TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ميكاواط سيد دخيل

ميكاواط سيد دخيل

نشر في: 16 يونيو, 2017: 09:01 م

 مشكلة الكهرباء كانت  الشرارة الأولى لاندلاع التظاهرات الاحتجاجية المطالبة بتحسين الخدمات الاساسية فجسدت الاستياء الشعبي من طبقة سياسية ، اثبتت   التجربة بعد عام 2003 فشلها في كل شيء  حتى في القضاء على حية سيد دخيل   باستثناء نجاحها في تقاسم المغانم والمناصب  وجر البلاد الى منزلق خطير .
 معظم العراقيين على اطلاع كامل بان تقاسم الحقائب الوزارية تم بموجب اتفاق  الكتل النيابية ، وداخل تلك الكتل  برز صراع للحصول على" الوزارة ام الخبزة "،  حسم لصالح  اهل الحل والربط   لضمان المزيد من الاموال وايداعها في بنوك خارجية .  عمليات البيع مرت من دون حساب ، لان الجهات الرقابية تبحث عن دليل واثبات ، وكان بإمكانها العثور على الدليل   باستضافة  نائب  صاحب مقولة" الوزارة ام الخبزة "   ليفسر  لهيئة النزاهة المستقلة ، واللجنة   النيابية المعنية بذات الأمر  مضمون مقولته التاريخية .
 مع ارتفاع درجات الحرارة ، واحتمال وصولها الى خمسين درجة على مقياس سوء الاداء الحكومي ،  تحوّل انعدام  توفير الطاقة الكهربائية في القاموس العراقي الى  مرض مزمن أثار  قلق ومخاوف الباحثين  عن الرحمة في نظام القطع المبرمج.  الحكومات المتعاقبة  انفقت مليارات الدولارات لأنشاء محطات توليد جديدة ، استعانت بالجارة العزيزة ايران في تغذية خطوط المحافظات الجنوبية  ، ابرمت عقودا مع شركات عالمية لمعالجة مشكلة نقص الطاقة ، كل هذه الخطوات وغيرها باءت بالفشل ، المشكلة تتجدد لتفرض حضورها في الحياة العراقية  مع ازمات سياسية مستعصية .
الجهات الرسمية انشغلت بتنظيرات فنية  وحسابات الميكاواط  لشرح  قدرات محطات  التوليد ،   وتدمير  خطوط النقل في المناطق الساخنة  أمنيا،  مع دعوات لاعتماد  الترشيد . جميع وزراء الكهرباء بدءا من ايهم السامرائي حتى قاسم الفهداوي  مع المسؤول الاول عن ملف الطاقة في العراق سابقا  حسين الشهرستاني صاحب نظرية تصدير الكهرباء العراقية الى الخارج  ،  تجاهلوا الحديث  عن حجم المبالغ المخصصة  من موازنة الدولة لقطاع الكهرباء  . يقال ان الاموال  تبددت بأبرام عقود وهمية لصالح اشخاص وجهات ، عجزت الاجهزة الرقابية عن استردادها ، فيما اعلنت الحكومة في اكثر من مناسبة  انها ستبذل كل الجهود المتاحة في ظل الازمة المالية  لتوفير الطاقة بمساعدة الدول المانحة ، من دون تحديد سقف زمني  لتحقيق هذا الانجاز التاريخي ، والغاء نظام القطع   المبرمج بوصفه من مخلفات النظام السابق .
وزارة الكهرباء  اعتادت التغني   بإنجازات الخصخصة ووصول التيار الى قرية سيد دخيل  واستطاعت ان تقلل من ساعات القطع المبرمج ،  فأحبطت مخططات اصحاب  المولدات  الاهلية ، مشكلة توفير الطاقة أصبحت مرضا مزمنا  أثار الاستياء الشعبي ، لكنها  لم تحرك ساكنا في الأوساط الأخرى  المنشغلة بمشروع التسوية للتوصل الى اتفاق على إدارة البلاد في مرحلة ما بعد داعش . الحكومة واطرافها  تبدو هذه الأيام قلقة متخوفة من احتمال دخول  حية سيد دخيل الى المنطقة الخضراء ، وتحقيق نبوءة " يا حية  ام راسين خشي بجدرهم " شهر تموز المعروف بثوراته وانقلاباته قريبا سيطرق الأبواب . 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالحوارِ أم بـ"قواتِ النخبة".. كيف تمنعُ بغدادُ الفصائلَ من تنفيذِ المخططِ الإسرائيلي؟

تحديات بيئية في بغداد بسبب انتشار النفايات

العراق بحاجة لتحسين بيئته الاستثمارية لجلب شركات عالمية

الكشف عن تورط شبكة بتجارة الأعضاء البشرية

مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 %

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: برلمان كولومبيا يسخر منا

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: في محبة فيروز

 علي حسين اسمحوا لي اليوم أن أترك هموم بلاد الرافدين التي تعيش مرحلة انتصار محمود المشهداني وعودته سالما غانما الى كرسي رئاسة البرلمان لكي يبدا تطبيق نظريته في " التفليش " ، وأخصص...
علي حسين

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

 لطفية الدليمي العلمُ منطقة اشتغال مليئة بالسحر؛ لكن أيُّ سحر هذا؟ هو سحرٌ متسربلٌ بكناية إستعارية أو مجازية. نقول مثلاً عن قطعة بديعة من الكتابة البليغة (إنّها السحر الحلال). هكذا هو الأمر مع...
لطفية الدليمي

قناطر: أثرُ الطبيعة في حياة وشعر الخَصيبيِّين*

طالب عبد العزيز أنا مخلوق يحبُّ المطر بكل ما فيه، وأعشق الطبيعة حدَّ الجنون، لذا كانت الآلهةُ قد ترفقت بي يوم التاسع عشر من تشرين الثاني، لتكون مناسبة كتابة الورقة هذه هي الاجمل. أكتب...
طالب عبد العزيز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

إياد العنبر لم تتفق الطبقة الحاكمة مع الجمهور إلا بوجود خلل في نظام الحكم السياسي بالعراق الذي تشكل بعد 2003. لكن هذا الاتفاق لا يصمد كثيرا أمام التفاصيل، فالجمهور ينتقد السياسيين والأحزاب والانتخابات والبرلمان...
اياد العنبر
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram