ناقش نادي القراءة الذي تم افتتاحه مؤخراً في مدينة كربلاء فيلم (العربانة) للمخرج هادي ماهود، كونه واحداً من الافلام الجيدة التي حازت على جائزة افضل فيلم في المسابقة الرسمية بمهرجان العراق الدولي للفلم القصير.في بداية الأمسية التي حضرها عدد من الفنانين
ناقش نادي القراءة الذي تم افتتاحه مؤخراً في مدينة كربلاء فيلم (العربانة) للمخرج هادي ماهود، كونه واحداً من الافلام الجيدة التي حازت على جائزة افضل فيلم في المسابقة الرسمية بمهرجان العراق الدولي للفلم القصير.
في بداية الأمسية التي حضرها عدد من الفنانين والادباء والاعلاميين، قال مقدمها الشاب محمد عباس، إن النادي الذي يهتم بالقراءة فإنه من خلال مناقشاته للأفلام العراقية أو الافلام التي سيتم اختيارها تعاون الشباب على القراءة البصرية وتزيد من الواعي بأهمية السينما. والفيلم الروائي القصير"العربانة" أي العربة "الذي يحاول عبره تكريس خطوات الانطلاقة الجديّة للسينما العراقية".
وجرى بعد هذه المقدمة عرض للفيلم لتبدأ مناقشات الحاضرين الذين كانوا بين مؤيد لفكرة الفيلم ومعالجته ومعارض لطريقة المعاجلة وكذلك المعارضة لسوداوية الفيلم الذي يظهر العراق عبارة عن حالة قتل وموت وحروب وانفجارات.
ثم قدم المحاضر الشاب بشير جاسم وجهة نظره عن الفيلم بقوله إن، استخدام الأبيض والأسود ليس دلالة على الماضي والملون دلالة على الحاضر والمستقبل، ‘نما الأبيض والأسود للدلالة على الحزن واليأس والمأساة، بينما الملون للدلالة على الفرح والأمل ثم تساءل عن الغاية من العربانة، فقال إن الفيلم أحداثه مأساوية، ولكن في نهايته بادرة أمل للمستقبل، والعربانة هي المحطات ودلالة الحركة والتي حملت اسقاطاتها وإيماءاتها وأن المشهد الأخير مشهد لعب الأطفال كان ملوناً للدلالة على المستقبل المشرق.. وأفاد بأن المشاهد المأساوية في الفيلم تشكل ماضي وحاضر العراق المتمثل بالاضطرابات والانقسامات والقتل والخراب.. وأجاب بشير عن أسباب صمت ابطال الفيلم وقال إن، المخرج وكاتب السيناريو قد اعتمد على الصورة و ليس الحوار وإن بعض الصور مكثفة و تحمل الكثير من التأويلات والتحليلات منها أن اغلب الصور في الريف في البستان والنخل واجمات القصب.. وتابع أن الصورة الأخرى هي المضيف (المصنوع من القصب) المهجور والذي اصبح زريبة مليئة بالخراف وصوت الجرس الذي يعلق برقبة الخروف الذي يقود القطيع والذي يدعى الرخل أو مرياع الغنم، يرن في المضيف. ونوّه أن الصورة الأخرى هي جلوس المرأة العجوز منكسرة وحزينة عند جرف النهر وهي تشعل الشموع . هذا يفسر على انه دلالة على الانتظار وكذلك صورة تابوت الشهيد الذي يحمل على العربانة بعد أن كان يركبها الحوذي وجندي تبدو عليه علامات الهزيمة.
ويلفت بشير النظر الى أن الفيلم انطوى على رؤية ومعالجة فنطازية لم تخل من واقعية رمزية تسعى لكشف المسكوت عنه كما شاهدناه في عرض خاص جداً. وإن مشروع ماهود الجديد كانت وسيلته “العربانة” وعنه يقول"هو خط سير عربانة يقودها مجنون وتحمل جندياً يبدو انه خارج من معركة خاسرة تمر عبر اماكن تطفح بالأزمات التي تشكل العراق الحالي، لكننا غالباً ما نرى أطفالاً يحملون بالونات لتختفي (العربانة) في النهاية ويملأ الأطفال الشاشة لتستعيد الألوان ألقها في إشارة متفائلة لغد مشرق.