TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > السعودية وأوصياء الرياضة !

السعودية وأوصياء الرياضة !

نشر في: 10 يونيو, 2017: 03:37 م

 

كشفت الممارسة الانتخابية وإعادة دراسة النظام الأساسي للجنة الأولمبية السعودية الخميس الماضي، زيف ادعاءات القائمين على الشأن الأولمبي العراقي ومن عضّدهم الذين صدّعوا رؤوسنا بتحذيرات التدخل الحكومي - تحت أيّ مسمّى - ومخاطره على مصير رياضتنا بما لا يحمد عقباه!
فالجمعية العمومية غير العادية للجنة الأولمبية السعودية المنضوية مثلنا الى الأسرة الدولية أعلنت عن تزكية محمد آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة وهي أعلى سلطة رياضية "حكومية" في بلدهم رئيساً لمجلس إدارة اللجنة الأولمبية حتى عام 2020 ، ومطالبته من رؤساء الاتحادات الرياضية بتعديل النظام الأساسي للجنة لترسيخ مبدأ استقلاليتها وإعادة صياغة لوائح انتخابات مناصب اللجنة.
رئيس اللجنة الأولمبية السعودية الجديد هو وزير دولة وعضو مجلس الوزراء وعضو مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية وكُلّف بالقيام بعمل وزير للصحة، وعمل سابقاً عضو مجلس إدارة تنفيذي وممثلاً للمملكة في البنك الدولي بواشنطن ، ثم تولى رئاسة مجلس هيئة السوق المالية ، أي أنه لم يخض سابقاً في المجال الرياضي ومع ذلك أرتأت مصلحة المملكة أن تستفيد من خبراته الداعمة لقطاع الرياضة بموقعين مهمين في هيئة الرياضة والأولمبية ، وباشر في أول مهامه إجراء تعديلات مفصلية منها إعادة صياغة لوائح انتخابات مناصب اللجنة.
ومنذ 14 عاماً ، وما تزال الرياضة العراقية أسيرة قوانين وتعليمات ولوائح كتبت في منتصف سبعينيات القرن الماضي على يد خبراء لم يكونوا تحت ضغط الطمع وحلب الأموال إنما بدافع الهواية وحب الرياضة لصناعة جيل خلوق يحترم قميص الوطن ويكون مثالاً أعلى في النزاهة والاخلاص والعطاء ، في زمن كان الهاجس الأكبر لكتابة القوانين والنظم آنذاك أن المناصب ليست حكراً على أبناء الرياضة لئلا تأخذهم أهواء النجومية ليسبحوا في ثرائها ويعتقدوا واهمين انهم أوصياء عليها بكفالة عواطف الجماهير.
لماذا انقلبت موازين الرياضة بين الماضي والحاضر، بل وصارت المجاهرة بتهديد الدولة الشكوى لدى المؤسسات الدولية أمراً مشاعاً وقابلاً للمزايدة حسب قابليات نفوس البعض ، وكأنهم يحلّلون قبض أموالها ويحرّمون مشاركتها المشورة وتعديل الانظمة وتعزيز إجراءات الحصانة ضد هدر المال ويهرعون لتأمين اتصال دولي مع أول هَمهَمة تنبّه عن خطأ بلائحة ما وتحديد صلاحية موقع خوفاً أن يُحرموا من مواصلة النوم فيه بلا حساب.  
إن واقع اللجنة الأولمبية العراقية اليوم يمر في أسوأ حال ولم نخف ذلك عن رئيسها رعد حمودي في مقابلة (المدى) معه يوم 9 أيار الماضي، نتيجة تكالب المصالح وتداخل المطامح الشخصية مع الوطنية وتضرر اتحادات عدّة من أزدواجية التعامل تأسيساً على العلاقات الشخصية غير المسيطر على جوانبها السلبية واجتهادات عدد غير قليل من متنفذين في قراراتها لحل هذا الاتحاد أو تشكيل هيئة مؤقتة أو تسمية لجنة للتحقيق في مشكلة هنا والتغاضي عن مشاكل هناك ، فوضى مستمرة شغلت الأولمبية في أزمات قوّضت الثقة بإمكانية نجاحها باجتياز الامتحان لغياب القوة الاعتبارية لمنصب المسؤول واستفحال ظاهرتي "الخجل" من مواجهة المخطئ بحكم الصداقة و"التوجّس" منه خشية التهديد بمكالمة مجهولة!
ثم دعونا نواجه الحقيقة كما هي: هل ما زال بعض فلاسفة العمل الأولمبي يرددون أكذوبة إيمانهم بديمقراطية الرياضة قولاً وفعلاً لتسمية الشخصيات المنقذة لروادها وأبطالها وألعابها وتحافظ على أموالها وتشكّل فرقها دون التحايل على القانون وتتمسك بحبل الشراكة مع الدولة في تقرير مصير الرياضة، إذا كان الأمر كذلك ، كيف اصبح السويسري جيروم بويفي، مسؤول القسم القانوني في اللجنة الأولمبية الدولية أكثر وطنية وثقة من أبناء جلدتنا ويهلل البعض بإيضاحاته على قانون الأندية ، ضاربين عرض الحائط ما تم الاتفاق عليه بين لجنة الشباب والرياضة البرلمانية ووزارة الشباب والأولمبية ؟ وإذا كان الدور التنسيقي للكويتي حيدر فرمان مساعد المدير العام للمجلس الأولمبي الآسيوي مهماً في تأكيد "الاستقلال الذاتي المسؤول للحركة الاولمبية" لماذا ظلت أزمة الرياضة الكويتية متوقفة لثلاث مرات منذ عام 2007 ولم تتمكن من حلها حتى الآن ؟
مع تقديرنا للجهود المبذولة من بويفي وفرمان لا يمكن التناغم مع مشروع وطني يفتقد قاعدة الثقة لبناء علاقة مثالية لطرف يستنزف الأموال من الدولة بلا شروط ويستنجد دولياً إذا ما أرادت أن تشرّع كيانه مالياً وإدارياً.

 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. أبو أثير

    تحتاج الرياضة العراقية الى ثورة أدارية في جميع مفاصلها الحيوية ... والبدأ من اللجنة ألأولمبية العراقية الى كافة ألأتحادات الرياضية المختلفة .. وأعطاء صلاحية مطلقة لوزارة الشباب والرياضة بوضع القوانين وألأنظمة المفصلة حسب رغبات الهيئات ألأدارية الحالية للن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram