اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > زها حديد أكبر من مقتنيات علييف

زها حديد أكبر من مقتنيات علييف

نشر في: 1 يوليو, 2017: 09:01 م

يحمل كلُّ عراقي زار باكو، في البوم تذكّره للمدينة صورةً أو أكثر لمركز حيدر علييف، الصرح المعماري الأبرز في العاصمة الآذربايجانية، الذي صممته المهندسة زها حديد، لا أريد أنْ أؤكد عراقيتها، فهي بعلم الجميع، ومع أن المدينة تحفل بعشرات المعالم المعمارية الأستثنائية، فيطرز بناؤها الشرقي الاسلامي والشرقي الآسيوي وبين نمط العمارة الروسية والاوروبية الشرقية، بشكل خاص، فضلاً عن التحديث الواضح، والذي يقترب كثيرا من نمط العمارة الأميركية(ناطحات السحاب) إلا أنَّ المركز سيظل أوضح المعالم وأكثرها شهرة هنا، في باكو.
  يزعم بعض المعاينين  للمبنى الجميل، ممن لديهم الخبرة الهندسية، بأنَّ زها حديد اشتقت التصميم من حركة الموج، لِمَ لا، فباكو محاطة ببحر الخزر من أي مكان نظرت، ومن أول معاينة لك ستتضح لك حركة الموجة البيضاء. لكنك لن تجد واجهة واحدة، لتقف على مدخل المبنى، إذ كل واجهة مدخل بحري لجوف الموجة هذه، ولن يجد المعاين حدوداً معلومة من تلك التي يجدها في الاشكال الهندسية(المربع والمثلث والمستطيل..) أبداً، ستظل الموجة تندفع، تصعد وتصعد ثم تنحدر وتنحدر وتنحدر ولن تفاجأ بحركة السلالم، فهي أيضا صممت على شكل موج يتتابع، يبدأ من الحائط وينتهي أسفل قدمك، لذا ستجد الصعوبة بالغة في انتزاع خطاك.
  لن ياتِ الاحساس بالوطن من خلال مناسبة وطنية أو دينية، ولا حتى من مناسبات أعياد الاستقلال التقليدية، ولن يكون بتعليق صور الجنرالات ورجال السياسة والدين ومَقاتل المغامرين، أبداً. لن يأت بنخلة في جزرة وسطية أو من بئر نفط مخترق ولا حتى من الاتربة التي يثيرها القوّالون في مجالس الشيوخ ورجال المال السحت. أبداً، الاحساس بالوطن يأتي من خلال شعور المواطن بمواطنته الصدق والتفاخر بها، من خلال احساسه بانه المواطن رقم واحد، ولا أحد قبله، في الانتماء والحقوق. كلما دخلت سوقاً صحبة السائق بباكو، وسألته ما إذا كانت السلعة التي أنوي شراءها جيدة ام لا، يجيبني: أجل، نعم، هذه صناعة آذرية، وهي الاجود في السوق، وما مددت يدي الى أخرى إلّا وأثنى عليها وحببني لشرائها. وهي بالفعل، لم اشتر حاجة من طعام او شراب او ملبس إلا كانت بحق الأجمل والأصلح.
  أقول ذلك، وأنا أعاين العراقيين السائحين، الذين يزورون باكو وهم يقتعدون الأرض بانتظار فتح أبواب مركز حيدر علييف- كنت انتظر معهم- ثم، فتحت الابواب ودخل الناس، وجدت السائح العراقي غير معني بمقتنيات المركز. وبالفعل، هي تقليدية جداً، إذ كل ما عرض فيه عبارة عن تفاصيل دقيقة، ومملة أحيانا، عن حياة وشخص الزعيم علييف وأسرته، وهناك تفاصيل ومقتنيات عن حياة الناس وتاريخ الشعب الآذري. لقى وملابس وأدوات وغير ذلك، مما نجده في معظم المتاحف العالمية. بصراحة يمكنني القول بان المبنى، التحفة الفنية والمعمارية الذي انجزته العظيمة زها حديد كان أكبر وأكثر أهمية من كل معروضاته، وكان قبلة السائحين العراقيين. لنا أن نفخر بحق.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram