كل مَن يفكر بأن كتباً علميةً مثل كتاب (كل ما تعرفه عن العلم خطأ) لا ينطوي على ما يفيد الحياة اليومية ينبغي أن يأخذ في اعتباره بطاطا تشارلس دارون. وعلينا هنا، فيما يتعلق بجولة مؤلفه مات براون الفاتنة في المعتقدات الشائعة الخاطئة، أن نستوعب " القانون "

كل مَن يفكر بأن كتباً علميةً مثل كتاب (كل ما تعرفه عن العلم خطأ) لا ينطوي على ما يفيد الحياة اليومية ينبغي أن يأخذ في اعتباره بطاطا تشارلس دارون. وعلينا هنا، فيما يتعلق بجولة مؤلفه مات براون الفاتنة في المعتقدات الشائعة الخاطئة، أن نستوعب " القانون " الذي يذكر أن الماء يغلي عند درجة 100 مئوية. وهذا صحيح فقط عند مستوى البحر. فكلما ارتفعتَ، انخفضتْ درجة الغليان.
بل أن هذه الدرجة تنخفض على قمة برج خليفة في دبي، مثلاً، وهو أعلى بناية في العالم اليوم، إلى 97 درجة مئوية. ولو سافرتَ إلى مدينة لا باز في بوليفيا، فإنك ستجد أن سكانها، وعددهم مليونان، يعرفون ببساطة أن الماء هناك يغلي بمجرد أن تصل الحرارة إلى 88 درجة مئوية. وكما وجد تشارلس دارون (1809 ــ 1882)، حين سافر إلى الأقاليم العالية من الأرجنتين، فإن هذا النوع من البيئة يجعل من الطبخ تحدياً حقيقياً: لأن الماء لا يسخن أبداً بما فيه الكفاية، ولا الطعام الذي فيه. وقد راح العالم العظيم يتذمر من أن البطاطا لديه لم تكن تنطهي. وتحل مدن اليوم الرفيعة هذه المشكلة عن طريق طبّاخات الضغط.  وغالباً ما يصل ما يدعى بكسر الأسطورة إلى لاشيء أكثر من الادعاء، لكن براون مصمم على تجنب ذلك الفخ. وكما يوضح هو، قائلاً : "إن كلمات) أعتقد بأنكم سوف تجدون( هي الكلمات الأربع الأكثر إزعاجاً في اللغة الانكليزية". وبالتالي فإنه يتعامل بقضايا حقيقية تؤدي إلى قراءة مُلزمة. فحكاية الشعر والأظافر التي تستمر في النمو بعد الموت ليست صحيحة، وكل ما هناك أن الجلد حولها يذبل ويتراجع ليس غير. وكذلك القول بتحليق ما هو أثقل من الهواء. فالفكرة قديمة جداً، والأخوَان رايت كانا ببساطة أول مَن أضاف إليها الماكنة فقط.     وكان السير جورج كيلي (1773ــ  1857)، في الواقع، مهندساً وله إنجازات عديدة منها اختراعه دواليب الدراجة. أما نجاحه الكبير في الملاحة الجوية فكان في عام 1853، مع مركب "يمثل زورق تجديف" تحت جناح وذيول من الجنفاص. وقام بوضعه على منحدر محلي، وجعل أحدهم ينطلق به طائراً مسافة 150 متراً.  ولم يكن المذنب المعروف بمذنب هالي من اكتشاف هالي، فهو الذي استكشف تردده فقط. فالمذنب سبق أن ظهر قبل ذلك، بقرون،  في بَيوكس باستري.  والمشهور أن كلمة " دايناصور" تعني "السحلية الرهيبة". لكن تلك المخلوقات لم تكن سحاليَ على الإطلاق. كانت مجموعة من الزواحف منفصلة كلياً. بل أن هناك اختلافاً حتى بشأن ما نعنيه بكلمة "فضاء space" ــ فالبعض يقول إنه على بعد 62 ميلاً عن الأرض، أما وكالة ناسا، فتقول ما معناه 50 ميلاً فقط.  والكتاب كله ممتع بمعلوماته الجديدة، لكن الأفضل من ذلك كله أنه يغيّر الطريقة التي يُرى بها العالم ــ أو في الواقع الأشياء التي خارج العالم.
فهل تعرف، مثلاً، أن رجال الفضاء يطوفون حول المحطة الفضائية العالمية ليس بسبب انعدام الجاذبية وإنما لنفس السبب الذي يجعلك تنط حول داخل مصعد هابط؟  فهؤلاء الفضائيون مع هذا خاضعون لـ 89 بالمئة من جاذبية الأرض، والمركبة في الواقع تهبط نحو الأرض. إنها فقط تسافر منحرفةً بتلك السرعة التي تمنع فقدان الكوكب ــ وذاك هو المدار. وفي الواقع، فإن المحطة الفضائية تهبط حول تقوس الأرض.
عن/ Mail online