اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > اسرقوا.. لكننا نريد مبنى نظيفاً !!!

اسرقوا.. لكننا نريد مبنى نظيفاً !!!

نشر في: 27 مايو, 2017: 09:01 م

أظن أنَّ التخصيصات المالية الضعيفة وقلة عناية القائمين عليها وراء تردي أشكال ودواخل المباني الحكومية عندنا. لم أجد مبنى حكومياً في العراق على الشكل الذي يتناسب مع أدائه وأهميته، هنالك شيء ما يعوز الادارة العراقية، ربما لا يكون المال القليل بحد ذاته، الاناقة مفقودة تماماً في المباني هذه، لكنها على أشدها في بعض الدوائر والمؤسسات الخاصة، وبات من الواضح أنَّ صورة الفوضى هي العلامة الفارقة في أغلب دوائرنا، أما الدوائر الخدمية التي تتعامل مع المواطنين فحدث ولا حرج.
  ترتفع درجة المقارنة عند المواطن المسافر الى بلاد اخرى، والذين غادروا العراق من منافذه العديدة( طريبيل، الشلامجة، سفوان...) يكتشفون ذلك بوضوح، والمقارنة تبدأ من سياج المنفذ ولا تنتهي عند دورة المياه او صالة انتظار المسافرين وشباك ضابط الجوازات وصولا الى العربة التي تنقل بها حقائبك، ولكي أصل الى مبتغاي أقول: ستضطر الى حمل حقيبتك أو تحطيم عجلاتها في الممر الضيق داخل نقطة الحدود العراقية مع إيران(الشلامجة) بسبب التخسفات والتراب والاسمنت الساقط والحصى الكثيرة ما أن يوقع الضابط العراقي جوازك، لكنك ستسلك طريقا معبداً، خال من التخسفات والحصى والأتربة وستجد عربة نقل معقولة لحمل حقيبتك.
  كنت صحبة احد أعضاء مجلس محافظة البصرة في زيارة لأحد المنافذ، حيث  ألتقينا مدير المنفذ، وفي حديث جانبي يقول عضو المجلس قلت لمدير المنفذ: مكتبك وسخ، ودورة المياه في دائرتك قذرة، وأنت معلوم لدينا بانك تأخذ حصتك الكبيرة من الداخل والخارج ومن سائقي الشاحنات بخاصة، لماذا لا تصرف بعضا مما تستوفيه على تحسين مقر عملك، غرفة مكتبك وحمامك الشخصي؟ أذكر أنَّ عامل الخدمة في مكتبه قال لي شخصياً بانَّ سيده العميد يشفط الفلوس مثلما يشفط الشاي، وهو لا يرحم احداً، يأخذ من السائق ومن التاجر ومن المقاول ومن الناقل والمتعهد وووو.
  الذي يتحدث عن النزاهة في غالبية المؤسسات الرسمية مثل الذي يتحدث عن الشرف في شارع بشار قبل 30 سنة، فالفساد قضية عراقية بامتياز، ولسنا بصدد ذلك، إنما نتحدث عن نظافة واناقة المباني الحكومية وجمال أشكالها من الخارج والداخل، ولماذا هي بهذا السوء، لماذا لا نجد من يعتني بها، لماذا لا نجد صيانة دورية لمرافقها وأقسامها العامة، مع يقيننا بوجود التخصيصات، لماذا ندخل دورات المياه ونخرج متأففين، ولماذا لا نجد مقعداً مريحاً، نظيفاً في أمكنة الانتظار، ولما يضطر المراجع للتزاحم والتدافر على شباك الموظف المختص، ولماذا لا نجد التعامل مع المراجعين بما يليق بحاجتنا الى التمدن والتحضر، أليس من حق المواطن أن لا يقف بالشمس لكي يحصل على نتيجة معاملته، خذوا الرشى والاتاوات  واسرقوا منا ما طاب لكم، لكننا نريد رؤية مبنى نستحقه.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. ناظر لطيف

    هل هي دعوة للفساد أم للنظافة والتنظيم!! لا يستويان. الفساد الجائر ووضع الموظف غير المناسب في موقع المسؤلية هو سبب فوضى الخدمات التي تقدم للمواطن، فاذا كان الموظف الذكور في مقالكم يشفط الفلوس كما يشفط الشاي كما ذكر فهو بالتأكيد سيشفط مخصصات النظافة والصيان

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram