adnan.h@almadapaper.net
هل كان ما قاله رئيس ائتلاف كتلة القانون نوري المالكي في آخر حديث له تنبيهاً أم تحذيراً أم إنذاراً، أم أنه فصل آخر من فصول الدعاية الانتخابية المبكّرة؟
وما قاله السيد المالكي في لقائه مع قناة "السومرية" هو الإعراب عن الأسف لأنّ قائد فرقة عسكرية تسبب في مجزرة سبايكر وصدر في حقه حكم بالإعدام يتولّى الآن آمرية الكلية العسكرية، وأوضح أن " قائد الفرقة مع الأسف الشديد جاءته توجيهات من الجهة السياسية التي ينتمي إليها والتي هي شريكة في المؤامرة، وانسحب مع الضباط الركن"، وأن "ذلك أدّى إلى حدوث جريمة سبايكر".
وفي سبايكر، وهي قاعدة عسكرية تقع شمالي مدينة تكريت، ارتكب تنظيم داعش الإرهابي مجزرة في حق نحو 1700 من الجنود الأغرار الذين لم يكملوا تدريبهم بعد حينئذ، تركهم ضباطهم لمصيرهم وفرّوا كالجرذان طلباً للنجاة، عندما احتلّ داعش المنطقة متقدّماً من الموصل.
السؤال عما إذا كان كلام السيد المالكي تنبيهاً أو تحذيراً أو إنذاراً أو دعاية انتخابية مبكرة، مردّه إلى أن السيد المالكي يعرف، بل هو الأكثر معرفة، أنّ جريمة سبايكر ما كان لها أن تحصل لو لم يتمكّن داعش من احتلال مدينة الموصل وعموم محافظة نينوى قبل ذلك، وهو تمكّن من ذلك ،لأنه لم يُواجه بمقاومة من القوات الجرّارة المرابطة، وهي جميعاً كانت بإمرة السيد المالكي القائد العام للقوات المسلحة يومذاك.
قبل أن يفرّ قائد الفرقة العسكرية الذي عناه السيد المالكي كان قادة عسكريون أعلى رتبة ومقاماً من قائد الفرقة قد فرّوا من الموصل وسلّموها وكميات هائلة من أحدث الاسلحة والمعدات إلى داعش من دون قتال وعادوا إلى بغداد عبر أربيل، ولم تحاسبهم القيادة العامة للقوات العسكرية، وكلّهم كانوا مُلتزمَين من السيد المالكي. وللتذكير حسب فإنّ التقرير الذي أعدّته اللجنة البرلمانية في خصوص سقوط الموصل في أيدي داعش أُلقي به في أدراج النسيان.
أنْ يكون قائد الفرقة العسكرية المتسبّب في مجزرة سبايكر قد كوفئ بمنحه منصب آمر الكلية العسكرية، فإن الكثير من القيادات العسكرية والأمنية المتخاذلة والفاسدة وبعضها والغٌ في دم العراقيين في عهد النظام السابق، قد كوفئت وعُهِد إليها بمناصب ومهمات أمنية خطيرة في عهد السيد المالكي بالذات الذي كان أطول عهد في نظامنا الحالي، ثم كيف يسكت القائد العام للقوات المسلحة عن تولّي شخص تابع إلى جهة سياسية قيادة فرقة عسكرية والدستور يحرّم الحزبية في القوات المسلحة؟!
العراقيون جميعاً يتعذّبون كل يوم أشدّ العذاب بسبب ما حصل في صيف 2014 في الموصل وسواها من المدن والمحافظات الممتدة على ثلث مساحة البلاد.. والعراقيون جميعاً يتطلّعون إلى اليوم الذي تنفتح فيه ملفات ما حصل هناك في ذلك الوقت، فمن غير الممكن أن يمرّ ذلك كلّه، بامتداداته الدموية المتواصلة حتى اليوم، من دون تحديد مسؤوليات ومن دون حساب وعقاب.
بالتأكيد السيد المالكي في وسعه أن يساعد في فتح هذه الملفات، على أن يكون ذلك من أجل العراق والشعب العراقي، وليس للأغراض التي في نفس يعقوب ولا في سياق الدعاية الانتخابية المبكّرة.
جميع التعليقات 3
د عادل على
المالكى اصبح على مبدا ولاية الفقيه فى طهران وهو مدرس للطلبه المهجرين فى منطقه تدعى تحت الجسر الخشبى وفعلا كانت المدرسه تحت الجسر الخشبى------بعد تدهور العلاقات بين الكورد وابراهيم الجعفرى اصبح وبقدرة قادر المالكى رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المس
أبو أثير
آخر واحد وآخر شخص مسؤول يمكن له أن يتحدث عن مجزرة سبايكر وتداعياتها المرعبة في جريمتها الشنيعة ... هو السيد نوري كامل المالكي الذي يكفي أنه كان يشغل منصب رئيس مجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة وهو من يتحمل تبعيات مجزرة سبايكر وفي التسبب بقتل وهدر
ييلماز جاويد
ترى من أين جاءت الأوامر لعبود قنبر وعلي غيدان لينسحبوا من الموصل ويسلمونها إلى الدواعش . أليس الأمور في تراتيبها التأريخية . ألم تكن مذبحة سبايكر بعد تسليم الموصل .. يا أبا إسراء ؟