ساعات قليلة ويبدأ الامتحان الدولي لملعب فرانسو حريري في مدينة أربيل بإقليم كردستان، حيث يضيّف لقاء الذهاب بين فريقي القوة الجوية والزوراء برسم نصف نهائي غرب آسيا لبطولة الاتحاد الآسيوي 2017 التي نأمل أن توفق كرتنا بالمحافظة على كأسها في موقعة آب المقبل .
ما تيّسر لنا من معلومات مؤكدة حتى الآن تشير الى إنتهاء جميع الاجهزة العاملة في المحافظة من وضع اللمسات الأخيرة قبيل بدء المباراة غداً الاثنين بالساعة السادسة مساء، خاصة أن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم يضع ثقته الكبيرة في مسؤولي اللعبة لتأمين كل شروط إقامة المباراة وفق المعايير الدولية لاسيما أن تجارب أربيل على صعيد التنظيم تدعونا للتفاؤل بالنجاح وهو ما شجّع الاتحاد القاري على إناطتها تضييف واحدة من أهم مباريات مسابقاته.
لعل الجانب الأهم في مباراة غد، هو تمكين مشرفي المباراة داخل الملعب وخارجه من ضبط إيقاع تفاعل الجماهير عموماً مع الاثارة المتوقعة بين الفريقين الغريمين على مستوى التاريخ والالقاب والقاعدة الجماهيرية العريضة، والخوف هنا شعور طبيعي ينتاب أيّ مواطن حريص على استتباب الأمن، وترسيخ الالتزام، والعمل على رفع معنويات لاعبي الفريقين منذ الدقيقة الأولى تضامناً مع استحقاق العراق رفع الحظر الجزئي ومضاعفة الجهد للحصول على القرار المنتظر رفعه رسمياً عن جميع الملاعب على مساحة الوطن من شماله الى جنوبه وليس ذلك ببعيد.
أمر لافت آخر، أن ترتقي تصريحات إدارة الناديين الى المصلحة الوطنية، مع إيماننا برغبة الجميع في تفويت الفرصة على اصحاب الغرض السيئ وحاملي لوثة الحقد ضد أيّ مشروع ينقل كرتنا الى مستوى أفضل، ولهذا يجب أن نأخذ تحذيرات رئيس الاتحاد الآسيوي سلمان بن إبراهيم على محمَل الجدّ، كما كشف أحد أبرز قادة الكرة العراقية سابقاً عدنان درجال في حديثه القيم لـ(المدى) يوم الخميس الماضي، وليس هناك أية صعوبات بتذليل المعوقات قبل وأثناء المباراة وحتى خروج آخر مشجع من الملعب بسلام، فالخبرة التي يمتلكها مسؤولو الكرة في أربيل والجهات المساندة لهم يجعلنا مطمئنين الى ضمان النجاح وتسجيل علامات كبيرة في تقرير التقييم.
نتمنى الفوز للقوة الجوية باعتباره بطل النسخة الماضية كي يواصل مساعيه الى النهائي ويستفيد من الاندفاع المتوازن بقيادة المدرب باسم قاسم بحثاً عن نتيجة الأمان تحسّباً لمفاجآت جولة الإياب التي ستقام في العاصمة القطرية الدوحة يوم الاثنين 29 أيار الجاري، والتمنّي موصول الى الزوراء المثابر ومدرّبه عصام حمد الطامح الى إضافة لقب قاري الى سلسلة انجازات النادي عبر تاريخه الذي شارف على إيقاد الشمعة 48 من عمر تأسيسه يوم 29 حزيران عام 1969، وتوأمته بعد ثلاث سنوات مع نادي السكك العريق في مسيرته الممتدة من عام 1937.
نعم نريدها بروفة مكتملة العناصر من ناحية الأمن والتنظيم ومن خلالهما تُشدّد الإجراءات المتخذة كل في مجال تخصصه، لكن الأهم أن لا يحصل ايّ تداخل في الصلاحيات يقود العملية الى الانفلات، وبالتالي نعود الى مسلسل الندم الذي يُذكرنا بعدم الاستفادة من الهفوات التي اوقعتنا في المحذور وخيّبت آمال مسؤولي الكرة في الاتحادين الدولي والآسيوي مرات عدّة ، لهذا لابد أن نتوقع كل شيء يمكن أن يُعكّر صفو المباراة إذا لم نحتط له وخاصة انفعال الجمهور المطالب بأعلى درجال الضبط في تصرفاته وهتافاته وردات افعاله مع المباراة التي سيشاهدها الملايين لتقييم قرار الفيفا.
مبارك جهود الزملاء الإعلاميين في دعم حملة رفع الحظر واستمرار منهجهم لتسليط الضوء على الحالات الايجابية التي تخدم المرحلة الراهنة وتجاوزهم المواقف المتشنجة والسلبيات ذات الابعاد الشخصية كي لا تحسب على ملف وطني ارهقنا كثيراً ، وانتظرنا هذه الساعات مراراً لنثبت للعالم أن العراق منجم الثروات البشرية في خبراتها واخلاقياتها ودرايتها، وهي كفيلة بتقديم الصورة الحقيقية لملاعبنا ومنشآتنا وحُسن تصرفنا مع الحدث، ونحن على ثقة أن موقعة فرانسو حريري، ستكون واحدة من أهم دلائل صواب الفيفا بقرار رفع الحظر، بل وقبره للأبد.
حريري يُمتحَن دولياً
[post-views]
نشر في: 20 مايو, 2017: 09:01 م