بات اتحاد كرة القدم في مأزق حقيقي لا يمكن تهوين تبعاته سواءٌ من الاتحاد نفسه أم الأندية أم بعض وسائل الإعلام، ويتمثّل في مغادرة جميع اندية المنطقة العربية والقاريّة وحتّى العالمية ملاعب الدوري خلوداً للراحة بعد انتهاء مواسمها بحصول كل نادٍ على حقه بقدر العطاء والتحضيرات، إلا الفرق العراقية تعيش مرارة أخطاء اتحاد لم يتعض أبداً من دروس تمديد مسابقة الممتاز الى ما شهر تموز وربما أكثر من ذلك.
تعالوا نستعرض أيام اختتام منافسات دوري الكرة الممتاز لتعرفوا مدى عجز الاتحاد عن الالتزام بالنهج التنظيمي السائد في جميع دول العالم، باختتام المسابقة منتصف أيار من كل عام، فإذا ما استثنينا الموسمين الأولين بعد التغيير، نجد أن شهر تموز، قتل متعة الممتاز عدّة مرات، فالدوري عام 2005 اختتم في ( 15 تموز)، 2006 ( 24 تموز)، 2007 ( 6 تموز)، 2008 ( 24 آب )، 2009 ( 16 تموز)، 2010 ( 4 أيلول)، 2011 (15 آب )، 2012 ( 20 آب )، 2013 ( 4 أيلول ) 2014 ( 18 حزيران بعد قرار إنهاء الدوري لمناسبة إقامة مونديال 2014) ، 2015 ( 12 تموز) و2016 ( 22 أيار )، وهذه التواريخ تكفي للدلالة على عدم أبالية لجنة المسابقات ولا مجلس إدارة الاتحاد بمواعيد اختتام الدوري في كل موسم ولا بأهمية تمتّع لاعبي الأندية بالراحة اللازمة قبل بدء رحلة جديدة للدفاع عن استحقاق انديتهم محلياً والسعي للتمثيل القاري المشروع.
اليوم اصبح الدوري العراقي على مشارف شهر حزيران، وتتضارب في روزنامة الكرة العراقية استحقاقات مهمة منها عربية، بتواجد نفط الوسط في بطولة الأندية العربية المؤمل أن تضيّفها مصر للفترة من 22 تموز – 5 آب المقبلين، ودخول منتخبنا الأولمبي تصفيات بطولة آسيا تحت 23 عاماً في السعودية ( 19 - 23 ) تموز، مع تفرّغ لاعبي المنتخب الوطني لمباراة اليابان (13 حزيران) أي سيكون أمام كرتنا ستون يوماً ساخناً عربياً ودولياً ويتطلب منها الاستعداد الأمثل بدنياً ومعنوياً ونفسياً بعيداً عن اية ضغوط محلية، ربما ينجم عنها اصابات وقطع العلاقة للتفاوض وتمثيل فرق أخرى، وحتى نكوص على صعيد العطاء بعد موسم مرهق ومؤذٍ قتل ابداع اللاعب العراقي إلا ما ندر!
ولنكن واقعيين، وبعيداً عن تلك الروزنامة المتداخلة بين الاستحقاقين المحلي والخارجي، ليس مستبعداً أن تلعب قضية تراخيص الأندية دوراً مفصلياً في تقويض فرصة تواجد نصف الأندية أو أكثر في مسابقة الاتحاد المركزي للموسم المقبل، بسبب عدم صلاح ملفاتها، وستكون الصدمة قوية إذا ما أوصت لجنة التراخيص الآسيوية بذلك عند مجيئها الى العراق بعد رفع الاتحاد تقريره الختامي عن انجاز جميع الشروط بهدف المطابقة ميدانياً، وعليه لابد أن نستبق أية مفاجأة ونعلن أن دوري الموسم الحالي لا يمكنه الصمود طويلاً أمام "لكمات" فنية وإدارية ومادية ستطيح به عاجلاً كنتيجة طبيعية، أولاً لسوء إدارة المسابقة وحاجتها الى لجنة جديدة تضم كفاءات على مستوى عالي من الخبرة والحزم يمنعان تكرار المزاجية في تحديد مواعيد إقامة المباريات وتأجيلاتها بالجملة والمفرد، وثانياً فشل الأندية في إثبات قدرتها على تنفيذ شروط الآسيوي لسبات إداراتها سنين طوالاً وإهمالها منشآتها وأوراقها القانونية والمالية الخاصة باستقلالية النادي كي يتسنى اعتماده وقبول مشاركته في المستوى الأول للمسابقة المحلية.
لا نجد سبباً يمنع اتحاد كرة القدم من مصارحة الجمعية العمومية والأندية المشاركة في الدوري الممتاز، بأنه يعتذر عن استمرار المنافسة في ظل التخبّط الفاضح واشتباك الروزنامة الخارجية مع استحقاق الدوري، وسبق أن أعلن ذلك في مواسم سابقة لم تكن ظروفه أسوأ مما هو عليه اليوم، وبالتالي لابد من ايجاد حل منطقي يوقف نزف الأموال والجهود في ظل مناخ جاف وحلول شهر رمضان المبارك ووصول درجات الحرارة أواخر حزيران الى معدل 45 مئوية، لتتجه المسابقة – كما نقترح - الى بطولة مصغّرة تضم مجموعتين تمثل فرق (النفط والشرطة ونفط الوسط والقوة الجوية والزوراء والميناء وامانة بغداد والنجف والطلبة) على اعتبار أن فارق النقاط بينهم وبين الفرق الأخرى كبير، مع اتخاذ قرار بعدم هبوط أيّ فريق الى الدرجة الأدنى حتى انتظار نتيجة التقييم الآسيوي.
تموز يقتل الممتاز !
[post-views]
نشر في: 27 مايو, 2017: 03:36 م
جميع التعليقات 1
أبو أثير
يبقى دوما اتحاد كرة القدم العراقي في وادي ... والكرة العراقية ودوريها في وادي آخر ... وهذا التخبط الذي يلازم عمل اتحاد كرة القدم ليس هو وليد اليوم والساعة ... بل هو ديدن عمل ألأتحاد منذ عدة دورات مضت ... والغريب في ألأمر أن اتحاد الكرة عقد أجتماعه السنوي