TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ما ننتظره من مجلس بابل

ما ننتظره من مجلس بابل

نشر في: 10 يونيو, 2017: 07:04 م

adnan.h@almadapaper.net

بعد ساعات من وقوع تفجير إرهابي في بلدة المسيب (محافظة بابل) نهار أول من أمس، الجمعة، اتّخذ مجلس المحافظة قراراً بحلّ قيادة عمليات المحافظة، وإقالة مدير قسم الإرهاب في مديرية استخبارات بابل من منصبه.
مجلس المحافظة عقد اجتماعاً طارئاً  في ساعة متأخرة من الليل ليتّخذ القرار الذي تضمن أيضاً استجواب قائد عمليات بابل وقائد الشرطة.
هل هذا قرار جيد وصحيح وسليم؟
ربما هو كذلك .. وقد يكون غير ذلك.
إذا كان القرار جيداً وصحيحاً وسليماً فمعناه أن قيادة العمليات ومدير قسم الإرهاب في مديرية الاستخبارات مقصّران في عملها، ومعنى هذا أنهما لم يكونا جديرين بالمهمتين المنوطة بهما.
السؤال الآن: كيف إذن تشكّلت قيادة العمليات وكيف اختير مدير قسم الإرهاب الى هذه المهمة لتكون النتيجة مثل هذا التقصير ومثل هذا الفشل؟
المحاسبة وتحميل المسؤولية لمن يستحقهما أمر جيد، لكنّ الأجود منه أن تُعهد المهمات وتُناط المناصب بمَنْ هم أهل لها وجديرون بها.
 تفجير المسيب الإرهابي أسفر عن أُزهاق أرواح 20  من البشر العراقيين وعن إصابة 27 آخرين بجروح وحروق وعاهات. قبل هذا التفجير وقعت في المحافظة عشرات التفجيرات، وفي كل مرة كانت الاصوات ترتفع بأنّ ثمة خطأ أو أخطاء في الخطط الأمنية المتّبعة، وأن ثمة خللاً في النظام الخاص باختيار القيادات الأمنية. أكثر من هذا لطالما تردّدت اتهامات بأن ظاهرة الفساد الإداري والمالي المتفشية في جهاز الدولة برمته، بما فيه الجهاز الأمني، هو من الأسباب الرئيسة للاختراقات الأمنية المتكررة.
 لسنا ندري إن كان قرار مجلس محافظة بابل بصيغته المُعلن عنها جيداً وصحيحاً وسليماً أم لا، لكنّنا ندري أنّ القرار الجيد والصحيح والسليم الذي يتعيّن على مجلس محافظة بابل، وسواه من مجالس المحافظات الأخرى، اتّخاذه الآن هو أن يجري تشكيل قيادات العمليات وسائر قيادات الأجهزة الأمنية على أسس وقواعد مهنية وأن يُصار الى اختيار مسؤولي الأجهزة الأمنية على وفق هذه الأسس والقواعد أيضاً. الأسس والقواعد المهنية تعني: النزاهة والكفاءة والخبرة.
أي اعتبار آخر (حزبي أو شخصي أو عشائري أو مناطقي) يُعتمد في تشكيل القيادات الأمنية واختيار مسؤولي الأجهزة الأمنية معناه إعادة إنتاج التقصير والفشل في هذا القطاع، وهذا معناه إعادة إنتاج العمليات الإرهابية التي تُزهق فيها الأرواح وتُسفك الدماء بالجملة .. ومن دون انقطاع.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. ناظر لطيف

    القضية اكبر من اقالة، هذا النهج صار رونين كلما صار تفجير تغير الطقم الامني وفي الغالب لم تحل المشكلة ولكن لكي يقال ان الحكومة المحلية او المركزية قد اتخذت اجراء وهذه الطريقة في التعاطي مع المشكلة هو استهتار بالضحايا الذين ذهبوا واستهتار بالضحايا القادمين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram