TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > عقدة مدرب أم اجتهادات؟

عقدة مدرب أم اجتهادات؟

نشر في: 26 مايو, 2017: 09:01 م

 

ما أن تهدأ مشكلة إعداد منتخبنا الوطني بكرة القدم بعد كل انتكاسة ومحاولة النهوض من جديد، حتّى تطلّ الأخرى برأسها مجدّداً وسط كم هائل من الاجتهادات التي يبدع في إطلاقها اعضاء اتحادنا المركزي لكرة القدم .
فبعد إجماع غير مسبوق على ضرورة إزاحة المدرب راضي شنيشل عن المنتخب وتحميله الى حدود بعيدة، النتائج الكارثية التي خرجنا بها من تصفيات مونديال روسيا 2018 عن قارة آسيا، يعاود رئيس لجنة المنتخبات طرح الملف عكس التيار تماماً بالإشارة الى أن إقالة شنيشل في هذه الفترة بالذات خطأ فادح، لا يمكن تحمله مع العلم أن منتخبنا الوطني بات اليوم خارج جدول المنافسات رسمياً وما المتبقي له من مبارياته الثلاث إلا لإكمال عدد المباريات وحساب الفائدة للفرق الأخرى .
 بالمقابل برز الى السطح من يريد العودة بنا أيضاً الى سفسطة النقاش الأزلي بين الاجنبي والمحلي وإمكانية النجاح تدريبياً ليستطرد لنا بالأدلة العقلية والنقلية أيهما الأرجح والأكثر فائدة، وأن يكن بعد فوات الآوان، بل والوقت المناسب، حيث انيطت مهمة تدريب المنتخب للمدرب المحلي على خلفية أزمة الاستحقاقات المالية التي يصعب فكّ رموزها في الوقت الراهن لأسباب كثيرة .
مع كل ذلك، لا يتوانى اعضاء الاتحاد الكروي في مراجعة النفس ودراسة مركزية التصريحات التي اتفقوا عليها في اجتماعهم الأخير ونقضوها أيضاً على صدر الفضائيات يومياً وبصورة أشد، وعندما نقف بعتبة مباراة العراق والأردن الوديِّة يوم الخميس المقبل، وتسمية المدرب باسم قاسم مدرباً للوطني وتأجيل فكرة التعاقد مع الأجنبي لما بعد التصفيات التي غادرناها رسمياً وانطواء صفحة المعارضين لاتحاد الكرة بصفقة الرقم 13 وتأجيل الدوري المحلي حدّ الازعاج والملل، نرى أن من بين المصوّتين على قاسم، من يستبق الظروف ويتوقع له الاخفاق مبكّراً بناءً على الإضافات في التشكيلة أو الرأي في التجديد، وهنا لا استثني قاسم عن سرعة ردّ الفعل والتجاوب بسرعة لأيّ نقاش لا نراه ضرورياً في الوقت الراهن، وكأننا به يمسك بالمهمة الجديدة بشقّ الأنفس ويقاتل دونها كونها استحقاقاً نادراً، لابد أن يحافظ عليه لتخليد اسمه مع المنتخب، وليس للعمل من أجل بناء منتخب وطني جديد يتجاوز حالات الضعف المؤشرة في الفترة السابقة، وعليه كمدرب محترف أن يعي هذه الفرضية ويعمل من أجلها وفق إمكاناته الكبيرة وما نعرفه عنه كمدرب كفء يجيد قراءة الملعب واللاعبين، والمهم أيضاً، أن لا يشارك أسلافه ذات الخطأ بفتح جبهة جديدة لاستمالة الإعلاميين والردّ على الفريق المعارض، ويقيناً أن قاسم، أمام فرصة تاريخية نادرة، فيما لو تمكن من الفوز في المباريات الثلاث المتبقية في التصفيات، لأنه بذلك سيخط لنفسه انجازاً هائلاً لمحو الصورة السيئة عن المنتخب في أذهان الجمهور وتسجيل التطور الحاصل باسم المدرب الجديد رسمياً، وربما إلغاء فكرة الاستعانة بمدرب بديل آخر بعد أن اختير المدرب الحالي لفترة طوارئ وتسيير أمور ما تبقّى لنا من التصفيات.

 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: صنع في العراق

 علي حسين اخبرنا الشيخ همام حمودي" مشكورا " ان العراقي يعيش حاله من الرفاهيه يلبس أرقى الملابس وعنده نقال ايفون وراتبه جيد جدآ ، فماذا يحتاج بعد كل هذه الرفاهية. وجميل أن تتزامن...
علي حسين

قناطر: في البصرة.. هذا الكعك من ذاك العجين

طالب عبد العزيز كل ما تتعرض له الحياة السياسية من هزات في العراق نتيجة حتمية لعملية خاطئة، لم تبن على وفق برامج وخطط العمل السياسي؛ بمفهومه المتعارف عليه في الدول الديمقراطية، كقواعد وأسس علمية....
طالب عبد العزيز

تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.. من يكون رئيس الوزراء؟

إياد العنبر يخبرنا التراث الفكري الإسلامي بأن التنظير للسلطة السياسية يبدأ بسؤال مَن يحكم؟ وليس كيف يحكم؟ ولعلَّ تفسير ذلك يعود لسؤالٍ مأزومٍ في الفقه السياسي الإسلامي، إذ نجد أن مقالات الإسلاميين تبدأ بمناقشة...
اياد العنبر

هل الكاتب مرآةً كاشفة للحقيقة؟

عبد الكريم البليخ لم يكن الكاتب، في جوهره، مجرد ناسخ أو راوٍ، بل كان شاهداً. الشاهد على لحظةٍ تاريخية، على مأساةٍ إنسانية، على حلمٍ جماعي، وعلى جرحٍ فردي. والكاتب الحقيقي، عبر العصور، هو ذاك...
عبد الكريم البليخ
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram