TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أحداث.. بلا مستقبل

أحداث.. بلا مستقبل

نشر في: 5 يونيو, 2017: 09:01 م

 

في أحد قواطع الكرخ ، تم القبض على عصابة من الاحداث بتهمة سرقة أحد المحلات ، وبعد الحصول على اعترافاتهم تبين انهم ارتكبوا عدة سرقات كما قاموا بعدة عمليات خطف أدت احداها الى قتل المخطوف بعد أن تعرف على أصواتهم فهم لايسرقون او يخطفون إلا (الاقربين) من الجيران والاصدقاء والاقارب ، ليس عملا بمبدأ (الاقربون أولى بالمعروف ) بل لقلة خبرتهم التي جعلتهم يختارون من يعرفون جيدا امكانياتهم المادية ، وقلة خبرتهم هي ذاتها التي أوقعتهم في ايدي القوات الأمنية ببساطة ، ولكن بعد أن تحولوا من أحداث الى مجرمين لهم سوابق ولامستقبل مشرق لهم اذ تم ايداعهم في دور الأحداث .. وخلال التحقيق معهم ، كانت الاسباب التي تذرعوا بها هي الفقر وافتقاد الكيان الأسري واسباب أخرى يعود اغلبها الى الظروف العامة التي أحاقت بالبلد فنتج عنها العديد من الايتام والمعوزين والأسر المفككة ..
واذا كان الفقرسببا اول لجنوح الحدث وتمرده خاصة في وجود أزمات البطالة والبحث عن سكن فضلا عن التفكك الأسري وعدم شعور الحدث بانتمائه لأسرة مايسهل انزلاقه في عالم الانحراف فلابد ان نؤكد على دور الحروب المتوالية التي مرت على العراق وأدت الى اضرار كبيرة على الطفولة أشار اليها تقرير اعده فريق من القانونيين والاختصاصيين في الصحة العامة في جامعة هارفارد عام 1991 اتضح فيه ان مليون طفل يعانون من الألم والجوع في العراق ماأدى الى التأثير على سلامتهم الفكرية وأحدث خللا في النسيج الاجتماعي قاد احيانا الى سلوك هؤلاء الاطفال لتصرفات شاذة ومنحرفة ، واستمر الحال طوال سنوات الالفية الثانية فمازال الاطفال حتى هذه اللحظة من أبرز ضحايا القتل والارهاب والصراعات السياسية والاجتماعية في العراق –حسب تقرير اعدته منظمة اليونسيف للطفولة مؤخرا -...
ولايشترط بجنوح الأحداث مخالفة القوانين بل يتعلق احيانا بمخالفة الاعراف والتقاليد الاجتماعية والتي تقع ايضا تحت طائلة القانون ..واذا ماافترضنا ان مخالفة تلك الأعراف والتقاليد الاجتماعية تلد احيانا من رحم التفكك الاسري وانخفاض المستوى المعيشي والخروج الى ساحات العمل ومرافقة اصدقاء السوء فأننا بذلك نشير الى اهمية دور الأهل في السيطرة على سلوك الحدث من خلال مراقبته ومتابعته ورعايته ، وان غاب دور الأسرة فلابد ان تقوم الدولة بدورها لأنتشاله من الانحراف والضياع ...
لن يكفي في هذه الحالة ان تقوم دور الأحداث بتأهيلهم ليكونوا نافعين في المجتمع بعد مغادرتهم لها بل الأهم من ذلك ان تجنبهم الدولة الانحراف بتوفير حياة كريمة لهم ولأسرهم فالوقاية كما نعلم خير من العلاج ...

 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram