adnan.h@almadapaper.net
مات الشعر .. يقولون.. لكنّه بانَ للعيان أمس إنه لم يزل حيّاً مُعافى.
الأصبوحة التي أحياها الشاعر البصري كاظم الحجّاج في بيت المدى بالمتنبي أمس، قدّمت شهادة بهذا .. ممهورة ومصادقاً على صحة صدورها .. من الجمهور.
بيت المدى كان مزدحماً تماماً بالناس .. والجمهور كان مُصغياً بانتباه لما قاله الشاعر ومَنْ سبقوه إلى المنصّة من النقّاد والباحثين الذين أجمعوا على غنى تجربة الحجاج الشعرية وفرادتها.
" نحنُ مَن نطفئُ الشِعرَ
حين ننام ..
ونُؤرقُ مصباحَنا
... للضيوف"
عن البصريين أنشد الحجاج هذه القصيدة القصيرة جداً مع شقيقات لها بطولها، قبل أن يذهب إلى قصيدة طويلة، عنوانها "روزنامة"، هي بمثابة سفر سومري أو بابلي رصين ينتهي بخاتمة قوية بقوة افتتاحية "البيان الشيوعي" وخاتمته:
"إلى السادة حكّام البصرة، من حزبيين إسلاميين، أو من حزبيين مستقلّين، لم تذكرهم "سورة الأحزاب".. انتبهوا لطفاً!
الشطيّان: فؤاد الشطّي وماجد الشطّي، وبقية الشطيين الكويتيين .. كان أجدادهم الفقراء الطيبون، ينقلون الماء العذب من شط العرب، بقوارب نظيفة الى الكويت، منذ أكثر من مئة عام. وهم يحملون إلى الآن لقبهم العذب الذي أخذوه من ماء شطّنا ..
• فلنخجلْ من شط العرب الآن!
• وأنا خجلان من جِبن الأهوار المضفور جدائل و.. "القيمر" .. صرنا نستورده من "عرعر".
"جِرّوا صلوات.."! .
ذات مرة، قبل أربع سنوات، أجاب الشاعر البحريني قاسم حداد عن سؤال :" هل مات الشعر في زمن الرواية؟" قائلاً:
"موت الشعر، تعبير بالغ الضراوة مع أكثر الكينونات جمالاً وألفة وهشاشة"، ثم تساءل: "كيف يستقيم القول بموت الشعر في حياة زاخرة بالغنى والتنوع بهذا الشكل؟".
بشعراء مثل كاظم الحجاج، وكذا قاسم حداد، الشعر لا يموت .. يظلّ محتفظاً بكامل سحره وبهائه ومجده إلى الأبد، مثلما بقي حيّاً بسحره وبهائه ومجده منذ الاسفار السومرية والبابلية .. الحيّة إلى اليوم.