adnan.h@almadapaper.net
من علامات فساد العمل السياسي اتجاه السياسيين - ومعهم ، بالضرورة، أتباعهم الجاهزون والمتحفزون رهن الإشارة والطلب – نحو شيطنة ليس فقط المعارض والمنافس وإنّما أيضاً المخالف في الموقف والمختلف في الرأي، وكل ما يأتي به وينجم عنه.
أمس اختتم رئيس الوزراء حيدر العبادي زيارته الرسمية إلى السعودية وانتقل في الحال إلى إيران ليطير بعدها إلى الكويت مختتماً بها جولته الإقليمية. ويوم أمس كان هناك من يواصل شيطنة زيارة العبادي إلى السعودية بالذات، فأحد نواب ائتلاف دولة القانون (الذي ينتمي إليه العبادي وحزبه!!) يحمل على الزيارة ويعيب على العبادي إجراءها واصفاً السعودية بأنها "مملكة الشر"، وهذا تعبير غالباً ما يستخدمه مسؤولون إيرانيون ووسائل الإعلام الإيرانية الحكومية.
البيان الصادر عن الزيارة يُظهر أنّ مصالح عراقية رئيسة ستتحقّق "في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والطاقة".
البيان يعكس تعبير الطرفين عن سعادتهما بحصول "نقلة نوعية في العلاقات" بين البلدين، ونوّه بـ "الروح البنّاءة التي سادت المباحثات" و"تمّ الاتفاق على تكثيف العمل المشترك لمواجهة هذه التحديات وفي مقدمتها مكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب بأشكاله وصوره كافة، وأكد الجانبان أهمية تجفيف منابع الإرهاب وتمويله، والالتزام بالاتفاقيات والتعهدات التي تُلزم الدول بهذا الخصوص. وقد عبّر البلدان عن تصميمهما على مواصلة جهودهما الناجحة لمحاربة التنظيمات الإرهابية وخاصة تنظيم داعش الإرهابي الذي طالت أعماله الإجرامية الآمنين في البلدين. وأكد البلدان إدانتهما جميع الأعمال التي تمسّ أمن واستقرار البلدين والمنطقة، وشدّدا على ضرورة نبذ روح الكراهيّة والعنف والتمييز الطائفي والتأجيج المذهبي" .. وهذا كلام في غاية الأهميّة، وهو المطلوب عراقيًّ بالذات، فالإرهاب هو الخطر الرئيس الذي يواجه المجتمع العراقي والدولة العراقية الآن والى حين على المدى المنظور.
وثمّة خطوة مهمة على صعيد العلاقالت الثنائية قد أُنجِزت في الزيارة حيث "اتفق البلدان على تأسيس مجلس تنسيقي بينهما للارتقاء بالعلاقات إلى المستوى الستراتيجي المأمول وفتح آفاق جديدة من التعاون في مختلف المجالات بما في ذلك السياسية والأمنية والاقتصادية والتنموية والتجارية والاستثمارية والسياحية والثقافية وتنشيط الشراكة بين القطاع الخاص في البلدين ومتابعة تنفيذ ما يتم إبرامه من اتفاقيات ومذكرات تفاهم لتحقيق الأهداف المشتركة".
ومن منجزات الزيارة أنّ رئيس الوزراء والوفد المرافق له سمعوا كلاماً مُبهِجاً على صعيد النظرة إلى القدرات العراقية البشرية والمادية، فالبيان الصادر عن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء عن نتائج اجتماع مع ولي ولي العهد السعودي ينقل عن الأخير تأكيده "أنّ للعراق مقوّمات للنجاح أكثر من المملكة، ومن موقع متميز وعقول مميزة ونهرين، وأن المملكة جاهزة للوقوف معه، إذ لا توجد بينها وبين العراق أية خلافات حقيقية، عادّاً التعاون بين البلدين نقطة تحوّل مهمة في المنطقة".
أيّ عيب في هذا؟ .. سيكون من دواعي السرور أيضاً أن ينجح العبادي في الحصول على مواقف واتفاقات كهذه من إيران والكويت ومن سائر دول الجوار، فبهذا سيؤمِّن العراق لنفسه انتقالاً مريحاً وسريعاً إلى مرحلة السلم الدائم والأمن الراسخ وإعادة الإعمار والتنمية، التي يتطلّع لإنجازها بعد القضاء على داعش.
اليوم أو غداً يعود العبادي إلى بغداد .. المؤكد أنْ لا رجس من عمل الشيطان سيكون معه!