الزراعية ليلاً بمواعيد سابقة تحدّد بعد كل لقاء لتسلم التوجيهات وتدريباتهم على استعمال السلاح وزرع العبوات وطرق نقل المتفجرات كانت تجري في البساتين النائية.

إرهابي في مستشفى أهلي
وفيما يخص فرق العمل والتحقيق وكيفية متابعة المعلومات والتحقق منها، بيّن مدير المنظومة العميد اسماعيل نعمة لـ(المدى) بقى لدى فريق العمل من الضباط ذوي الاختصاص التحقيقي حلقة مفقودة بين المُلقى القبض عليهم وبين الذي يعطيهم التوجيهات وهو مايسمى عسكري ولاية الشمال والذي يأخذ التعليمات من مايسمى والي  الشمال. متابعاً: فاستمر البحث والتحري عن الحلقة المفقودة وتوصل فريق العمل من شعبة استخبارات اللواء الخامس شرطة اتحادية إلى هذه الحلقة فتم نصب كمين له بإحدى مناطق بغداد. مردفاً: لكنه اشتبك مع القوة ونجح بالهروب بعد أن أصيب. واسترسل نعمة: بقيت المتابعة مستمرة لأكثر من شهر إلا أن تلقينا معلومة من أحد المصادر أن الهدف نُقل إلى احد المستشفيات الخاصة في بغداد لإجراء عملية جراحية له بعد أن أصيب بطلق ناري جراء الاشتباك مع القوات الأمنية في وقت سابق وإن مضاعفات حدثت له اضطروا على إثرها نقله للمستشفى. مستدركاً: لكن التحدي كان معرفة المستشفى والوصول له قبل أن يغادرها حيث تم تشكيل فريق عمل لمسح جميع المستشفيات الخاصة في بغداد بطريقة لا تُلفت النظر وبالفعل تم تحديد المستشفى (لايمكن ذكرها لدواعٍ أمنية). مبيناً: وما أن خرج من المستشفى وكان يرافقه رجل طاعن بالسن، أُلقي القبض عليه وقد أنكر في بادئ الأمر معرفته وعلاقته بأي شيء لكن سرعان ما أنهار واعترف صراحةً بانتمائه للتنظيم.

عناصر جديدة لا تثير الشبهات
وأوضح مدير المنظومة: أن الهدف الملقي عليه القبض كان بمنصب آمر مفرزة بعد مواجهته بالأدلة واعتراف باقي مجموعته عليه، ويُعتبر من أهم الأهداف المُلقى القبض عليها مؤخراً لاتصاله بأطراف عديدة بولاية الشمال ويدعى (حسين علي جاسم)  والمكنى (ابو هاجر) من مواليد ١٩٩٤ يسكن المشاهدة، انتمى للتنظيم نهاية عام ٢٠١٤ مُدرب على استعمال الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وزرع العبوات الناسفة. مستطرداً: وبعد التعمق بالتحقيق معه اعترف أبو هاجر أن هناك خططاً لتنظيم داعش، يحاول من خلالها تجنيد عناصر جديدة غير مطلوبة وغير متورطة سابقاً بأعمال ضد الأجهزة الأمنية، حتى لا يكونوا معروفين ومشخّصين وبنفس الوقت، لابد أن يكونوا متطرفين يحملون روح العِداء لأيّ شخص لا يؤمن بأفكارهم. مشدداً: وهنا كانت عملية البحث طويلة بسبب حداثة انتماء العناصر بحسب المحققين، لكن عملية التدقيق والمتابعة أتت أُكلها واستطاعت المنظومة تحليل المعطيات وإلقاء القبض على هذه العناصر الإرهابية العاملة ضمن مفارز أمنية وعسكرية.

انتظار انتحاري بكل هدوء
واثناء تواجد محرر التحقيقات في منظومة استخبارات الشرطة الاتحادية، تم تسلم برقية مهمة من مصادر استخبارية دقيقة عن نية التنظيم تهريب هدف مهم جداً الى كردستان بسبب تضييق الخناق عليهم، فتم التجهيز والتحضر للواجب وتشكيل فريق عمل من شعبة استخبارات اللواء الخامس وقسم استخبارات الفرقة الرابعة شرطة اتحادية من أمهر الضباط بعد استحصال الموافقات القانونية، كنا برفقة القوة التي نصبت عدّة كمائن بين بغداد وديالى وبدلالة (ابو هاجر) الذي يعرف اغلب عناصر ولاية الشمال، ولعدّة ساعات انتظار تسلمت القوة برقية استخبارية اكثرُ دقة من التي قبلها تُفيد بأن الهدف ربما يستقل شاحنة لحمل البضائع أو صهريجاً لنقل المشتقات النفطية وربما يكون مرتدياً حزاماً ناسفاً وبحسب الزميل (المحرر) يقول توقعت أن تُصاب القوة بنوع من التوتر والقلق بسبب هذه المعلومات، إذ ان مواجهة ارهابي يرتدي حزاماً ناسفاً يعد امراً خطيراً. مردفاً: بل ليس بعدهُ خطورة، فالخطأ المفروض يكون غيرٰ وارد، فإما قتله أو اعتقاله بسرعة خاطفة أو انفجاره والاحتمالات الثلاثة، احدهما اصعبُ من الآخر. مستدركاً: لكن الغريب أن الشباب من ضباط ومنتسبي الاستخبارات، كانوا بغاية الأريحية والانضباط وكانت وجوههم تهش وتبش وكأنهم ذاهبين الى حفلة، وعند سؤال آمر القوة  هو ضابطٌ شاب قال (لايوجد أسمى من عملنا، فتخيل معي كم هو مهم إلقاء القبض على ارهابي خطر، نستطيع أن نجنب اهلنا ويلات تخريبه).

التعرف على الهدف ومباغتهِ
 وأضاف الزميل المحرر: بالفعل بدأت المراقبة لعدّة ساعات استمرت من نهاية العصر وحتى ساعات متأخرة من الليل، والحذر كان السمة الأبرز وبدلالة (ابو هاجر) تم التعرف على الهدف المطلوب وهو الإرهابي (عدنان علي حاضر) المكنى (ابو معاذ او حجي زيد) وهو ما يسمى إداري عام ولاية شمال بغداد، يرتبط مباشرة بما يسمى والي شمال بغداد المدعو (ابو ياسر). مبيناً: أنه يُعد من اخطر الأهداف وأهمها بالنسبة للأجهزة الاستخبارية، لما يملكه من اسرار سيما التنسيقية منها بين ولاية شمال بغداد وبين الإمارة، كما يسميها عناصر التنظيم. مضيفاً: وبسرعة عالية وبمباغتة معهودة تم التحرك لسيطرة الغالبية وإخلائها من المدنيين وانتشر فريق العمل بشكل اعتيادي بالسيطرة وتم إيقاف الشاحنة.
وأوضح الزميل: تم طلب أوراق الحمولة من السائق والذي كان ناقلاً لهذا الإرهابي وماهي إلا ثوانٍ، فحاول الهدف النزول من الشاحنة. مستدركاً: لكن القوة أوقفته وحاولت منه الاستسلام لكنه رفض فتم رميه بعدّة إطلاقات على رجليه إلا انه سحب الصاعق وفجر نفسه عند باب الشاحنة فقُتل والسائق بنفس اللحظة، حيث كان يرتدي حزاماً ناسفاً وأُصيب بعض افراد القوة بجروح بسيطة جراء التفجير. موضحاً: تم التعرف على السائق الذي اتضح انه من اصحاب السوابق الإرهابية وهو أحد الهاربين من سجن الارهاب في صلاح الدين، ويتنقل قليلاً جداً وبحذر شديد وبهويات تعريفية مزوّرة وكانت مهمته توفير ما تسمى الكفالات وتحصيل أموال الإتاوات وتوفير المضافات والسلاح لعناصر العصابات الإرهابية.
  http://almadapress.com/ar/news/70125/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%89-%D8%A8%D8%B1%D8%B3-%D8%AA%D9%83%D8%B4%D9%81-%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%B5%D9%8A%D9%84-%D8%A5%D8%AD%D8%A8%D8%A7%D8%B7-%D9%85%D8%AD% D8%A7%D9%88%D9%84%D8%A9-

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الرافدين يطلق رواتب المشمولين ضمن شبكة الحماية الاجتماعية

بالوثيقة.. التعليم توضح بشأن توسعة مقاعد الدراسات العليا

العدل تعمل على خطة تجعل من النزلاء يكملون دراستهم الجامعية

ارتفاع بمبيعات الحوالات الخارجية في مزاد المركزي العراقي

رسمياً.. أيمن حسين يوقع على كشوفات الخور القطري

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

أفلام إباحية على أرصفة الباب الشرقي تتحدى الحشمة والقانون!!

السِبَح.. أسرار عميقة وأسعار مرتفعة بعضها يعادل الذهب

الجمعية الانسانية: قوانين التقاعد لم تنصفنا أبداً

(شيء لا يخطر في بالكم) أهم مكونات العطر المزيف

كل شيء عن المخدرات فـي العــراق .. أنواعها ... مصدرها.... وطرق دخولها

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram