عودةٌ موفقة للعراق للتواجد في الاتحادات العربية والقاريّة والدولية كشّف عنها صندوق الاقتراع المصري وهو يعلن عن فوز رئيس اتحاد الكرة عبدالخالق مسعود، بمنصب النائب الثاني لرئيس الاتحاد العربي للعبة أمس الأول، ليعاود ممارسة انشطته الإشرافية ويُسهم في صناعة القرار الكروي العربي بقوة نظراً لقِدم اتحادنا وسمعته المؤثرة وتاريخ كرتنا الحافل بالنجوم الكبار والإنجازات المهمة.
البداية من مصر نريدها أن تستمر الى بقية الاتحادات الرياضية في آسيا والعالم، فالكفاءة العراقية كبّلتها ظروف عصيبة منذ عام 2003 حتّى الآن، ودفعت ثمن التقاطع السياسي الإقليمي والدولي أحياناً، فضلاً عن إهمال المؤسسات الراعية لها كلٌّ في التخصص التابع له من ناحية عدم توفر مستلزمات التواصل مع الانشطة الخارجية وممارسة الدور الفاعل، لاسيما أن التقشّف في هذه الناحية لم يكن وليد القرار الحكومي قبل سنتين، بل عانته كفاءات الرياضة العراقية منذ سنين طوال نتيجة قصر نظرة المسؤول لهكذا نوع من التمثيل الوطني لابن البلد في المؤسسات الدولية، هذا إذا لم يأخذ الموضوع بجد ويعده ليس ضرورياً أو نوعاً من التمثيل الشخصي للتباهي وبالتالي لا يستحق الدعم!
حقيقة هناك معاناة كبيرة تخصّ الجنبة المالية للمؤسسات الحكومية والأهلية تضع ممثل العراق في حرج شديد يمنعه من مواكبة نشاطه والتزامه تجاه الاتحادات الدولية التي لا يعنيها كيفية تدبير مستلزمات الحضور من تذاكر طيران ونقل وسكن وطعام وغيرها، من المفترض أن تتحملها الدولة وفق نظام خاص يضمن انسيابية التمثيل المشرّف للوطن.
ولم تكن هذه المشكلة بعيدة عن بيت الصحافة الرياضية، فقد أضطر بعض ممثليها للاعتذار عن حضور مؤتمرات دولية أو قارية أو عربية لأسباب مادية بحتة، نتيجة ضبابية التنسيق مع الجهة المانحة التي تغطي نفقات الصحفي، آخذين بالحسبان تجميد مذكرة التفاهم بين اللجنة الأولمبية الوطنية واتحاد الصحافة الرياضية بذريعة إعادة جدولة وتنظيم استحقاق الزملاء المعنيين بمرافقة الوفود الرياضية وتصنيفهم وفق فئات تراعي الخبرة وسنوات العمل ونوع الإيفاد، وهي أزمة مستمرة لم يجد لها الزملاء في الاتحاد أيّ حل بانتظار مستجدّات التحرّك الأخير تجاه مسؤولي الأولمبية لحسم الأمر، مع إيماننا بضرورة حصر المشمولين بمن يمتهن الصحافة الرياضية اليومية أو الاسبوعية أو الملاحق المتخصصة وليس من يمارس (سبع صنايع) !
وإذا كنا قد وجّهنا نقدنا لرعاة المؤسسات الرياضية والصحفية لعدم تذليل مثل هذه المشكلات المتراكمة منذ سنين طويلة، والتي لعبت دوراً في إبعاد العراق عن مصدر القرار العربي والآسيوي والدولي، وأضرّت بمصالحه بشكل سافر، نتمنى أن تفعّل اتحاداتنا علاقاتها بالجهات المسؤولة، وتوحّد خطابها بشكل واضح ومدعم بمقترح موضوعي ينهي أزمة الإهمال، ولا يحمّل الشخص الكفء ممثل الوطن في المؤتمرات واللقاءات والانتخابات الدولية أيّة أعباء مادية بعضها باهظ وخارج صلاحيات المؤسسة أو الدائرة المعنية بسفره.
تمنياتنا لممثلي العراق على الصعيدين الرياضي والصحفي النجاح اللافت، وعكس صورة جيدة عن واقعنا الراهن، والسعي لاستعادة دور الريادة لا الاستكانة في لجان هامشية على الورق أو عضوية مكاتب تنفيذية يؤدي حضوره فيها كإسقاط فرض من دون أيّة واجبات ومنجزات تؤكد أهمية العراق لتطوير قضية ما تنسحب فوائدها على مجمل الحراك العربي والدولي.
من المخجل أن يتكاسل البعض من ممثلي الوطن ولا يشعر المحيطون بعملهم أنهم أمضوا 4 أو 8 سنوات ولم يخدموا أقرانهم وطبيعة العمل الذي يمارسونه مع فشلهم في تقريب وجهات النظر العربية تجاه قضايا وطنهم وما أكثرها، فلم نشاهد أيّة فعاليّة على أرض بغداد تعمّق وشائج المحبة والتفاهم في ندوة أو ملتقى أو منافسة وديّة، وهي من النقاط السلبية التي تقوّض ثقة المتابعين لهم وستعجّل بتغييرهم لأنهم لا يمثلون أنفسهم!.