اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الـفـرن الـكـبـيـر!

الـفـرن الـكـبـيـر!

نشر في: 15 مايو, 2017: 09:01 م

عدنا مجدداً لنمارس نهج التحايل والإدعاء ذاته، لنقول أن الختام المرتقب لدوري الكرة عندنا سيجري – وبنجاح ساحق – تحت درجة حرارة لن تزيد عن الخمسين مئوية، وكأن التوقف عند سقف الخمسين يوحي بالربيع والانتعاش وبالجو المواتي التي تزهر فيه مباريات كرة القدم!
هذه كذبة صريحة فصيحة، تعامل معها اللاعب العراقي في المواسم الكثيرة الأخيرة بما يشبه المعجزة الحياتية التي لا نظير لها في كل هذا العالم.. فالناس في الدنيا كلها تهرب من حر الصيف اللافح، فيما تؤدي أنديتنا مباريات الدوري عند الساعة الرابعة والنصف، لتكتب بذلك (أسطورة) من أساطير الزمن العراقي.. أسطورة تمتزج فيها شجاعة اللاعب والمدرب والإداري والحكم بإصرار اتحادنا الكروي على إقامة المباريات على صفيح ساخن!
هذه هي النتيجة المنطقية لسياسات الاتحاد الحالي والاتحاد السابق والاتحاد الذي سبقه.. هذا ما يجري منذ إحدى عشرة سنة، فالنهج الذي جرت عليه خطط الاتحادات الثلاثة كان ومازال يسترضي هذا الطرف أو ذاك فيجعل من الدوري مترهلاً لتتأخر نهاية المسابقة إلى هذا الموعد الذي توشك فيه الأندية المماثلة في البلدان المجاورة على إنهاء تحضيراتها للموسم الجديد وليس للانتهاء من موسم بدأ في العام الماضي!
أنظروا ماذا فعل بنا ترهـّل الدوري، واتساع عدد أنديته ، وطول أسابيعه، وكثرة تأجيلاته، والى الحد الذي يكون فيه الاسبوع الأول من شهر تموز المقبل موعداً مزعوماً لخاتمة المسابقة، بعد أن تكون الدول المجاورة لنا قد أنهت دورياتها قبل شهرين من هذا الموعد.. وأتصور أن مقارنة كهذه تذكرنا بالنتاج الطبيعي للمجاملات والمساومات والمقايضات من (مـط) للدوري واستهلاك لقدرات لاعبينا ومن تأثير سلبي على منتخباتنا وقصور تحضيراتها للمشاركات الخارجية!
كل هذا يحدث في ملاعبنا، وهنالك من يتحدث بملء فمه عن ضرورة (الحفاظ) على العدد الحالي لأندية الدوري وهو عشرون نادياً، بل وهنالك من ترتفع عقيرته بالصياح للمطالبة بزيادة عدد أندية الموسم المقبل، من منطلق مراعاة ظروفها ومعاناتها، ومن باب الترحّم على أمسها.. ونسينا في مقابل ذلك أن أعتى الأندية العالمية وأقواها أصيبت في فترات محددة بالذبول وهبوط مردودها لتجد نفسها في دوريات المظاليم، في مقابل صعود أندية أخرى.. حدث هذا ويحدث في اسبانيا وانكلترا وايطاليا وألمانيا والبرازيل والأرجنتين .. هل تتذكرون ما جرى لنادي ريفر بليت الذي يبلغ من العمر 116 سنة والذي هبط قبل ست سنوات إلى مصاف الدرجة الثانية؟ .. هذا هو السياق الطبيعي للصراع والبقاء في بطولة تعتمد على الأداء الفعلي لا على التغنّي بأمجاد الماضي!
ما جرى في الأيام الماضية من شد وجذب حول استمرار المباريات، ثم تأجيلها، ثم استمرارها،  وما سيجري خلال إقامة المسابقة في شهر رمضان المبارك ، سيضع الكرة العراقية في مناخ لاهب هو أشبه بالفرن الكبير الذي سيحول بين الفرق وبين الكثير من الإبداع المفترض، فضلاً عن أن مناخاً كهذا سيحرم الدوري من العامل الجماهيري المواكب للمباريات، وبهذا نكون قد جرّدنا الدوري من كل العناصر المشجعة على الأداء ولا نقول التطور، لأننا نسينا بالفعل هذه مفردة التطور، وأصبح همّـنا الحفاظ على (المستوى المتأخر) للكرة العراقية والحيلولة دون إصابتها بتأخر مضاعف.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

العراق الثاني عربياً باستيراد الشاي الهندي

ريال مدريد يجدد عقد مودريتش بعد تخفيض راتبه

العثور على جرة أثرية يعود تاريخها لعصور قديمة في السليمانية

"وسط إهمال حكومي".. الأنبار تفتقر إلى المسارح الفنية

تحذيرات من ممارسة شائعة تضر بالاطفال

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: العميل "كوديا"

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

 علي حسين ما زلت أتذكر المرة الأولى التي سمعت فيها اسم فولتير.. ففي المتوسطة كان أستاذ لنا يهوى الفلسفة، يخصص جزءاً من درس اللغة العربية للحديث عن هوايته هذه ، وأتذكر أن أستاذي...
علي حسين

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (1-2)عطلة نهاية العام نقضيها عادة في بيت خوالي في بغداد. عام ١٩٥٨ كنا نسكن ملحقاً في معمل خياطة قمصان (أيرمن) في منتصف شارع النواب في الكاظمية. أسرّتنا فرشت في الحديقة في حر...
زهير الجزائري

دائماً محنة البطل

ياسين طه حافظ هذه سطور ملأى بأكثر مما تظهره.قلت اعيدها لنقرأها جميعاً مرة ثانية وربما ثالثة او اكثر. السطور لنيتشه وفي عمله الفخم "هكذا تكلم زارادشت" او هكذا تكلم زارا.لسنا معنيين الان بصفة نيتشه...
ياسين طه حافظ

آفاق علاقات إيران مع دول الجوار في عهد الرئيس الجديد مسعود پزشكیان

د. فالح الحمراني يدور نقاش حيوي في إيران، حول أولويات السياسة الخارجية للرئيس المنتخب مسعود بيزشكيان، الذي ألحق في الجولة الثانية من الانتخابات هزيمة "غير متوقعة"، بحسب بوابة "الدبلوماسية الإيرانية" على الإنترنت. والواقع أنه...
د. فالح الحمراني
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram