TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > دعوة للزيارة .

دعوة للزيارة .

نشر في: 18 يونيو, 2017: 09:01 م

1- ٢

شعور مبهم  ينتاب الزائر وهو على مشارف المدينة المتلفعة  ببردة التاريخ ،، المتسربلة بتضاريس  الجغرافيا ….. هذي مدينة فريدة ، لا تبوح بآسرارها طواعية  إلا للثقاة الذين خبروا آسباب البلوى وعاشوا  قرارة  الإحزان .
كل شبر في شعابها ، كل جدار ، كل كوة في جدار . كل نهير وشجرة ، كل قبة ومنارة . كل ضريح وبيارة ، .لكل من هؤلاء ذاكرة ، لو أتيح لها ان تنطق ، لألحقت حكاياها بالأساطير .
كربلاء،،،،، كربلاء ، إسم يستفز  الذاكرة لتستعيد  وقع خبب الخيل وصليل السيوف ، ومشاهد نقيع الدم والدموع في واقعة  ((الطف )) تلك الواقعة التي غيّرت مسار التاريخ  العربي الإسلامي ، فمن يدري ماذا كانت ستؤول  إليه الحال ، لو تمت مبايعة الحسين (ع)خليفة للمسلمين ، وإنهيار كرسي الحكم الذي تربع عليه يزيد بن معاوية ؟؟
……….
كربلاء.. للإسم  رجع موجع ، ( دعك من رواية تذكر  إن الإمام علي بن ابي طالب ( ع)  حين مر بالمدينة وسأل عن إسمها ، فآعاد ترديد الإسم  بشجن :: كرب وبلاء ،
الثوابت التاريخية تؤكد إن لإسمها الأصلي ارتباط باللغة  الآرامية  القديمة ( كارابيلا ) اي سور الإله ،، او ان لها صلة باللغة الآشورية ( كاربلاتو ) آي حرم الله ، او ،، او ، وكيفما كانت الروايات او تعددت ، فالثابت انها كانت قبل الفتح الإسلامي ارضا مقدسة لكثير من الديانات القديمة ،، يؤكد هذا الرأي كثرة المعابد والصوامع  والأواوين …..
بعد إستشهاد الحسين ( ع ) وصحبه في واقعة  الطف الشهيرة ( عام ٦١ّّ هجرية ) بدآت تتشكل  ملامح قرية ، كان قبر الحسين  أيقونتها ، حيث أقيم فوق القبر بناء مسقف يحيط به فناء  للصلاة ، سرعان ما بدأت القرية بالنمو ، بعدما غدا القبر مزارا للتبرك ،، مما نبه الخليفة هرون الرشيد ،، خوف الفتنة ، فحمله  الخوف لهدم القبر والمسجد والبيوت و زرع الأرض بالنخيل والشجر ، وكان ذلك عام ( ١٩٣ هجرية ).. ويبدو إن المأمون إستشعر الخطأ الذي ارتكبه والده ، فآمر بإعادة بناء المرقد والمسجد وسمح للسكان بإقامة بيوتهم حوله ، وبمجئ المعتصم عاود مسلك الأب عندما بلغه إن الناس تلوذ بالقبر للتبرك وطلب الشفاعة ، وعقد الإجتماعات … ظل القبر بين كر وفر بين الذين تعاقبوا على سدة الحكم من بني العباس ، كالمتوكل والمنتصر و،، و،،  
يتبع……..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram