TOP

جريدة المدى > عام > الكاتب والمخرج صباح عطوان: مجالي الدراما ورواياتي من أهم الروايات العراقية

الكاتب والمخرج صباح عطوان: مجالي الدراما ورواياتي من أهم الروايات العراقية

نشر في: 3 يوليو, 2017: 12:01 ص

حياته الفنية بدأت من خلال الفرق المسرحية المدرسية، كتب أول مسرحية له في بداية الستينيات من القرن الماضي، ليُشكّل بعدها فرقة المسرح الشعبي، والتي قدمت اول اعمالها المسرحية وهي " مسرحية حسن أفندي" بعدها كانت انطلاقته الكبرى ككاتب درامي ومسرحي وسينمائي

حياته الفنية بدأت من خلال الفرق المسرحية المدرسية، كتب أول مسرحية له في بداية الستينيات من القرن الماضي، ليُشكّل بعدها فرقة المسرح الشعبي، والتي قدمت اول اعمالها المسرحية وهي " مسرحية حسن أفندي" بعدها كانت انطلاقته الكبرى ككاتب درامي ومسرحي وسينمائي وإذاعي، اضافة إلى ما اخرجه من اعمال، مبدأه هو "أن الفنان الشامل عبقري كبير" وقد نهج هذا المبدأ في أعماله التي عُرفت بتنوعها، ونستطيع القول أن عطاءه لم ينضب منذ عام 1954، حيث كتب أول مسرحياته، وحتى اليوم، الفنان والكاتب والمخرج صباح عطوان، قدم ما يقارب الـستة أفلام على صعيد الأعمال السينمائية، من بينها "زمن الحب، مكان في الغد، الباحثون، وأعمال اخرى". إضافة الى منجزه الدرامي الغزير والذي لم يقتصر على الانتاج العراقي بل عربياً وخليجياً، ومن اهم الاعمال الدرامية التي قدمها " جرف الملح، الدواسر، اعماق الرغبة، المتمردون، رجل فوق الشبهات، هذا هو الحب، وغرباء الليل وأعمال أخرى".

أما عن مسرحياته، فتضمنت خمسة أعمال مسرحية كتبها هو، وعملان آخران قام بإخراجهما والمسرحيات هي "حسن أفندي، العاطفة والاحتقار، الجسر، قصر الشيخ، وسيرك معاصر." اضافة الى اعمال اذاعية وبرامج تلفزيونية، ورغم هذا التاريخ والعطاء الكبير إلا أن صباح عطوان واجه مؤخراً حملة ابعاد من بعض الشبكات الاعلامية، في الوقت الذي يواجه الفن العراقي اكبر وعكة فنية له، وهو بحاجة إلى كبار الكُتاب والفنانين للنهوض بواقعه.
هذا الرجل بدأ أسفه للواقع الفني العراقي والتردي الدرامي الذي تشهده الساحة العراقية، وبدل أن تلجأ له المؤسسات الاعلامية، والدولة العراقية بمؤسساتها المسؤولة عن الثقافة والفنون، نجده يحارب من دون معرفة الاسباب، وضمن مهامنا الاعلامية التي توجب علينا تسليط الضوء على هذا التغييب الذي يواجهه الكاتب والمخرج صباح عطوان، وانطلاقاً من مسؤولية صحفية تحتّم علينا الكشف عن خبايا تغييبه، اجرت (المدى) حوارً معه  للحديث عن واقع الفن العراقي وما يواجهه اليوم، والحديث عن تغييب الدراما العراقية ككل عن الشاشة:
* كتبت في المسرح والتلفزيون والسينما والإذاعة، البعض يرى أن الكاتب حين يخوض بأكثـر من مجال فني يتعرض للضياع، فكيف كان بمقدورك إعطاء كل مجال حقه من خلال كتاباتك؟
- خطأ، مجالي هو الدراما، والدراما تأخذ شكل المسرح تارة،  أو الإذاعة،  أو السينما، تارة أخرى، أو حتى الموسيقى، بالنسبة للسمفونيات،  فالفنان  الشامل،  عبقري كبير،  خذي عصر النهضة و ليوناردو  دافنشي، فقد كان مخترعاً وفناناً مبدعاً، وكذلك شارلي شابلن، كان  ممثلاً وكاتباً، ومخرجاً،  وموسيقاراً،  ومصمماً للديكور .
كذلك في المجال العربي،  يوسف وهبي كان ممثلاً  وكاتباً ومخرجاً ومصمماً للموسيقى، وغيرهم الألوف لا مئات، وبالنسبة لي انا  كروائي اعتبرت روايتا "المس" و"تنومة"،  لي من أهم الروايات العراقية، حيث نفدتا من الأسواق بجميع طبعاتهما،  بل وقد ربحتا مادياً  حتى أني لا امتلك للآن نسخة واحدة  من تنومة، هذا بالإضافة إلى أعمالي الإذاعية المشهورة، وبرنامج  حذار  من اليأس،  لقد استمر أكثر من 12 سنة كأفضل برنامج إذاعي، خذي المسلسلات الاذاعية  كذلك والتي منها،  أبو ذر الغفاري،  عمار بن ياسر، مليون طلقة لرجل واحد، القبانجي، فتاة  في العشرين، ايام ضائعة، أعماق  الرغبة،       المتمردون، وغيرها   العشرات التي ذهبت إلى حدود الأطلسي  في المغرب وجدتها  تبث هناك.
أما اعمالي في التلفزيون، فأترك لكِ  الكلام عنها،  أما السينما والمسرح والصحافة، ثم اني رسام  وصياد سمك وشاعر أيضاً.
* بحسب خبرتك في مجال الأعمال الدرامية وخصوصاً أنك من الكتّاب الذين لهم باع طويل في هذا المجال، هل برأيك اليوم نمتلك جيلاً من كتاب الدراما الذين يُعتمد عليهم؟
- نعم هناك جيل يحاول أن يخلق شيئاً، لكن أعماله هي مشاريع ابتدائية للبورد الدرامي.
* عدم متابعة المشاهد للأعمال التلفزيونية العراقية اليوم هل يعود إلى تركيز الكتّاب والمخرجين على الموضوع السياسي والأمني العراقي الراهن مع إهماله للجانب التأريخي والاجتماعي والعاطفي؟  
- انا لا أشاهد أيّ عمل عدا بعض الحلقات البائسة التي ابعدتني تماماً عن الشاشة، لا أشاهد الآن شيئا سوى الجماعة 2، أتألم على التردي الذي نحن فيه وهو جزء من منظومة هائلة للفساد العام،  ولا أعتقد أن تحولاً ايجابياً يحصل في هذا المجال لاسيما والفكر الرجعي والانتهازي والنفعي والفاسد هو من يقود النشاط الابداعي، وقيل لي حسبك الله  فهو نعم  المولى  ونعم  النصير وانا اقول، التاريخ هو من يقيم هذه المرحلة وهو من سينصفنا منهم.
* بين الأمس واليوم، كانت ولاتزال الدراما العراقية مفتقرةً للموضوعات العاطفية، رغم وجود بعض الأعمال سابقاً عنيت بالموضوعات العاطفية إلا انها لم تتناولها كما ينبغي برأيك ما السبب وراء هذا؟
- أية عاطفة يا أختاه، العاطفة شجرة تين فاجتثوها، ذبحوها كما ذبحوا ناقة الله.
* في تصريح لك أن قناة العراقية الفضائية، وضعتك في القائمة السوداء هل هذا يعني أنها امتنعت عن إنتاج أعمالك الدرامية ولماذا؟
- إني اتهم الدولة العراقية بأنها هي من يفعل ذلك من خلال مؤسساتها ضد المفكرين. جاعلة من شبكة الإعلام يدها الضاربة
برغم انهم لو بحثوا في اتحاد كتاب نيويورك لوجدوا اسمي هناك، في قائمة مشرفة، بين كتاب الدنيا.
* منذ عام 2003 وحتى الآن لم نجد عملاً درامياً بمستوى الأعمال التي كانت تقدم سابقاً ورغم ندرة الأعمال التي قدمت بعد هذا العام، برأيك هل يعود السبب لغياب المؤدي" الفنان" أم لعدم وجود كاتب جيد كما في السابق؟
الكاتب السابق أن عنيتي شخصي  الفقير  لله  فأنا موجود، لكن  يؤسفني القول إن الدولة  العراقية، هي من تحارب نهاراً جهاراً  الكاتب الجيد والفنان الجيد وذلك من خلال شبكة  إعلامها  الذي يفضل الغث على السمين، أعاود القول أنا موجود، ولكن هناك قائمة سوداء للكفرة " امثالي " في  الشبكة قيل لي، أن اسمي هو  في مقدمة  الأسماء فيها رغم اني أرى أن الخلل ليس  فينا، بل أنهم هم التخلف ومافيه وعليه ويخرج منه، والا كيف ينتج توافه  الأشياء  وأهل الصنعة  يتفرجون. إن مايجري على  صباح عطوان هو نفس ما يجري على العراق من تآمر.
* أين صباح عطوان من دراما ما بعد 2003، وهل صدقاً ما يقوله البعض أن كتاباتك وجهّت للأعمال الخليجية بنسبة أكبر؟
- بعد عام 2003، أنجزت اعمالاً مهمة جداً لبعض القنوات، منها "سيدة الرجال، امطار النار، سنوات النار، ايوب، الرحيل، باشوات آخر زمن، رياح الماضي، هذا هو الحب، جحيم الفردوس، غرباء الليل، وأعمال اخرى غيرها." ولي مسلسل عراقي واحد لم يعجبني اخراجه وهو شموع خضر الياس،  إذن انا أنتجت لفضائية غير الشبكة العراقية عدداً كبيراً من الاعمال، أما بالنسبة للخليج فقد أنجزت لدولة الإمارات مسلسل عاطفة  الخوف، إضافة إلى برنامجي المشترك   6 حلقات تربوية، التعطل حصل بعد 2012 عندما أنتجت شبكة الإعلام العراقي عدداً هائلاً من الأعمال واستثنت أعمالي بقصد وقرار من مجلس الأمناء والشبوط، ومن ثم صمت الإدارة التي تلتهم برغم أن لديها عدداً من اعمالي،  فأنتجت اعمالاً فجّة  بدلاً عنها، وشهد فشلها الناس في رمضان.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. ميس

    احسن المسلسلات العراقيه واجملها على الإطلاق هو من قام بكتابتهاصباح غطوان اما المسلسلات العراقيه الان فهي تعيسه جدا لا إخراج ولا تمثيل ولا نص

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

محمد جبير: اهتمامي بالرواية هو بسبب الحبّ الصافي لعروس الأجناس الأدبية

بورخيس،هايزنبرغ وإيمانويل كانت

نص ونقد.. العبور والانغلاق: قراءة في قصيدة للشاعر زعيم نصّار

موسيقى الاحد: عميدة الموسيقيين

النقد الأدبي من النص إلى الشاشة

مقالات ذات صلة

صورة الحياة وتحديات الكتابة من منظور راينر ماريا ريلكه
عام

صورة الحياة وتحديات الكتابة من منظور راينر ماريا ريلكه

كه يلان محمد الرسائل التي خطّها المشاهيرُ تضمُّ مُعطياتٍ قد تكملُ جوانبَ من مشروعهم الإبداعي وتكشفُ طقوسَهم في الكتابة ورؤيتَهم لما يجبُ أن يتصفُ به المبدعُ في حياته ومساره الفكري ومواقفه الإنسانية، كما أنَّ...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram