اختتمت في لاهاي العاصمة السياسية لهولندا، عروض مهرجان حقوق الانسان " افلام مهمة " برعاية امنستي انترناشيونال، وعرضت فيه اكثر من سبعين فيلماً وثائقياً وروائياً، حضرت من اماكن كثيرة من العالم وكان الحضور العربي فيه ضعيفاً للغاية . تسع أيام من العروض ال
اختتمت في لاهاي العاصمة السياسية لهولندا، عروض مهرجان حقوق الانسان " افلام مهمة " برعاية امنستي انترناشيونال، وعرضت فيه اكثر من سبعين فيلماً وثائقياً وروائياً، حضرت من اماكن كثيرة من العالم وكان الحضور العربي فيه ضعيفاً للغاية . تسع أيام من العروض السينمائية المهمة احتضنتها مسارح مدينة لاهاي في " الفيلم هاوس" و "مسرح المدينة" وكانت العروض تبدأ في وقت مبكر من كل يوم في محاولة لتقديم اكثر من عرض للفيلم الواحد طيلة أيام المهرجان التسعة حضرها جمهور غفير .الأحداث السورية كانت حاضرة بقوة في الكثير من الأفلام المشاركة مع انها لم تكن عروضاً سورية باستثناء الفيلم الوثائقي السوري " آخر الرجال في حلب " الذي عرض في بداية ونهاية المهرجان وسنتناوله في وقفة خاصة . في فيلم "ساعي البريد الجيد" البلغاري يتناول قصة عبور عائلة سورية مكونة من سبعة أشخاص الى قرية بلغارية محاذية للحدود التركية جميع سكانها من العجائز، يحاول ساعي البريد اقناع اهل القرية باستضافة هذه العائلة الشابة ومنحهم الفرصة للعمل في هذه القرية البائسة العجوز لكن سكان القرية يرفضون ذلك . الفيلم وثائقي من إخراج، تونسلاف هيرستوف ولكنه يرقى للأفلام الروائية .
الفيلم الآخر الذي تناول الأحداث السورية هو الفيلم الايطالي " فوكوماره " في مدينة بحيرية من المدن الايطالية الصغيرة حيث تصل كل يوم قوارب رخوة محملة بالمئات من اللاجئين السوريين والافارقة ويتم انتشالهم عبر سفن كبيرة مخصصة لهذا الغرض . غالباً ما تغرق هذه القوارب في عرض البحر ويموت جميع من عليها . الفيلم الثالث الذي تناول المأساة السورية هو الفيلم الفلندي " الجانب الآخر من الأمل" ويروي قصص لاجئين سوريين وعراقيين وصلوا الى فلندا بعد رحلة شاقة من تركيا الى اوروبا مروراً بأوروبا الشرقية .من الأفلام الروائية المهمة التي عرضت في هذا المهرجان هو فيلم " المملكة المتحدة " المأخوذ عن قصة حقيقية حدثت في جنوب افريقيا اثناء الاستعمار البريطاني لها وبالتحديد في العام 1947 . قصة حب جبارة بين رجل اسود وامرأة بيضاء يقف الجميع ضدها . الشاب الأسود هو امير افريقي تحتل بريطانيا بلده يقيم في لندن من اجل الدراسة والشابة البيضاء انكليزية من لندن تحب الموسيقى والرقص ويلتقيان في احدى الحفلات الموسيقية في وسط لندن، وهناك تبدأ العلاقة العاطفية العنيفة التي ستقلق المملكة المتحدة حين يتحول هذا الأمير الى مناضل من اجل تحرير بلده من الاستعمار البريطاني، تقف زوجته البيضاء الى جواره في كل الظروف القاهرة التي يتعرض لها.من الأفلام الوثائقية المهمة فيلم "لا مكان للثوار" وهو من انتاج واخراج هولندي، يتحدث عن اجبار الأطفال على المشاركة في الحروب حيث تختار المخرجة شابا اجبر على الاشتراك في الحرب الأهلية الاوغندية عندما كان عمره عشر سنوات، لكنه يقرر أن يهرب من الحرب لكي يعود الى المجتمع مرة اخرى لكن المجتمع، لا يرحب به ويطرده في كل مكان يذهب اليه حتى أهله، فيفقد الامل ويهيم على وجه مع انه بذل كل ما يملك من امكانات للاندماج في المجتمع من جديد . الأفلام العربية كانت شبه غائبة عن المهرجان وغير مؤثرة لكن الفيلم السعودي "بركة يلتقي بركة" آثار الجمهور الهولندي الذي حضر عروض الفيلم الخمسة . يتحدث الفيلم عن العلاقات الاجتماعية التي يدمرها رجال الدين " المطاوعة " الذين يلاحقون الرجال والنساء في كل مكان من اجل منعهم من اللقاء أو الحوار في حين يستطيع الأثرياء القيام بكل شيء. قبل انتهاء أيام المهرجان بيومين، أعلن عن الافلام الفائزة في هذه الدورة وكان اغلبها من الأفلام الوثائقية التي تناولت موضوعات الحروب واللجوء وحق الدفاع عن الأوطان والتحرر وحقوق الإنسان وحقوق الطفل وكانت النتائج كالتالي: فيلم "سرقة الأطفال في الارجنتين" للمخرجة الالمانية جيني هيلمان وفيلم "لا مكان للثوار" للمخرجتين الهولنديتين مارجه فيخدام وفيلم "ايام زيرو" للمخرج الانكليزي الكس جبني وفيلم "سوليتاري" للمخرج كرستي جاكوبسن . أربعة افلام صنّفت من افلام الخيال، فازت ايضاً هي فيلم "الزوجة الجيدة" للمخرجة ماريانا كارانوفيج وفيلم " ابرنتيكا " للمخرج السنغافوري بو ينفنغ وفيلم "برام فشر" للمخرج الهولندي يان فن دفلده وكذلك فيلم "فردكت" للمخرج الالماني لارس كراومه.