ليس أسرع من سقوط وتهاوي الأسماء في عراق اليوم، فسرعان ما يعلو من يذكر ويشار اليه بلغة الـ(أنا) الشخصية والـ(أنت) على الآخرين إلا ويُعجّل بساعة الاندحار والتهاوي السريع في عيون الجمهور والحديث، نخص به من يتعاطى الرياضة عملاً وكرة القدم على وجه التحديد وعندها لن تقوم له قائمة تذكر والحكيم من يتذكر.
في وسطنا الرياضي الفسيح بجميع الأسماء والمسمّيات من رواد وأبطال ورياضيين ومدربين وهواة وصولاً الى الإعلام الرياضي وشخوصه، يفصح المثل عن نفسه بشراسة وعنف قلّ نظيرهما، وتسهم الفضائيات عبر برامج الإثارة وافتعال الأزمات في التعجيل بنصب الفخاخ الواضحة ويستمر المستهدف في التعاطي مع الإعلام من دون أيّ وازع من حكمة وتعقّل ويسقط بالضربة القاضية باستدرار حديثه ومكنوناته وربما أحقاده أو شعوره بالحسد، يضاف لها سقوطه هو بعينه يوم أتاح للسانه أن ينطق بما يعلم وما لا يعلم، وهنا تصبح الإشاعات أدلة قاطعة لديه والهمس صراحة معلنة وحديث المقاهي وكروبات مواقع التواصل الاجتماعي بمثابة أوراق رسمية في غاية الأهمية، وما هي إلا ساعات قليلة، يبدأ بعدها عارض الشعور بالندم والتقهقر الهوينا للخروج من المأزق !
نتذكر جميعنا قامات رياضية كبيرة عرفناها متميزة في العمل والعطاء في حقبة خلت ثم شهدنا تداخلها في عالم الإدارة على مستوى الاتحادات والأندية الذي لا يسع الكثير منها إذا ما علمنا أن الساحة تكتظ بمئات الأسماء مع الاعتراف أن العدد المحدود منها يفرض نفسه بقوة في ميدان الكفاءة على مستوى التدريب والإدارة فيما يجيد القسم القليل الآخر، لغة التلوّن والتحبّب والوصولية تحت مسمّى العلاقات الشخصية وسرعة الوصول الى مركز القرار ويتبقى السواد الأعظم من هؤلاء في حالة مراوحة وتشبث بانتظار الفرص أو تبسّم عامل الحظ لهم وهو نادر الحصول يضاف الى ذلك التحزّب واستثمار ظاهرة النفوذ الحزبي ومراكز القوى المؤثرة للوصول الى الهدف في الاتحادات والأندية والأماكن المؤثرة الأخرى في السلطة الرياضية مع التقوّي والاتّكاء علناً على هؤلاء بعيداً عن كل المفاهيم الرياضية الجميلة.
إن هذه العملية التي لا تتصف بالعدالة والمهنية في العمل والتي اصبحت واقع حال معاشاً نتحسّسه ونتعايش معه يومياً، قد أفرزت حالة من الترصّد والمشاركة في الشعور بالحيف والتعاضد للوقوف بوجه هؤلاء المتنفذين وهم جبهة يمكن أن نطلق عليها اسم المنتظرين أو المهمّشين كما يدّعون هُم، وإن تكن هناك قلّة منهم يحدوهم الشعور الوطني بالتغيير والإصلاح لأجل المصلحة العامة فيما يتلّون الأكثرية لأجل الضغط والحصول على المناصب التي لا تسعهم.
بالمقابل يناور القائمون على مركز القرار في استمالة هذا والتخلي عن ذاك وردّ التُهم والدفاع عن النفس بعبثية حتى لدى القضاء لو تطلّب الأمر ذلك، والنتيجة الحتمية هي تهافت الإعلام على الطرفين ونقل لغة الاسقاطات فيما بينهم أو لحفر قبورهم ومحو ذاكرتهم الملوّنة من عقول الجماهير، وبذلك تكون جميع الأطراف خاسرة وأولها الرياضة العراقية التي غدَتْ ساحة حرب ومناوشات أنهكَتْ كرة القدم العراقية ورمَتْ بها الى آخر التصنيف العالمي وليس من بوادر انفراج الأزمة أو خروج من النفق المظلم قريباً.
رياضة الحرب والمناوشات !
[post-views]
نشر في: 5 مايو, 2017: 09:01 م