مهداة الى: جواد الحطاب ما أجمل ايمانكم وأنتم تحرّمون لحم الخنزير وتأكلون لحم اخيكم حيّاًتتفاخرون بقتله سلخاً ودفراً وشيّا القتلى مغتربون سيعودون بعد كنس قاتليهم سننشر يوماً والعذاب يطول هكذا تنبجس ا
مهداة الى: جواد الحطاب
ما أجمل ايمانكم
وأنتم تحرّمون لحم الخنزير
وتأكلون لحم اخيكم حيّاً
تتفاخرون بقتله سلخاً ودفراً وشيّا
القتلى مغتربون
سيعودون بعد كنس قاتليهم
سننشر يوماً والعذاب يطول
هكذا تنبجس الأصوات من قبورهم المؤقّتة
انهم يعبرون بنصف اجسادهم الى العالم السفلي
فهم يعضّون تراب القبر بأسنانهم طالبين النصف الثاني
الذي ما زال مشتعلاً في ثلاجات "الطبّ العدلي"
فمن لهم يوم "كلمن يكول يا روحي"
والصور ينفخ ثم ينفخ
أيركضون زحفاً على صدورهم لملاقاة الربّ؟!!
كلّ هذا الإسراف بالضيم
وما زال العراق، وبفضل احزابه التي تخاف "الحيّ القيّوم" كثيراً
صاحب أكبر مخزون ضيميّ في العالم
العراقيّ معصوب العينين
ومن سيارة الى أخرى
تخطفه الحكومات التي سالت على البلد ذئاباً
والنخلة تتحزّم بجدائلها
فلا أحد يرى السكاكين التي انغرزت بعيداً في خصرها
فعمّ تتقاتلون؟
والحكومة الوطنية تستورد الملايين من المقابر الجاهزة
وبأسعار واطئة الكلفة لا تكسر ظهر الميّت
النخيل يتعكّز على فسائله
ويغادر تاركاً جمّاره في الأرض الحرام
يا اخت أبي
ايتها العمّة الباسقة المقدسة
الى أين ؟
يا اخت الأحياء قاطبة
يا أخت أبي اين أبي ؟
سأسأل عنه فلي بضع أخيّات قرب السجن
وعصفور يحفظ اسماء المغدورين
لقد أصابه سهم مسموم في صدره
وما زالت الريح تحمل أنينه أمانة في اجنحتها
في الدعاء لا ترفع رأسك الى السماء
خوف أن يلمحك القناص الأكبر
وقبل أن يرتدّ اليك بصرك
تطرق رأس الثدي الايسر بضع رصاصات يرتج لها القلب
وتطير العباءات السود بأرواح امهاتنا
وما تبقى من حليب في صدورهن
على مرأى من القمر الذي يتلفت مذعوراً
و"الحلو كمرنا زعل وطار"
والموت يمسك بالخيوط كلّها
يرفع ثم ينتل ثم يقطع
ذلك من اجل السلامة ليس إلا
لا ترفع راسك وألوه على كتفيك
وتأمّل سلّة الشهداء التي تضعها الحكومات قريباً من بابك
الدماء طازجة تجري من تحتها
وتقول سلاماً للرماد النوويّ الذي تتطاير غربانه قريباً من رئتيك
ايها الحاكم أرني مشهداً واحداً لا يدمي القلب لأكون سعيداً مثلك
فكم هو مرعب أن يكون المرء عراقياً
كم هو مرعب أن تحمل رايات الموت
وتقود بنيك الى حقل الألغام
وتبقى في منتصف الحقل وحيداً
0000000000000000000000
كانت تكنس المتراكم في غرفتها
فالتلفزيون سحَّ دماً ليلة أمس
والقتل يجلس في التلفاز لافّاً ذيله ويعوي:
سيكون الطقس مدلهماً بالدماء مع سقوط قطع غيار بشرية
في وسط العراق وجنوبه
ذلك بسبب المرتفع الوحشي القادم من دول الجوار
والثمار اليانعة في بطون اللاطمات
تسقط في المقابر
وتتكفل ليلة الوحشة بابتكار اسمائهم
وعليهم أن يتعرفوا على قبور آبائهم
"هاي هيه بس تكدر على المكاريد واليتامى وابناء الخايبات"
وهم الوطن وسرّ بقائه
فلولاهم لكان العراق هباءً منثورا
فمذ كانت الحروب
وراية العراق تعلو خفّاقة من سبّاح دمائهم
ايها القاتل من أي صخر قدّ قلبك
والسماء بكل ملائكتها تبكي قريباً من قلوبهم المفتوتة
وتقف منكّسة ملائكتها
فمن صيَّر البلاد التي كانت ما بين القتلين جحيماً
ولا تأتي القارعات فيها الا تباعاً
والعراقيون يتسابقون عراة في براكينها
وللفائزين جهنم ونعم المصير
والساسة يجفّفون منابع الخير
ويحصدون الذهب في اولمبياد الفساد
ويحققون الأرقام الخلاعية
انهم يتراشقون بالناس والحجارة
والفقراء وقد فار التنّور يقفزون بالزانة من جهنم الى أخرى
فيا ايّها "الحطّاب" الذي يتأبّط ليل العراق
بكلّ اشواكه المفترسة
من يفرك لحمك عن فأسك الذي أكل ظهرك
لقد حرقوا الغابة كلّها
فاركنه قرب بسطالك الذي يضم بعضاً من عظامك
والذي نسخت الحرب على بوزه هذا قبر المرحوم
وكان ملاذاً حسناً
وتعال معي لنرفع كاس ابي نواس بعيداً الى قاع جهنم
علّها تضع فيه المتقد من جمرها
ونشرب أن اردنا الموت صرفاً
ونرقص على اكتاف سدنتها
"بوية شوف السايق قبطنه خل يجي مو ثلجنه"
ونهاتف بالمجان أمّهاتنا
بعد أن حفظنا عن ظهر قلب
قرآن جهنم التي احتلت العراق الجديد
إنّه نداء داخلي بين جهنمين
يا أمّ نحن أحفاد من كنت تقسمين بهم
و"البيدي والبكاع والعلى متوني"
ما زلنا في سباق الاربعة في اربعمية حروب
القاصمات تلوي أعنّتنا
وترفع سياطها عالياً وتلسع
"احاه ولك دلالي"
ليفور لحم ظهورنا
والساسة ديكة يوم الحشر على اختلاف احزابهم
يجلسون في مقصوراتهم الوطنية بكامل بذاءاتهم
ويتراهنون على "سكف" اولادنا على جمر عقدهم
ويقدّم الطبق ساخناً لدول الجوار التي تحيّ وتميت ولا تخلف الميعاد ابداً
في الفلم العراقي الرهيب جهنم مقبّطة الأحفاد قادمون
فلا تسرفوا في المخزون الضيمي
خلو الله بين عيونكم
فهم موعودون بمصائب موقوتة يبتكرها عتاة الساسة مستقبلاً
نذراً سأخيط عيوني يوم يرجعون فالساسة مرّ ضميرها
والشبابيك بعيون دامية
تقرأ في المدى اسماء الشهداء الذين مازالوا أجنّة في ارحام امهاتهم
انه دين قديم وعليهم أن يدفعوا ثمنه
فمن هو الطالب والمطلوب
لا تسأل عن هذه الخزعبلات
والسيف بأصابعه المرهفة القاطعة يتلمس لحم رقبتك
دعه يمضي بعيداً فيها وتمتّع بالموت
تمتّع يا ولدي واتركها للذيب
يا أمّ الى أين في هذا الليل الدامي الذي تنزّ الظلمة من جراحه
وتنوح النايات في نجومه
الى اين يا أمّ
ها أنا ازحف وحيدة مطمئنة الى مقبرة السلام
لأضع ما تبقى مني على أوّل قبر made in USA
واطير بجناحين مكسورين الى السماء.