اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لِمَ الاعتراض على زيارة العبادي؟

لِمَ الاعتراض على زيارة العبادي؟

نشر في: 13 يونيو, 2017: 06:30 م

adnan.h@almadapaper.net

حتى قبل الإعلان رسمياً عن زيارة رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي إلى السعودية، نشب خلاف في فضاء التواصل الاجتماعي بين بعض العراقيين بشأن الزيارة، بين معارض ومؤيد لها.
المعارضون كانت نبرتهم في الغالب أعلى وأحدّ، بل هي عكست ضيقاً شديداً واضحاً، ومعارضتهم تركّزت على، وتمسّكت بـ ، "التوقيت غير المناسب"، في إحالةٍ إلى الأزمة الخليجية المُشتدّة (بين السعودية والإمارات والبحرين من جهة وقطر من الجهة الثانية).
المؤيدون أو المتفهّمون لاحظوا من ناحية أنّ الزيارة مقرّرة قبل نشوب الأزمة ومن ناحية أخرى أنّ التوقيت ربما كان الأنسب لكي يحقّق العراق أكبر قدر من المكاسب (الدبلوماسية وسواها) من الطرف الأكبر في مجلس التعاون الخليجي وفي هذه الأزمة، السعودية.
الملاحظ أنّ المعارضين، وبخاصة ذوي النبرة الأعلى والأحدّ، هم في الغالب (الإعلاميون منهم ونشطاء التواصل الاجتماعي) معروفون بكونهم من أنصار أو مؤيدي رئيس الوزراء السابق نوري المالكي أو القريبين من أوساطه، أو من ذوي الميول الإيرانية.
بطبيعة الحال .. للمعارضين، أيّاً كانوا، كلّ الحق في المعارضة، وللمؤيدين أيضاً حقّ مماثل في التأييد، وشخصياً لا أتردّد في الإعلان عن انتمائي إلى فريق المؤيدين.
حتى لجهة التوقيت، فإن الزيارة تأتي في وقتها المناسب. كانت هناك جهود ملموسة لتحسين العلاقات بين العراق وواحدة من أكبر جاراته ومن أكثرها تأثيراً في أوضاعه الداخلية. والآن وإذ نحن قد أصبحنا قاب قوسين أو أدنى من التحرير الكامل للموصل والقضاء شبه الكامل على تنظيم داعش، وصرنا في مواجهة الاستحقاق الكبير المتمثل بإعمار المناطق المتضررة (ثلث مساحة البلاد) وإعادة سكانها ( أكثر من خمسة ملايين) إليها، فإن هذه المهمة بحدّ ذاتها تتطلّب السعي لتأمين أفضل العلاقات مع دول الإقليم كافّة ومع سائر الدول المعوّل عليها في دعم برامج الإعمار وإعادة التوطين وفي تأمين الاستقرار في العراق، ولابدّ أنّ السعودية، كما الإمارات وإيران وتركيا وروسيا والولايات المتحدة وأوروبا، بين هذه الدول.
المعترضون على زيارة العبادي إلى السعودية والمعارضون لها رأوا أنها في هذا التوقيت يُمكن أن تعطي الانطباع بأنّ العراق يلتزم الجانب السعودي – الخليجي في الأزمة مع قطر، لكنّ هذا المنطق نفسه، إذا ما اعتُمِد، يُمكن أن يقود إلى اعتبار أنّ عدم القيام بالزيارة المقرّرة والمرتّب لها قبل نشوب الأزمة، يمثّل انحيازاً من العراق إلى الجانب القطري. لذا يتعيّن نبذ أطروحة التوقيت لأنها تبدو متهافتة في الواقع، فالزيارة يتوجّب أن تُحاكم على أساس مضمونها.. ما جرى بحثه فيها والنتائج المتحققة عنها والفوائد المُجتناة منها. الذين اكتشفوا الآن فجأة أنّ قطر دولة شقيقة وحبيبة وقيادتها ممّا تستحقّ أن تُؤخذ بالأحضان، إذا ما وجدوا، بعد انتهاء الزيارة وظهور نتائجها، أنّ حيدر العبادي قد وضع بيضنا كلّه في السلّة السعودية وزجّنا في أتون الأزمة التي لا ناقة لنا فيها ولا جمل، سيحقّ لهم وقتذاك رفع أصواتهم بنبرة أعلى وأحدّ، وحتى المطالبة بمساءلته وسحب الثقة منه .. إنْ أرادوا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. د عادل على

    ان العراق مازال فى خطر بالرغم من الانتصار على داعش-وداعش متالف مع البعث ويهدد الجنوب----انها حكمه عندما يدهب الرئيس حيدر العبادى الى السعوديه لكسب صداقتها قانون الواقعيه يقول لنا فى هده المرحلة الخطيرة ان نكثر الاصدقاء ونقلل الاعداء لان البعث حى يرزق و

  2. وليد حسين

    قبل أن تتهمني يا صديقي بأني من مؤيدي الفاشل المالكي أو من أتباع المتخلف الفاشي الولي الفقيه أطمنئك فأنا لست من هؤلاء ولا هؤلاء! نتمنى أن يكون في رؤوس أهل الخليج عقل كي يستوعب ما يجري ويتحرروا من طائفيتهم كي يمكن أن نجلس ونتحاور معهم. أستاذ عدنان أنك تح

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram