اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > لكل جريمة حكاية : احترقوا جميعا.. وقنينة الغاز كانت هي السبب!

لكل جريمة حكاية : احترقوا جميعا.. وقنينة الغاز كانت هي السبب!

نشر في: 15 مايو, 2017: 12:01 ص

كان الاب المنكوب والام الثكلى يجلسان وسط بيتهما الفقير الكائن في حي سبع قصور بالقرب من خان بني سعد ... بيت من طابوق وطين وبقايا بلوك أكل عليه الدهر وشرب ... قلما تجد بيتا مثله في أي حي من احياء العشوائيات في بغداد ... الآن تكاد تميزه من الكآبة والحزن

كان الاب المنكوب والام الثكلى يجلسان وسط بيتهما الفقير الكائن في حي سبع قصور بالقرب من خان بني سعد ... بيت من طابوق وطين وبقايا بلوك أكل عليه الدهر وشرب ... قلما تجد بيتا مثله في أي حي من احياء العشوائيات في بغداد ... الآن تكاد تميزه من الكآبة والحزن المنبعثين منه وكأنه يبكي هو الآخر على احبائه الذين فارقوه ! كان الحادث البشع ضربة قاصمة كسرت ظهر هذا الاب البسيط عامل النفايات الذي لم يكن يبغي من هذه الدنيا سوى الستر وراحة البال ... لكن حتى هذه الامنيات ذهبت واصبحت بعيدة المنال ولم يتبق له سوى الحزن والألم وفقر فوق فقره فزادة الحادث عجزا وأضاف الى عمره سنوات فبدأ وكأنه كهل من فرط ما يحمل على كاهله ... اما الام الثكلى فالدموع لا تفارق عيناها تصرخ في ألم ورعب تشيع ابناءها الثلاثة الى مثواهم الاخير وكأنها تحدثهم بصوت مملوء بالوهن تنادي على ابنها (ح) ابن التسع سنوات وابنتيها (س و ص ) اللتين كانتا سيتم زفافهما في ثاني ايام العيد لكن الموت كان اسبق وتم زفافهما الى السماء ... تتخيل الام الحادث كما روته لها ابنتها الكبرى (س) قبل لحظات من مفارقة الحياة ففي ذلك اليوم كانت الام كعادتها هي وزوجها في عملهما اليومي لاعداد طعام الفطور وبينما هم جالسون ليتناولوا طعامهم وضعوا قوري الشاي فوق موقد الغاز الذي كان موضوعا بالقرب منهم داخل نفس الغرفة التي ينامون ويأكلون فيها ... فهذه الغرفة هي كل بيتهم ، اثناء تناولهم الفطور لا يعلمون ماذا حدث سقط الموقد فجأة على الارض وأحدث انفجارا قويا هائلا اشبه بانفجار قنبلة او لغم ... وبسرعة البرق اندلعت النيران ... في كل مكان ... فشبت النيران واحرقت كل شيء وامسكت بهم الثلاثة في وقت واحد ... حاولوا ان يخرجوا بسرعة الى خارج الغرفة لكن النار كانت قد حاصرتهم من كل جانب وانطلق الدخان في عيونهم ليغشي بصرهم ويمنع رؤيتهم لباب الخروج او حتى مصدر النيران ليطفؤها ... وبعد ثوان معدودة من محاولاتهم النجاة سقطوا وسط النيران بلا حول ولا قوة وكأنهم استسلموا مرغمين للموت  وجاءت سيارات الاطفاء وتدافع الاهالي يعاونون رجال الاطفاء قبل ان يمتد للبيوت المجاورة ... وحملوا الاشقاء الثلاثة وهم يصارعون الموت الى مستشفى قريب لاسعافهم ولم يكن في المستشفى أي تجهيزات لاستقبالهم فسارعوا بهم الى مستشفى في مدينة الصدر ليبقوا هناك لمدة اسبوع كامل بعدها لفظ الاشقاء الثلاثة انفاسهم الاخيرة في وقت واحد وكأن موعدهم في القدر ان يحترقوا معا ويموتوا معا في آن واحد ! الايام السبعة التي قضاها الاشقاء الثلاثة في مستشفى الجوادر .. كان كل يوم يمر يتجدد الأمل للاب والام ان ابناءهما سيعودون سالمين ... وطيلة السبعة ايام لم تكف ايديهما التضرع لله لكي ينقذ بعنايته ابناءهم  لكن مشيئة الله هي التي اختارتهم خيرا لهم بدلا من ان يعيشوا الباقي من اعمارهم مشوهين من اثار انفجار قنينة الغاز ... ولم تفلح دعواهم ولا جهود الاطباء في صد قضاء الله وارادته فكانت هي الاقوى ونفذ أمر الله وإرادته .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

وزير الداخلية في الفلوجة للإشراف على نقل المسؤولية الأمنية من الدفاع

أسعار الصرف في بغداد.. سجلت ارتفاعا

إغلاق صالتين للقمار والقبض على ثلاثة متهمين في بغداد

التخطيط تعلن قرب إطلاق العمل بخطة التنمية 2024-2028

طقس العراق صحو مع ارتفاع بدرجات الحرارة خلال الأيام المقبلة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram