قبيل سنوات الحصار على العراٍق ، واثناء إحتدامها ، لم تغفل السلطة الحاكمة متمثلة بالوزارات المعنية (( الصحة ، الداخلية ، الشؤون الإجتماعية ))عن خطورة المصير المحدق بالناس إثر تفاقم ظاهرة تعاطي المسكرات ( الخمرة والمخدرات ) . فآقدمت على إقامة الندوات والفعاليات وإصدار كراسات ..إلخ ، للتعريف بتلك النشاطات ، بغية الحد من تفاقم الظاهرة التي غدت ملفتة للنظر ، واعني بها ظاهرة تعاطي ..ليس الكحول فقط ، بل دخلت المخدرات بآنواعها على الخط ، علنا ، بعدما كانت الظاهرة محدودة ومتسترة …لتشكل خطرا ماحقا ومباشرا على اليافعين والبالغين معا . وتتسبب عن شل الوعي او تعطيله او
تشويشه…
كانت الظروف ملتبسة — آنذاك ــ (( ما اشبه الليلة بالبارحة !)). ما بين شحة في فرص العمل ، والعطالة الفاضحة ، وتسرب واضح من المدارس ، وضبابية مستقبل القادرين والمؤهلين ، وفقدان الأمل ، بالتزامل مع قلة الوعي،، او عنفوانه وحدّته،
……….
إستدرجت — آنذاك — للقيام ببحث ، بتكليف رسمي من وزارة الشؤون الإجتماعية ، لإعداد تقرير مستفيض عن تفاقم الحالة ، وإمكانية إدراج بعض الإقتراحات البناءة لإعتمادها في التقارير الموسعة الجديدة التي تعتزم الوزارة إصدارها لاحقا .
ووجدتني اغرق في تيه لا قرار له .. فالأرقام كانت تثير الهلع ، كلما صدمني رقم صغير . لطمني رقم اكبر … اتممت التقرير بعد جهد جهيد ..ليغفو فوق رف عال نهبة للعناكب والغبار .
…………..
بعضهم يشرب لينسى ،، بعضهم يشرب ليتذكر . بعضهم يشرب ليغالب الصحو بالخدر ، بعضهم ليقاوم الضعف بالإنتشاء ، و…
هناك فئة تشرب .. فلا تنام ولا تصحو . لا تنسى ولا تتذكر .
البعض — وهم اكثرية ــ سكارى بلا كآس مدام ، ولا نديم ، ولا جرعة مخدر ،
اولئك من ينتشلهم من مغبة الصحو ، وتمام الوعي ؟؟ من ؟
سكارى ! .
[post-views]
نشر في: 2 يوليو, 2017: 09:01 م