اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ما قصة الجاسوس القطري؟

ما قصة الجاسوس القطري؟

نشر في: 16 يونيو, 2017: 05:21 م

adnan.h@almadapaper.net

إذا صدقت القصة المثيرة التي قدّمتها قناة "NRT عربية"  بشأن الجاسوس القطري السجين المختفي، ويبدو أنها قصة صادقة وحقيقية، فليس من المنتظر أن تتكشّف بقية تفاصيلها المتعلقة بمصير الجاسوس، والأرجح أن يكون قد جرى تهريبه من محبسه.
القصة هي أن قطريّاً كان ينشط في العراق بوصفه رجل أعمال أُلقِي القبض عليه في العام 2012 ، ودانه القضاء في العام 2015  بالتجسس لصالح المخابرات القطرية، وحكمت عليه محكمة الجنايات المركزية بالسجن المؤبد، لكنه اختفى في ظروف غامضة من محبسه في تسفيرات وزارة الداخلية بعد مدة قليلة من تمييز الحكم عليه وحصوله على الدرجة القطعية بالإدانة.
القناة أفادت أيضاً بأنها سعت للحصول على معلومات عن مصير الجاسوس، فلم يردّ عليها أحد بكلمة، وبأنّ أحداً لا يعرف ما إذا كان قد هُرِّب، كما تشير بعض المصادر، أم توفي في ظروف غامضة بعد مرض مجهول، كما تشير مصادر أخرى.
لابدّ أنّ سبباً ما، سياسياً على الأرجح، هو ما أبقى على هذه القضية طيّ الكتمان حتى الآن، فيما كان من المفروض الكشف عنها للرأي العام، خصوصاً أنها تتعلق بقضية تجسس لصالح دولة معادية (معظم القوى المتنفّذة في السلطة وبخاصة الاحزاب الشيعية كانت دائمة الحديث علناً عن دور دولة قطر في تقديم الدعم المادي والسياسي الفعّال إلى الإرهابيين من تنظيمي القاعدة وداعش وفلول نظام صدام)... هل كان سبب حجب المعلومات، مثلاً، أنّ البعض من المتعاونين مع الجاسوس القطري على صلة بقوى سياسية متنفذة أو بأجهزة حكومية؟
مهما كان الأمر، فإن الأمل بالكشف عن كامل تفاصيل هذه القضية يظلّ محل الشكّ، فثمة العشرات من الأحداث الخطيرة المتعلقة بالسجون وبسجناء إرهابيين خطرين جرى إطلاق سراحهم في عمليات مسلّحة لم يُكشَف النقاب عنها بعد مرور سنوات على وقوعها.
لنتذكر، مثلاً، أنه عشية اجتياح داعش مدينة الفلوجة مطلع 2014 ثم عشية اجتياحه مدينة الموصل وسائر المناطق الغربية من البلاد في حزيران 2014، وقعت سلسلة هجمات مسلحة على عدد من السجون في العاصمة بغداد والمدن الاخرى، بعضها في محافظات الجنوب، أسفرت عن إطلاق سراح المئات من الإرهابين الخطرين، بينهم قياديون في المنظمات الإرهابية. كان من الواضح أنّ المسلحين الذين هاجموا تلك السجون قد تلقّوا تسهيلات لوجستية ذات قيمة بالغة داخل السجون وخارجها. وحتى اليوم لم يقدّم لنا أحد تفسيراً لكيفية وقوع ما وقع.
الحكومة مسؤولة عن إماطة اللثام عن قضية الجاسوس القطري وتتبّع مصيره، مثلما تبقى مسؤولة عن الكشف عن  تفاصيل سائر القضايا المشار إليها هنا وسواها .... فمن حقنا أن نعرف، ومن واجب الدولة تأمين هذا الحقّ.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. بغداد

    استاذ عدنان حسين هل الشعب العراقي مصاب بالزهايمر لا سامح الله حتى ينسى ان من أمثال سليموف ابو قنفة ( سليم الجبوري سليمة تكرفة) كان في البداية من المتهمين بعمليات إرهابية وهو من اقرب المقربين الى جواد العلي الذي انقلب الى نوري بابا المالكي الذي سلم الموصل

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram