بابا ، بابا ،،،، صراخ يائس يطلقه ابنه الصبي ، وهو يتشبث بثيابه ورقبته، كمن يريد ايقاظه من نوم عميق ….. يفتح عينيه بمشقة ، ليجد نفسه في فندق — في مهمة رسمية — والبلد بعيد ، تفصله عن اسرته آلاف الأميال ،، — اللهم إجعله خيرا . إجعله خيرا يا رب .
تنتهي مهمته وشيكا ليعود لوطنه وأهله ببغداد .. وتتوالى الأحاديث متصلة ، يحدثهم ويحدثونه .— الصغير نجح ونال الأولوية .. والصغيرة خلعت سنها اللبنية الأولى ،، واما الصبي ، فقد كاد يغرق ذات يوم .
— كيف ؟؟ ومتى ؟
— نزل للشط ، مع اقرانه.. وأخذته الأمواج بعيدا عن الشاطئ. .
ويكمل الصبي تفاصيل الحكاية …..
— وجدتني استنجد بك ، وانا اقاوم الغرق وعاتي الموج ، اصرخ … بابا .. بابا .بابا . فيهرع لإنقاذي رجل له ملامحك ، غالب عاتي الموج كي يصل إلي ، حملني على ظهره ودعاني للتشبث برقبته ، والقاني على الشاطئ ، وسط ضجيج سمعته وما رأيت مصدره ، فقد اغمي على بعدها و…..
يقشعر جلد الأب ويسأل بخشوع :: متى ، متى حدث ذلك ؟ ليكتشف انها نفس الظهيرة التي راوده فيها ذلك الحلم البغيض .ــ رغم فارق الوقت وبعد المسافة .. .
الآب يستعيد تفاصيل ذاك الحلم ،دائما ، كلما واجه إنكارا من البعض الذين نسوا في خضم الماديات ،— لدينا اكثر ، ولقمة ادسم ، وموقعا اْعلى.—. نسوا شيئا اسمه التخاطر ،، نسوا شيئا إسمه الروح .
حكاية قديمة تتجدد
[post-views]
نشر في: 31 مايو, 2017: 09:01 م