TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > اسألوا الأمن الوطني والمخابرات عن المخطوفين !

اسألوا الأمن الوطني والمخابرات عن المخطوفين !

نشر في: 9 مايو, 2017: 02:59 م

adnan.h@almadapaper.net

الحملة القويّة للغاية الممتدة من الوسط السياسي الوطني إلى الوسط الإعلامي إلى فضاء التواصل الاجتماعي بِشأن الشبان السبعة المخطوفين للتوّ في بغداد، لا تعبّر عن الشعور بالمفاجأة والصدمة لوقوع حدث كهذا، إنّما عن غضب عارم ،لأن عمليات الخطف تتكرر وتتفاقم ويتكرر معها ويتفاقم عجز الدولة عن فعل شيء للحدّ من هذه الظاهرة.
سبعة شبان من الناشطين المدنيين يُختطفون من مسكنهم في قلب العاصمة وتختفي آثارهم تماماً.. قبلهم اختُطِف العشرات بل المئات مثلهم، فرادى ومجتمعين، وبعضهم تمرّ على حوادث اختطافهم سنوات من دون ظهور أيّ أثر لهم أو أيّ إشارة إلى الجهات الخاطفة.
في العادة تخطف عصابات الجريمة المنظمة رجال الأعمال والموظفين الكبار طلباً للفدية المالية أو لتصفية حسابات، لكنّ المخطوفين المدنيين لم يطالب أحد بفدية عنهم، وهم عادة من الناشطين الذين برزوا في الحراك الشعبي الاحتجاجي/ الإصلاحي المتواصل منذ نحو سنتين.. جلال الشحماني وواعي الجبوري، مثلاً، اختُطِفا كلّاً على حدة في بغداد وبابل منذ أكثر من سنة ونصف السنة، ولم يُعرف شيء عن مصيرهما حتى الآن.
من الصعب وضع هذه الاختطافات خارج سياق المساعي المبذولة من قوى سياسية متنفذة لإجهاض الحراك الشعبي أو الحدّ من تأثيرة ومواجهة التيار المدني الذي تلقى نشاطاته وشعاراته تجاوباً متنامياً، خصوصاً في أوساط الطلبة والشباب، في مقابل التدهور في سمعة التيار الإسلامي على خلفية الفشل في إدارة الدولة والمجتمع، الذي منيت به أحزاب هذا التيار التي لم تكفّ بعد عن الصراع على السلطة والنفوذ والمال.
منذ أشهر، ومع بدء العد العكسي للانتخابات المحلية (مُقرّرة في أيلول المقبل ومُرجّح تأجيلها الى العام المقبل) والانتخابات البرلمانية (متوجّبة في غضون سنة واحدة)، اشتدّت حمّى الدعاية ضد العلمانية والمدنية. بدأت أولاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي ثم زحفت إلى محطات الاذاعة والتلفزيون التابعة لأحزاب إسلامية، ولم يجد زعماء لبعض هذه الاحزاب حرجاً في مهاجمة المدنيين والعلمانيين في الخطابات العامة .. أحدهم سعى إلى إلقاء مسؤولية ما يجري في البلاد على عاتق المدنيين والعلمانيين!
في هذا الإطار جرى التحرّك على الجامعات من أجل الدعاية للأحزاب الاسلامية والدعاية ضد القوى المدنية والعلمانية. وفي السياق ذاته تندرج حوادث الاعتقال والطرد التي تعرّض لها طلبة مدنيّون في بعض الجامعات، وقبلهم الإعلاميون الذين اعتِقلوا أو اختُطِفوا لبعض الوقت، وليست الصحافيّة أفراح شوقي سوى واحدة منهم. وغير بعيد عن هذا كله التضييق على الشباب بأشكال شتى، ومقتل صبي من الديوانية في بلدة طويريج في مخفر للشرطة منذ أيام لا ينفصل عن هذا السياق.
أظنّ أنّ من الصعب عدم وضع كل هذه الحوادث في خانة العمل المنظّم من جهة ما أو عدّة جهات.
مَنْ تكون هذه الجهة أو الجهات المنظّمة؟ .. جهاز الأمن الوطني وجهاز المخابرات الوطني يعرفان .. هذا هو المُفترض، والمطلوب .. ما لزومهما إنْ لم يكونا من العارفين؟ 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. بغداد

    استاذ عدنان حسين مية بالمية جهاز الأمن الوطني وجهاز المخابرات يعلمون جيداً من هي الجهات المافيوية الفاشية النازية الشرسة التي تقوم بعمليات اختطاف المدنيين والناشطين المدنيين ورجال الأعمال واختطاف الأعلاميين والكتاب والأطباء على مدى أربعة عشر عاماً منذ ان

  2. سمير طبلة

    و.... ما لزومهما ، إن لم يكونا هما الفاعلان!

  3. يوسف

    ولماذا نسأل عباقرة الأمن الوطني والمخابرات عن الجهات الخاطفة؟ نحن وكل المواطنين وحتى أبسطهم نعرف جيداً من هم الخاطفين ومن الذي يدعمهم ويمهد لهم السبل لتنفيذ جرائمهم في خطف الناشطين المدنيين لإسكات صوت الحق وخطف الميسورين مقابل فدية والسيطرة على المنافذ ال

  4. أبو أثير

    جهاز ألأمن الوطني والمخابرات وبقية ألأجهزة ألأستخباراتية وألأمنية تعلم علم اليقين من هو يقوم بالخطف الفرادي والجمعي ... ولكن ...!! وهذه المصيبة هل يمكن أن يقوم بواجبه في الحد من ظاهرة ألأختطاف الفرادي والجمعي التي تجري هنا وهناك ... الجواب هو كلا ... لا ت

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram