TOP

جريدة المدى > سينما > "السرعة والغضب".. كل ما يهم هو من يقود في مصير الغاضب

"السرعة والغضب".. كل ما يهم هو من يقود في مصير الغاضب

نشر في: 8 يونيو, 2017: 12:01 ص

يبقى فيلم السرعة والغضب على مفاهيم الاجزاء السابقة من الفيلم، وهي العائلة الواحدة في أي عمل نقوم به، وتماسكها في الاتحاد والقوة والفهم ، والقدرة على التركيز والتوازن في الظروف الصعبة التي تطرأ على الانسان، وخاصة على المحاربين الأقوى على الكوكب الذين

يبقى فيلم السرعة والغضب على مفاهيم الاجزاء السابقة من الفيلم، وهي العائلة الواحدة في أي عمل نقوم به، وتماسكها في الاتحاد والقوة والفهم ، والقدرة على التركيز والتوازن في الظروف الصعبة التي تطرأ على الانسان، وخاصة على المحاربين الأقوى على الكوكب الذين يدافعون عن الانسان، ويواجهون قوى الشر لمحو الخوف من العودة الى العصر الحجري من خلال الاستخدام المفرط للقوة أو بالأحرى القوة التقنية والعلمية،  لمن يمكنهم التلاعب بالانظمة العالمية أو الهجمات الالكترونية المجهولة القادرة على تحويل  أي مدينة الى منطقة حرب.  لأن الجيل المقبل من قنابل الصدمات تعطل الحواس، وتطغى على ادمغة تولد الألم والذاكرة البنائية. اذ يبدأ الفيلم بسباق سيارات للحصول على سيارة مرهونة مقابل سيارة أخرى يكون مصيرها الاحتراق بعد أن تؤدي دورها المطلوب،  ومشهد البداية يحفظ معنى الروح الكوبية والميل الكوبي في اخلاقيات رجل يعيش وفق قواعده الصارمة،  والمبدأ الذي انطلق منه ليبدأ السباق مدركاً انه الرابح منذ البداية، والمؤمن بمقولة "انهم العشر ثوان بين اشارة البدء والانتهاء" وبعد الفوز يقول للمتسابق والمراهن احتفظ بسيارتك يكفيني الاحترام عندما شاهد علم اميركا في كوبا، وكأنه يشدد على الروح الاميركية في أي مكان يتواجد فيه، ومن ثم وقوف المراهن فيما بعد الى جانبه في نهاية الفيلم محدداً الكاتب ما هو مستهدف ومثير،  وانما قوة مشاهد الملاحقات وتحطيم السيارات وبمبالغات صوتية نوعاً ما ارهقت سمع المشاهد وجعلته يبحث عن استراحات سمعية،  فلا يجدها موسيقياً كما ينبغي رغم جمالية موسيقى "برايان تايلر"  التي لم تتواءم مع المشاهد إلا ضمن مساحات ضيقة جداً في الفيلم الذي عالج بشكل رئيس حميمية العائلة الوطنية أو الدفاعية القادرة على مواجهة الصعاب، وتحدي التقنيات الحديثة المبهرة في كثير منها والتي تواجه آلة الحرب المدمرة للعالم.
رؤوس نووية وقاعدة في القطب المتجمد،  والدخول في صراع مع المخابرات الروسية وتمرير شيفرات وتلغيز في فيلم ما هو الا تسابق بين عوالم مخابراتية وعصابات تسلح واختراعات تقنية،  وما الى ذلك من صراعات تشتد وتحتدم للحصول على فرد من عائلة ما تكونت لرجل يمضي حياته في الدفاع عن مبادئ وطنية تحتم عليه الحفاظ على العائلة الكبيرة،  وهي الوطن والعائلة الصغيرة وهي افراد الاسرة في محاولة لاسترجاع الطابع الديني برموز تمر مرور الكرام مع الفكرة التي انطلق منها الفيلم المحمل بعدّة رؤى،  وإن فتحت المشاهد على جماليات اختلفت في تنوعها.  الا أن التصوير استطاع ابراز قوة الممثل في تكوين المشهد الذي يلقي الضوء على معنى واحد في كل مشهد، وربما اعتمد هنا المخرج على ثبات بعض الابطال في جدارة سينمائية قادرة على الالتقاط، والجذب والمتابعة حتى النهاية التي حملت مفاجآت لا يمكن توقعها في حل الالغاز التي زادت من تساؤلات المشاهد .
المرأة الأم  ( Helen Mirren)أو تلك التي لجأ اليها فان ديزل ( ( Vin Diesel لتساعده في انقاذ ابنه من مقايضة قد تودي بحياته،  ليعكس مسيرة اي طريق يمشيه الانسان بموازاة خطوط اخرى اكثر متانة تؤدي الى تحقيق ما يخطط له،  ويستطيع الوصول اليه بعيداً عن الغضب، بل بتركيز يبسط من خلاله رؤية ما بين اشارة البدء والانتهاء،  فالفيلم تميز بحبكة لسيناريو قوي التأقلم مع الفكرة الممزوجة بعقلية الانسان المحافظ على قيم ضمن فريق تكتمل فيه عناصر المجابهة، والعزم على تحديات كثيرة للحصول على نتيجة مرضية انسانياً ومشبعة بالافعال الاجتماعية غير المرضية ضمن نفسيات مريضة تحاول خلق بلبلة،  لتنغمس بالانتقام الذي أودى بها الى نهاية غير معروفة،  لترمي بطلة الفيلم نفسها من الطائرة ويتم انقاذ الطفل الذي حاول "فان ديزل "انقاذه دون أن يخبر زوجته التي كان ما يزال معها في شهر عسل خرج منه منطلقاً في مهمة استفزازية،  لينقذ ابنه الذي لم يدرك وجوده سابقاً،  فالفيلم جمع بين الافكار المتفرقة في العائلة أو المجتمع أو الوطن أو مكان العمل أو في الفريق واستعرض كل المراحل التفصيلية بغموض ترك الكشف عن ميزته  في المشاهد النهائية،  وجدلية القضاء على عناصر الشر في العالم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

"إرنست كول، المصور الفوتوغرافي".. فيلم عن المصور المنفي الجنوب أفريقي

مقالات ذات صلة

فيلم أسامة محمد
سينما

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

علي بدرالحكاية تُروى بالضوء والظلعرض أمس في صالون دمشق السينمائي فيلم "نجوم النهار" للمخرج السوري أسامة محمد، بحضوره الشخصي بعد غيابه عن بلاده ١٤ عاما، الفيلم الذي منع من العرض في زمن النظام السابق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram