1- ٢
شعور مبهم ينتاب الزائر وهو على مشارف المدينة المتلفعة ببردة التاريخ ،، المتسربلة بتضاريس الجغرافيا ….. هذي مدينة فريدة ، لا تبوح بآسرارها طواعية إلا للثقاة الذين خبروا آسباب البلوى وعاشوا قرارة الإحزان .
كل شبر في شعابها ، كل جدار ، كل كوة في جدار . كل نهير وشجرة ، كل قبة ومنارة . كل ضريح وبيارة ، .لكل من هؤلاء ذاكرة ، لو أتيح لها ان تنطق ، لألحقت حكاياها بالأساطير .
كربلاء،،،،، كربلاء ، إسم يستفز الذاكرة لتستعيد وقع خبب الخيل وصليل السيوف ، ومشاهد نقيع الدم والدموع في واقعة ((الطف )) تلك الواقعة التي غيّرت مسار التاريخ العربي الإسلامي ، فمن يدري ماذا كانت ستؤول إليه الحال ، لو تمت مبايعة الحسين (ع)خليفة للمسلمين ، وإنهيار كرسي الحكم الذي تربع عليه يزيد بن معاوية ؟؟
……….
كربلاء.. للإسم رجع موجع ، ( دعك من رواية تذكر إن الإمام علي بن ابي طالب ( ع) حين مر بالمدينة وسأل عن إسمها ، فآعاد ترديد الإسم بشجن :: كرب وبلاء ،
الثوابت التاريخية تؤكد إن لإسمها الأصلي ارتباط باللغة الآرامية القديمة ( كارابيلا ) اي سور الإله ،، او ان لها صلة باللغة الآشورية ( كاربلاتو ) آي حرم الله ، او ،، او ، وكيفما كانت الروايات او تعددت ، فالثابت انها كانت قبل الفتح الإسلامي ارضا مقدسة لكثير من الديانات القديمة ،، يؤكد هذا الرأي كثرة المعابد والصوامع والأواوين …..
بعد إستشهاد الحسين ( ع ) وصحبه في واقعة الطف الشهيرة ( عام ٦١ّّ هجرية ) بدآت تتشكل ملامح قرية ، كان قبر الحسين أيقونتها ، حيث أقيم فوق القبر بناء مسقف يحيط به فناء للصلاة ، سرعان ما بدأت القرية بالنمو ، بعدما غدا القبر مزارا للتبرك ،، مما نبه الخليفة هرون الرشيد ،، خوف الفتنة ، فحمله الخوف لهدم القبر والمسجد والبيوت و زرع الأرض بالنخيل والشجر ، وكان ذلك عام ( ١٩٣ هجرية ).. ويبدو إن المأمون إستشعر الخطأ الذي ارتكبه والده ، فآمر بإعادة بناء المرقد والمسجد وسمح للسكان بإقامة بيوتهم حوله ، وبمجئ المعتصم عاود مسلك الأب عندما بلغه إن الناس تلوذ بالقبر للتبرك وطلب الشفاعة ، وعقد الإجتماعات … ظل القبر بين كر وفر بين الذين تعاقبوا على سدة الحكم من بني العباس ، كالمتوكل والمنتصر و،، و،،
يتبع……..