يؤكد الناشط المدني الدكتور جاسم الحلفي، ان الشعب العراقي شعب واعٍ ومثقف مثلما يعي أهمية دور الحركات الاجتماعية التي تحاول التغيير، مبيناً الفرق بينها وبين منظمات المجتمع كون الأخيرة تريد التغيير وليس الوصول الى السلطة.جاء كلام الحلفي هذا خلال ا
يؤكد الناشط المدني الدكتور جاسم الحلفي، ان الشعب العراقي شعب واعٍ ومثقف مثلما يعي أهمية دور الحركات الاجتماعية التي تحاول التغيير، مبيناً الفرق بينها وبين منظمات المجتمع كون الأخيرة تريد التغيير وليس الوصول الى السلطة.
جاء كلام الحلفي هذا خلال الامسية الاحتفائية التي أقامها له نادي القراءة في كربلاء بمناسبة صدور (كتابه الحركات الاجتماعية في العراق ). في بداية الأمسية قال مقدمها القانوني قيصر الشمري، إن المتتبع للواقع الثقافي العربي والغربي وتحديداً في العلوم السياسية والاجتماعية وبما يتعلق بالحركات الاجتماعية، يجد أن هنالك اهتماماً فكرياً كبيراً بهذا الموضوع لتعلقه بحياة الفرد والجماعة، أما في العراق فيوجد نقص وعدم اهتمام بسبب تعاقب السياسات المعروفة عليه، وأضاف أن الكتاب يعد وثيقة قد تفتح الباب واسعاً لباحثين آخرين للتعمق بموضوع الحركات الاجتماعية .
وتحدث بعدها الحلفي الذي بدأ في الحديث عن تاريخية الكتاب التي لم تـأت في هذا الوقت، بل انه مخطط له منذ فترة.. مقسماً حديثه على عدة فقرات أو اقسام، حيث تداخل السياسي بالتاريخي والحديث عن المظهرات ومشاركة القوى الفاعلة فيه وأفق التغيير والحرب على الإرهاب والأزمة البنيوية التي تعصف في البلد وكذلك الجذور الفكرية لحركة الاحتجاج وعلاقة التيار المدني مع التيار الصدري وتطورها وقاعدتها التي تستند إلى تحقيق المطالب المشروعة للمواطن، مؤكداً أن ما يمر به العراق ليس اسقاطاً ثقافياً بل جاء بسبب المحاصصة والاعتماد على النهج الطائفي والذي تسبب بخراب البلاد، موضحاً أن الكتاب جاء لسد الفراغ الفكري في الشارع الثقافي العراقي من هذه الناحية، كما سعى إلى تأطير الحركات الاجتماعية فكرياً لتأخذ حصتها من التحليل والتفكيك والدراسة.. ولفت الى أن الحركات الاجتماعية في العالم بدأت من خلال افعال فردية ثم تحولت الى وعي ثقافي عام وجمعي كما حصل في فرنسا وأمريكا والبرازيل وغيرها من دول العالم.. وبيّن أن الحركات الاجتماعية في العالم قد تكون تختلف عنها في العراق، مشيراً الى أن المجتمع العراقي مجتمع حيوي غير منكفئ وهو بحاجة الى تفعيل لكل الإرث التاريخي.. وبيّن أن منظمات المجتمع المدني هي الاساس في سد الفراغ في الحراك ولكنها منظمات لا تسعى للسلطة على العكس من الاحزاب التي تسعى للوصول الى السلطة لكي تكون لها برامج للتغيير. ومضى يقول إن الحركات الاجتماعية هناك ما هو قديم منها وما هو جديد تبعاً للتطور الذي يحصل في العالم وهي لم تعد كما كان في السابق، حيث تنطلق ربما من افعال فردية.. ثم انتقل الى الحديث عن الواقع السياسي في العراق بعد العديد من المداخلات التي ابداها جمع كبير من مثقفي المدينة والتي انصبت اغلبها عن العلاقة بين التيار المدني والتيار الديني، بعد أن تطرق الى أن المظاهرات بدأها التيار المدني في مواجهة الفساد لأنه لا يمكن ان يحدث التغيير دون محاربة الفساد والقضاء عليه مثلما تحدث عن التأثيرات الاقليمية والانتخابات وعلاقته بالتيار الصدري وكيف أن هذا التيار لبّى مطالب التيار المدني في رفع العلم العراقي في المظاهرات لأن ما يتم طرحه من شعارات تهم المواطن العراقي البسيط وهم اغلب المنتمين الى التيار .. وأكد الحلفي أن السبب الرئيس في الأزمة السياسية يكمن في اعتماد النخب الحزبية لمبدأ المحاصصة وهذه النخب تريد إدخال العراق من أزمة الى أزمة لكي تبقى الأزمة..
وتابع حديثه عن الحركات الاجتماعية وقال إنها موجودة حتى في الانظمة المتقدمة، وهناك منظمات مجتمع واحزاب وتظهر فيها الحركات لأنها في لحظة تحول وتطور في البلدان هذه سواء المتقدمة منها أو غيرها تظهر منظمات تستفيد من لحظة التحدي ويظهر الشعب تلقائياً بصورة عفوية غير منظمة أو منظمات تطرح مطالب وتنتقل السلطة الى هذا النمط الموجود.
