تعليقات اغلب العراقيين حول زيارة الرئيس الأميركي ترامب الى السعودية غلب عليها طابع السخرية ، اما على المستوى السياسي فكشفت عن حالة الخلاف المزمن بين الأطراف المشاركة في الحكومة . المعسكر الموالي لإيران عبر عن مواقفه بإصدار بيانات تنديد تحذر من تنفيذ مؤامرة إقليمية ، والأخر ابدى ارتياحه من تشكيل تحالف إقليمي سيجعل المنطقة العربية في أمن وأمان ثم تنطلق نحو تحقيق التنمية بكل عناوينها .
الحديث عن المواقف السياسية العراقية تجاه القضايا الإقليمية لا يحتاج الى" فتاح فال " لمعرفة الميول والاتجاهات . التعليقات الشعبية استشرفت مستقبل المنطقة بالاشارة الى رغبة الرئيس الأميركي في ارتداء العقال او الاكتفاء بالعرقجين ليثبت للزعماء العرب ، بان الولايات المتحدة لن تتخلى عن حلفائها . "الكلاو الأميركي " القديم الجديد يعني حلب المزيد من الأموال ، من هذه النقطة المفصلية انطلقت التعليقات العراقية الساخرة .
مفردة "عرقجين" تركية الاصل تحولت الى" كلاو " لتترسخ في الذاكرة الشعبية مصطلحا للدلالة على الاحتيال والمخادعة و التقفيص بمفاهيم الزمن الراهن، انتقل استخدامه من جيل الى آخر ، يقال فلان "اكبر كلاوجي" للتحذير من السقوط بشباكه ، خصوصا ان محترفي "الكلاوات" يمتلكون مواهب كبيرة في صيد "الغشمة" للاستحواذ على أموالهم.
"العرقجين" في زمن استخدام الجراويات بأنواعها الشيخلية والعصفورية وام الذيل الطويل ، اكتسب احترام شرائح اجتماعية واسعة ، بوصفه يشكل جزءا من مستلزمات الظهور باناقة كاملة تضفي على صاحبها مظاهر الوجاهة . في ظل انفتاح العراقيين على الثقافة الغربية ، غابت الازياء القديمة ، فأصبحت مواكبة الموضة الحديثة تثير اهتمام الجيل الجديد من الجنسين ، لكن هذا التوجه لم يمنع من تداول مفردات الماضي في الوقت الحاضر ، خاصة اثناء اندلاع الازمات ، واضطراب الاوضاع الامنية ، فحين يصل العراقي الى قناعة بان الاوضاع تسير نحو الاسوأ ، يرفع صوته بالدعاء للخلاص من الكلاوات الإقليمية والدولية .
الانظمة العربية منذ نكبة عام 1976 تعاملت من الازمات والنكبات بعقد مؤتمرات قمة بمشاركة اصحاب الجلالة والسيادة والسمو ، تنتهي المؤتمرات بتشكيل لجنة ومنحها صلاحيات واسعة سرعان ما تصل الى طريق مسدود ، لكنها في الوقت نفسه تطلب من شعوبها المزيد من اليقظة والحذر ، فتدعو المواليد لاداء خدمة الاحتياط ، تعطل انشاء المشاريع المتعلقة بتقديم الخدمات ، تنظم حملات تبرع للمجهود الحربي ، مع بروز نشاط دبلوماسي ملحوظ في التحرك نحو الدول الصديقة للحصول على السلاح استعدادا لخوض معركة مصيرية كبرى.
من وجهة النظر الشعبية العراقية استطاع "عرقجين ترامب " ان يوفر الأموال لخوض معركة العرب الكبرى ضد اعدائها ، اما ما يقال عن مواجهة الإرهاب فيحتاج الى تشخيص دقيق تمهيدا لشن الصولة الحاسمة ، تشارك فيها دول المنطقة بلا استثناء ، مثل هذا الخيار يتطلب تحقيق معجزة. قد تكون حاضرة في برامج الكاميرا الخفية المخصصة للعرض في شهر رمضان .
عرقجين ترامب
[post-views]
نشر في: 26 مايو, 2017: 09:01 م
جميع التعليقات 1
مراقب
السيد علاء حسين المحترم اطال الله في عمرك وقوى ذاكرتك لتبقى عونا للاجيال الجديده في ارشفة ماسيهم ونكباتهم وماسي ونكبات اسلافهم اذ لا شئ حسن يذكر غير الماسى والنكبات. بامكاني القول بانك لو غيرت ترتيب الارقام الثلاثه الاخيره بعد الالف لعام 1976 عشوائيا لتح