TOP

جريدة المدى > عام > موسيقى السبت: الذكرى الـ 250 لوفاة تلمان

موسيقى السبت: الذكرى الـ 250 لوفاة تلمان

نشر في: 1 يوليو, 2017: 12:01 ص

يصادف يوم غد الذكرى اليوبيلية الخمسين بعد المئتين لوفاة جورج فيليب تَلَمان (1681 – 1767)، أشهر الموسيقيين في عصره. يعد تَلَمان أحد أكثـر المؤلفين الموسيقيين إنتاجاً، إذ كتب خلال حياته المديدة ما يزيد عن ثلاثة آلاف عمل موسيقي، وهذا إنجاز قياسي ب

يصادف يوم غد الذكرى اليوبيلية الخمسين بعد المئتين لوفاة جورج فيليب تَلَمان (1681 – 1767)، أشهر الموسيقيين في عصره. يعد تَلَمان أحد أكثـر المؤلفين الموسيقيين إنتاجاً، إذ كتب خلال حياته المديدة ما يزيد عن ثلاثة آلاف عمل موسيقي، وهذا إنجاز قياسي بحق على امتداد تاريخ الموسيقى الأوروبية.

ولد تَلَمان في ماغدَبورغ بسكسونيا – آنهالت ودرس في مدارسها، وهناك ألف أول أعماله منها اوبرا وهو في عمر 12 سنة. انتقل للدراسة في هِلدَسهايم (سكسونيا السفلى)، حيث ألّف أعمالاً موسيقية للمدرسة وكتب أعمالاً دينية للمدرسة الثانوية التي درس فيها. ومن هناك انتقل لدراسة الحقوق في لايبتسغ لكنه قرر فيما بعد تكريس حياته للموسيقى، وكان هذا خير ما فعل. تعرف على باخ في لايبتسغ، وأصبح لاحقاً عرّاب ابنه كارل فيليب إيمانويل (وقد منح اسم فيليب لهذا السبب)، كما تعرف على الموسيقار الألماني العبقري الآخر، هَندل.
ارتبطت مدينة هامبورغ الشمالية بتَلَمان في شكل وثيق، فقد عمل هناك من 1721 حتى وفاته سنة 1767. وكانت مهمته هناك قيادة الحياة الموسيقية في المدينة وتأليف الموسيقى للكنائس الخمس وكذلك للأدميرالية. لكن تعيينه هناك لم يكن مريحاً في البداية بسبب تذمر الكنائس من موسيقاه التي عدّوها دنيوية زيادة عن الحد، ولضعف مرتبه. لهذا تقدم تَلَمان للحصول على منصب منشد كنيسة توماس في لايبتسغ سنة 1722 الذي أصبح شاغراً بسبب وفاة عازف الأورغن الشهير يوهان كوناو (1660 – 1722)، وحصل عليه بالفعل، لكنه لم يلتحق بالعمل بعد أن اتفق مع السلطات في هامبورغ على زيادة مناسبة في مرتبه. وهذه المرة الثانية التي يسدي فيها تَلَمان معروفاً لتاريخ الموسيقى، إذ جرى تعيين صديقه يوهان سيباستيان باخ محله منشداً لكنيسة توماس في لايبتسغ.عرف تلمان بتنوع اسلوبه، واسلوبه المبتكر في التأليف، رغم أنه لم يدرس الموسيقى دراسة منهجية بل اعتمد على قدراته الذاتية لتطوير مهاراته، ويمكن القول أنه علم نفسه بنفسه إلى حد كبير. تأثر بالموسيقى الإيطالية والألمانية بالدرجة الأولى، لكنه تعرف عن كثب على الموسيقى البولونية الشعبية خلال عمله لفترة قصيرة في 1705 – 1706 عند أحد النبلاء في سوراو (جاري في بولونيا اليوم وكانت ضمن ألمانيا وقتها)، ثم تأثر كثيراً بموسيقى الفرنسي جان فيليب رامو أثناء زيارته باريس لثمانية أشهر بين 1737 – 1738. وتعود إلى تلك الفترة مجموعته الجميلة "الرباعيات باريسية".كتب تَلَمان أكثر من 1500 كانتاتا لمختلف المناسبات الكنسية، وعدد كبير من الكانتاتات لمناسبات اخرى كتدشين الأبنية أو تنصيب رجال الدين أو لمناسبات سياسية أو الوفاة أو الزواج أو افتتاح المدارس وما شابه. كما ألف 50 أوبرا، وأعمال لموسيقى الحجرة، وافتتاحيات جميلة وكونشرتات لمختلف الأدوات، منها واحدة من أجمل كونشرتات الفيولا إلى اليوم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

محمد جبير: اهتمامي بالرواية هو بسبب الحبّ الصافي لعروس الأجناس الأدبية

بورخيس،هايزنبرغ وإيمانويل كانت

نص ونقد.. العبور والانغلاق: قراءة في قصيدة للشاعر زعيم نصّار

موسيقى الاحد: عميدة الموسيقيين

النقد الأدبي من النص إلى الشاشة

مقالات ذات صلة

صورة الحياة وتحديات الكتابة من منظور راينر ماريا ريلكه
عام

صورة الحياة وتحديات الكتابة من منظور راينر ماريا ريلكه

كه يلان محمد الرسائل التي خطّها المشاهيرُ تضمُّ مُعطياتٍ قد تكملُ جوانبَ من مشروعهم الإبداعي وتكشفُ طقوسَهم في الكتابة ورؤيتَهم لما يجبُ أن يتصفُ به المبدعُ في حياته ومساره الفكري ومواقفه الإنسانية، كما أنَّ...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram