وسط غياب طويل يشهده الفن التشكيلي العراقي، نلحظ وجود القليل من المحاولات من اجل النهوض بهذا الفن، حيث أقامت جماعة تشكيل للفن الحديث معرضها التشكيلي الثاني، تحت عنوان "كهف تشكيلي" وذلك صباح يوم الاثنين الفائت، الثامن من ايار 2017، شهد المعرض أعم
وسط غياب طويل يشهده الفن التشكيلي العراقي، نلحظ وجود القليل من المحاولات من اجل النهوض بهذا الفن، حيث أقامت جماعة تشكيل للفن الحديث معرضها التشكيلي الثاني، تحت عنوان "كهف تشكيلي" وذلك صباح يوم الاثنين الفائت، الثامن من ايار 2017، شهد المعرض أعمالاً فنية كثيرة، قد تُعدّ في مصاف المحاولات التشكيلية، التي قد لا نستطيع وصفها بالمحترفة، وهذا ما لمسناه من خلال رأي رئيس جمعية الفنانين التشكيليين الفنان قاسم سبتي، والذي قال " لن أبدي رأيي بشكل واضح بالمعرض، ذلك انه سيتسبب بحرج لي، أفضّل الصمت". ورغم ذلك نجد أن المعرض شهد حضوراً كبيراً، أما الأعمال التي عرضت فهي لوحات كثيرة وأعمال خزفية تعبّر عن الواقع العراقي وأخرى تناقش موضوعات المرأة العراقية، وبعضها يشير للطبيعة والحياة، كما جاء في بعضها تعبيراً عن الفنان ذاته.
أما عن المشاركين في المعرض من الفنانين التشكيليين، فيذكر الفنان علي شاكر الجاووش "أن العمل الذي اشارك به هو عبارة عن نفايات قمت بتجميعها، وأعدت توظيفها بشكل آخر، وخلقت من خلالها عملاً فنياً."مؤكداً " حاولت من خلال هذا العمل أن أقدم رسالة للمتسببين بإضرار البيئة بالنفايات، فنحن بإمكاننا خلق اشياء جيدة ومفيدة للبيئة من خلال اعادة تدوير النفايات، وأنا من خلال عملي هذا اؤدي رسالتي كتشكيلي من خلال خلق عمل جديد، وكمواطن يعمل على حماية بيئته بهذه الطريقة". بدورها قالت الفنانة التشكيلية انعام صغير "أعمالي جاءت نتيجة تتلمذي على يد أساتذة كبار غرسوا فينا حب هذا الفن، قدمت اليوم أعمالاً نحتية خزفية اضافة الى جدارية، فالجدارية تحمل اسم الخالق لأن الكون بأكمله يبدأ باسمه تعالى". وأشارت التشكيلية إلى الخامات والمواد المستخدمة للأعمال ذاكرة " لقد استخدمت الطين والطلاء وماء الذهب إضافة الى الألوان الشذر والخضارات البسيطة، واسلوبي لم يكن مقتصراً على نوع واحد بل نوّعت. " ذاكرة " قدمت عملاً آخر، وهو عبارة عن صندوق ذكريات تجدين على سطوحه تراكمات رسائل جمعت من إمرأة الى حبيبها المقاتل، فالصندوق يمثل "جلكان الماء " الذي كان يخزن به الجندي الماء".
أما التشكيلي واثق كزار، ذكر قائلاً "احاول أن اصنع في غربتي وطناً من خلال ما أقدمه من اعمال، فأنا أشارك بجدارية تعبّر عن الواقع العراقي الأليم والذي يشكل في روح كل منا ضياعاً، ولكنه الضياع الآمن، ذلك اننا لا نستطيع العمل دون هذا الشعور بالانتماء الى الوطن".
وأشار كزار قائلاً " العمل ومن خلال ما يلحظه المتلقي، يشير الى تلك القيود التي تكبّلنا رغم ما يصطلحه البعض على وضعنا الحالي مطلقين عليه مسمّى الحريّة، لكننا في الواقع، مكممو الأفواه ومربوطو الأيدي، فلا مكان للحريّة بيننا وفي واقعنا الحالي ".