مع أن ديالى كانت دائماً من أعلى المحافظات في معدل إنتاج محصولي الحنطة والشعير وبأجود النوعيات، إلا أن إنتاجها بدأ بالتراجع لأسباب عديدة، أولها انعدام الدعم للفلاحين وعدم تزويدهم بالمحروقات، واستمرار انقطاع التيار الكهربائي الذي يجب تعويضه بتشغيل مولد

مع أن ديالى كانت دائماً من أعلى المحافظات في معدل إنتاج محصولي الحنطة والشعير وبأجود النوعيات، إلا أن إنتاجها بدأ بالتراجع لأسباب عديدة، أولها انعدام الدعم للفلاحين وعدم تزويدهم بالمحروقات، واستمرار انقطاع التيار الكهربائي الذي يجب تعويضه بتشغيل مولدات الكهرباء الخاصة التي تحتاج لمادة الكاز التي يصعب الحصول عليها، في ظل عدم تزويد الحكومة لهم بهذه المادة.
المزارع جاسم العبيدي، يؤكد في حديث لـ(المدى) إن إنتاجهم لهذا العام سيكون "صفراً" في حال عدم صرف الحكومة مستحقاتهم للأعوام الثلاثة الماضية وتجهيزهم بالبذور ومكافحة الآفات الزراعية، خاصة وأن محاولة استصلاح مئات آلاف الدونمات ليست بالصعبة في حال توفرت الإمكانات والجهود الحكومية لإعادة "سلة العراق" بمحصولي الحنطة والشعير لسابق عهدها، مواصلاً: أن أكثر من ستين ألف دونم ضمن الخطة الزراعة لناحية السد العظيم، ، إضافة لما يقرب من عشرة آلاف دونم خارج الخطة الزراعية كلها مهددة بفشل وانهيار إنتاج هذا المحصول.
لذلك فإن تأخر استجابة السلطات لمناشدات الفلاحين بتوفير الكهرباء والمحروقات لهم، كما يقول مدير ناحية السد العظيم عبد الجبار العبيدي في حديث لـ(المدى)، سيسهم بهبوط وتراجع كبير في انتاج هذا المحصول، الأمر الذي أضر ويضر باقتصاد المحافظة والبلد بشكل عام، فبعد أن كانت هذه الناحية تنتج أكثر من ثلاثين ألف طن، من الحنطة والشعير بنوعية ممتازة من الدرجة الأولى في الأعوام الماضية وكانت تستطيع تغذية السوق العراقية بهذا المحاصيل، أصبحت مهددة بالضياع بسبب الإهمال المستمر، مشيراً الى أن، إنتاج ناحية سد العظيم، كان يوزع سنوياً لسايلو ديالى وسايلو بغداد مع سايلو صلاح الدين، نظراً للكميات الهائلة المنتجة سنوياً، في حين إن الإنتاج في الموسم الزراعي الحالي تراجع بشكل حاد بعد تقاعس الجهات الحكومية عن حل مشاكل الفلاحين.
وناحية سد العظيم  التي اجتاحها إرهاب تنظيم داعش أواسط العام 2014، شهدت نزوحاً جماعياً إلى مناطق أخرى داخل المحافظة وخارجها، كما شهدت تدمير كامل بناها التحتية أثناء وجود ذلك التنظيم، وحتى تحريرها، فيما عاد أهلها ليجدوا أراضيهم الزراعية قاحلة لا حياة فيها، وهي تعد من أهم مناطق إنتاج الحنطة والشعير إضافة لمحصول الرقي، إلا أن ظروف الحرب والنزوح وقلة الأمطار والإهمال ساعدت في تراجع إنتاجها الزراعي.
من جهة أخرى يؤكد مدير زراعة ديالى محمد نجيب محمد، في حديث لـ(المدى) إن مديرية الزراعة وفرت كامل إمكاناتها لتذليل الصعوبات أمام الفلاحين وإنتاجهم من مادة الحنطة وبخاصة ناحية سد العظيم شمال ديالى وقضاء بلدروز جنوب المحافظة، كون هاتين المنطقتين تعدان سلّة ديالى بإنتاج الحنطة والشعير و بأجود النوعيات، موضحاً أن تجاوز شحة المحروقات بعد التقليل منها من خلال الاتفاق مع دائرة المنتجات النفطية في المحافظة وتوزيع كابونات للفلاحين وتسلم حصصهم والعمل على تجاوز هذه الأزمة، كون زراعة هذا المحصول تعتمد على مادتي الكاز والنفط الأسود بحدود الـ" 80%" .
ويتابع محمد، أن الفلاحين في ناحية سد العظيم يستفادون من المشاريع الأروائية الكثيرة في الناحية لما تمتاز به العظيم من انهار وأفرع مائية كثيرة، في حين أن 20% تقريباً من الفلاحين هناك يعتمدون على التيار الكهربائي بشكل أساس، لمن تكون أراضيهم بعيدة عن المشاريع المائية والأنهر، وبما يخص تجهيز المديرية بالبذور والأسمدة، فقد أكد نجيب على أن أسمدة اليوريا وزّعت بمعدل 65 كيلو غراماً للدونم الواحد، ومواد مكافحة الآفات جهّز بها الفلاح والأراضي للقضاء على الأدغال، مبيناً أن، إرجاع العوائل النازحة بعد تحرير مناطقهم وشمولها بالخطة الزراعية المعتادة ساعد في زيادة المساحات المزروعة من 27 ألف دونم في العام الماضي إلى 60 ألف دونم ضمن الخطة الزراعية، وهي نسبة كبيرة بمعدل إنتاج هذا المحصول المهم بالنسبة لديالى، وفي النية زيادة مساحات الأراضي الزراعية في الأعوام المقبلة، لكننا لابد من مساعدة الحكومة في ذلك من خلال تذليل المعوقات التي اشرنا إليها.