لم تعد الطرق الخارجية في العراق كافية لنقل البضائع، بل لم تعد صالحة على نحو اقتصادي، فهي تعاني التخسفات الكثيرة  الناجمة  خصوصاً عن الافراط في استخدام الشاحنات الكبيرة المحمّلة بأكثـر من طاقتها وقدرتها، فضلاً عن ازياد اعداد السيارات التي تس

لم تعد الطرق الخارجية في العراق كافية لنقل البضائع، بل لم تعد صالحة على نحو اقتصادي، فهي تعاني التخسفات الكثيرة  الناجمة  خصوصاً عن الافراط في استخدام الشاحنات الكبيرة المحمّلة بأكثـر من طاقتها وقدرتها، فضلاً عن ازياد اعداد السيارات التي تستخدمها لنقل الركاب في غياب خدمات النقل بواسطة السكك الحديد. ويزيد من هذا أن السلطات المعنية لا تهتم بأوضاع الطرق من اجل اصلاحها وترميمها.

قطاع السكك الحديد هو الآخر يعاني الاهمال بسبب قلة التخصيصات المالية وضعف الخطط الستراتيجية، وهذا ما جعل  شركة السكك الحديد مؤسسة خاسرة لا ينجم عن نشاطها ايرادات ذات قيمة للموازنة الاتحادية .
مدير اعلام شركة السكك الحديد عبد الستار محسن، يوضح في تصريح لـ ( المدى ) أن طول السكك الحديد في البلاد يبلغ 2000 كيلومتر، ولا يستخدم منها غير خط بغداد – البصرة الذي ينقسم الى خطين واحد لنقل الركاب والآخر، أما  خط بغداد – عكاشات وخط بغداد – القائم وخط بغداد – الموصل فمعطلة ومهملة تماماً وبخاصة منذ سيطرة تنظيم داعش الارهابي على المناطق الغربية.
محسن يلفت الانتباه الى واحد من الأسباب الرئيسة لعدم نهوض شركة السكك الحديدة وقيامها بمهامها في خدمة التجارية، ويقول "إن اجور النقل بالسكك الحديد تبلغ 450 ألف دينار للشاحنات الكبيرة و 350 ألف دينار للشاحنات الصغيرة، وهذا لا يصب في مصلحة بعض الجماعات المتنفذة التي تحارب السكك الحديد كي يتم النقل بشاحنات السيارات التي تبلغ كلفة النقل لواسطتها نحو مليون دينار، ويشير الى أن، رئاسة الوزراء وجهت كتاباً رسمياً لتفعيل النقل بالسكك الحديد "لكنه في الواقع لم يُنفّذ".
ويضيف محسن "أن شركة السكك الحديد وبالاتفاق مع الكمارك العامة، قامت بوضع خطة لنقل البضائع من ميناء ام قصر على أن يتم أخذ رسوم الكمارك منها في نفس الوقت، حيث وضع  جهاز السونار في موقع الميناء وتؤخذ رسوم الكمارك في الشالجية، لكن لم يتم تنفيذ هذه الخطة بسبب عدم التوافق فيما بين مؤسسات الدولة".
محسن بيّن أيضاً "أن للشركة خطة على مدى الخمس سنوات المقبلة أهمها إشراك الشركات الأجنبية المتخصصة بعمل سكك الحديد وادخالها كاستثمارات لإعادة احياء السكك وخطوط النقل فيها وبناء سكك جديدة"، لافتاً إلى أن، لدى شركة السكك مشاريع استثمارية مستقبلية وهي افتتاح خط سكة حديد شلامجة – البصرة وخط آخر هو المسيب – كربلاء وخط النجف- السماوة الذي يرتبط مع القطار الذي ينطلق من بغداد  الى البصرة.
وأضاف "أن وزارة النقل استوردت  12 قطاراً للمسافرين صينية الصنع ، و14 عربة تركية المنشأ  لتوفير أفضل خدمة للمواطن، وتفتح الوزارة أبوابها للشركات المستثمرة لاستقطاب المشروعين المطروحين لشبكة نقل تربط  بغداد بالمحافظات والدول المجاورة، و من شرق آسيا واوربا عن طريق تركيا.
ويلفت محسن الى أن شركة السكك الحديد هي "شركة خاسرة وتبحث عن تعظيم مواردها المالية من خلال انفتاحها على الشركات والمؤسسات الحكومية التي تعزف عن نقل بضائعها من ميناء البصرة الى بغداد، ولو يتحقق هذا لتحولت الى شركة رابحة.
بدوره قال الخبير الاقتصادي باسم انطوان في تصريح خصّ به (المدى) أن "قطاع السكك الحديد مهم جداً إلا أن الإهمال الذي أصابه أدى  إلى تراجع حاد في إيراداته ، ولم يجر تطوير حقيقي لهذا القطاع"، لافتاً الى أن العراق يشكو من ضعف في ثقافة الاستثمار في قطاع السكك الحديد ويجب على وزارة النقل الأخذ على عاتقها مهمة تطوير هذا القطاع ، لافتاً الى أن، هناك خطوطاً عدة من المفترض افتتاحها في السنوات  السابقة لكن جرت عرقلتها.
ويشار الى أن الشركة العامة للسكك الحديد، اعلنت عن  بدء انطلاق رحلات القطار الصيني باتجاه محافظة البصرة، وفيما لفتت الى تنظيم ثلاث رحلات تجريبية للقطار قبل بدء العمل الرسمي، أكدت على أن المسافرين سيعزفون بنسبة 100%عن استئجار سيارات الأجرة اذا تم تسيير ثلاث رحلات يومياً باتجاه البصرة، لافتة الى تدريب 60 منتسباً من الشركة لصيانة القطار ضمن العقد الموقع مع الجانب الصيني.
وفي خصوص المشاريع الجديدة لنقل الركاب، قال مدير مشاريع السكك محمد علي هاشم  في حديث صحفي  إن "من المؤمل انطلاق رحلات القطار الصيني الذي يبلغ طوله 250 متراً وتتسع عرباته لـ 334 مسافراً ، من بغداد باتجاه البصرة في 25 حزيران الحالي، لكن قبل هذا التاريخ سيكون لدينا ثلاث رحلات تجريبية للقطار، واحدة منها الى اطراف محافظة بغداد برفقة اعضاء مجلس محافظة بغداد، والثانية الى محافظة السماوة برفقة الطاقم الصيني الذي سيفحص القطار وطاقم من منتسبي السكك، والثالثة باتجاه محافظة البصرة وستنطلق في 18 حزيران الحالي".