لماذا تهدل الحمامة ، ويطن الذباب ، ويزأر الآسد ، وينعق البوم ، ويصدح العندليب ، ويعسعس الليل ، ويقهقه الرجل ويكركر الطفل ،
لماذا لا تخور النملة ، ولا يغرد البعير ، ولا يعوي الهزار ، ولا يموء الكلب ولا تنبح القطة ؟؟
ها ؟
لماذا الصرير للقلم ، والهزيم للرعود ، والهزيع للأواخر من ساعات الليل؟
ها ؟
لماذا العصفر أصفر ، واللبن أبيض ، والحشيش أخضر ، والسماء زرقاء ، والدم أحمر ، والقار أسود .
لماذا الهدير للبحر ، والهفيف للنسمة ، والهسيس للحلي ، والحفيف لرقيق الثياب ؟
ها ؟؟
يقينا ، انها اللغة الأم الحاضنة ، وهي أقدس وأجل من ان تهمل او تهان او تنتهك .
يحتفي العالم ( المتمدن ) بيوم اللغة الأم ، كل عام بما يليق به من حفاوة وتكريم ، فماذا أعددنا للإحتفاء بلغتنا العربية ( الأم )؟؟
لا شك ، إن اللغة ربيبة البيئة والمناخ الإجتماعي وحتى النظام السياسي ، مثلما هي ربيبة الأبجدية .. واللغة كائن حي ، لها صفاته وركائزه ، تؤثر وتتأثر ، تآخذ وتعطي ، وعطاؤها جزل . بلا مكبلات القيود ، شرط المحافظة على أس السمات الرئيسة ونبذ الألفاظ والمصطلحات الدخيلة ، تلك التي تفقر اللغة دون ان تغنيها.
……….
من بمقدوره نزع أسمال اللغة ، البالية والهجينة والتي إرتدتها قسرا لا طوعا ؟ من يعيد إليها الرواء الذي أخفته المساحيق السياسية ، والألفاظ الهجينة التي ولغت في اللغة ، وغدت بعضاً من نسيجها الحالي ؟
تعالوا نترك خلف ظهورنا الصراعات السياسية والتصادم حد الإقتتال من اجل اريكة بدل كرسي ، وحقيبة كبيرة بدل حافظة بحجم كف ، ووجبة دسمة بدل لقمة كفاف …
تعالوا نتبارى في سباق رد الإعتبار للغتنا العربية قبل دفنها — وهي حية— بحجة التغاضي عن ،،، او التباهي بتطعيمها بالمصطلحات والمفردات الوافدة ، كما يجري هذه الأيام .. سيما في المزارات المقدسة اثناء الزيارات .
مكابدات اللغة الأم
[post-views]
نشر في: 28 مايو, 2017: 09:01 م