أعلن الفنان التشكيلي فيصل لعيبي صاحي، افتتاح أمسية المقهى الثقافي بحضور 70 ضيفاً وزبوناً من زبائن المقهى الكرام. مرحّباً بالضيوف ومهنئاً بالعيد، متمنياً للجميع الحياة الحلوة والأيام السعيدة، ومنوهاً الى أن الأمسية اليوم، هي لشخصية عزيزة على المقهى وش
أعلن الفنان التشكيلي فيصل لعيبي صاحي، افتتاح أمسية المقهى الثقافي بحضور 70 ضيفاً وزبوناً من زبائن المقهى الكرام. مرحّباً بالضيوف ومهنئاً بالعيد، متمنياً للجميع الحياة الحلوة والأيام السعيدة، ومنوهاً الى أن الأمسية اليوم، هي لشخصية عزيزة على المقهى وشغيلته وواحدة من الذين دعموا ويدعمون المقهى دائماً. وقد أصدرت قبل فترة محكياتها. وسنحتفي بها وبمحكياتها (انتظار السمرمر) معكم هذه الليلة. ففيحاء السامرائي قدمت في منتجها الأخيرهذا شيئاً من الخصوصية والتمايز عن بقية الحكايات أو الروايات أو القصص التي كنا قد تعودنا على قراءتها أو الإطلاع عليها، وسنتعرف على سر هذه المحكيات ونتناقش حولها .
وقال الروائي لؤي عبد الاله، معكم نحتفل اليوم بصدور كتاب الزميلة فيحاء السامرائي، واتمنى أن يكون هذا تقليد عندنا، أن نحتفي ونحتفل بالإصدارات الجديدة للزملاء والزميلات. فهذا يدفعنا للقول بوجود مجتمع ذي مناخ أو خصائص مشتركة بدأ يتشكل خلال الثلاثين سنة الماضية، بل أكثر..
هناك ثلاث نقاط أودّ أن أشير اليها.. فخلال قراءتي محكيات "انتظار السمرمر"، خصوصاً المحكية الثانية، وهي تحمل اسم "غبار العجز" وربما كان الأفضل تسميتها "غبار الزمن" شعرت أن هناك صدمة تتكرر دائماً تقريباً، أو غالباً، في النصوص الأدبية سواء كانت روايات أو قصصاً أو سيرة أدبية أو مذكرات.. وهذه الصدمة بالذات هي صدمة الـ 79، واذا لم تكن صدمة الـ79، فلنقل هي الصدمات التي سبقتها في الـ63 أو 69 أو70 كل هذه الصدمات تشير الى حقيقة أن العقل المنفي العراقي، ليس محكوماً بالزمن التاريخي، إنما هو محكوم بالزمن العقلي، وما أعنيه بالزمن العقلي أن هذه الصدمات بقيت متكلسة في روح الأديب أو في روح الكاتب، وكأن ما يمكن تسميته بالفاصلة الزمنية أو الزمن التاريخي غير موجود. فنحن الآن أمام ذاكرتين أو لنقل امام طريقتين للتلقي، طريقة تلغي ما حدث من صدمة سابقة لأنها تتهيأ للصدمة القادمة من تفجير أو قتل اواعتداء.. وذاكرة جمدت على سنة محددة وهي مثلاً سنة 79.
في المحكية الثانية هناك إضاءة لما تعرضت له بعض المدرسات لرفضهن أن يصبحن بعثيات أو لربما لهن علاقة مع الحزب الشيوعي، وهذا غير واضح بالعمل بشكل مباشر، أدخلن الى السجن وتعرضن للتعذيب..الخ، هذه الحالة تتكرر بعد ذلك في المحكية السادسة والتي هي عبارة عن رسالة لأخت الشخصية الرئيسة في العمل (نيدابا) تتكلم فيها عن الفترة الممتدة مابين 1979-2003 وهذه صدمة اخرى يمكن اعتبارها وكأنها شهادة منتزعة من منظمة عالمية لحقوق الإنسان عما حدث في العراق، في الفترة التي غابت فيها الشخصية الأساسية، البطلة.
ثم دعا الكاتب لؤي الكاتبة فيحاء، لقراءة نص تفتتح فيه الأمسية، وطالما أننا نعيش أجواء العيد، ليكن مشهداً يعبر عما أسميته المحاكاة الساخرة.
شكرت فيحاء ورحّبت بالحضور الكرام والمقهى والكاتب لؤي عبد الإله على الاستضافة والتقديم، وتمنّت لجميع الحضور أياماً سعيدة وكل عام وأنتم بخير.. وقرأت فقرات عن شخصية (فارس) وهي شخصية تبسيطية، تنتمي حديثاً لحزب الطبقة العاملة ومنذ اول موعد له مع مسؤوله الحزبي، بدأ يفكر في توعية الشعب، فيلتقي وهو في طريقه الى لقاء رفيقه، ببائع الكاكاو (فستق عبيد) ويحاول إقناع البائع بتغيير إسمه الى فستق الكادحين أو الطبقة العاملة، ويجري حديث بين طرفين لا يفهم احدهما الآخر، كإشارة للفهم السطحي لدى العديد من المنتمين للأحزاب من البسطاء ونواياهم النبيلة مع جهل أو عدم معرفة الطريق للوصول الى الناس، مما يجعل البائع يهرب من فارس وكلامه الغريب. حيث تبدو الفكاهة والسخرية واضحتين في حوار الطرشان كما يمكن تسميته.
كانت مداخلة الناقد عدنان حسين احمد، فتحدث عن المحكيات في مداخلته قائلاً :
" أسعدتم مساء .. وكل عيد وانتم بخير.. مداخلتي هي مقالة منشورة في الحوار المتمدن، سأختصرها قدر الإمكان.. وهي تحت عنوان (انتظار السمرمر..انطاق الأمكنة وإضفاء الصفات الإنسانية عليها) جاء فيها :" يمكن القول بأطمئنان كبير أن "انتظار السمرمر" هو نص روائي بامتياز، وليس محكيات، كما ذهبت الكاتبة. فالحكاية كما يعرّفها الكاتب والروائي البريطاني فورستر في كتابه المعنون بـ"أركان الرواية": "هي قص أحداث مرتبة في تتابع زمني "ص39 " ويورد فورستر ثلاث جمل للتفريق بين الحكاية والحبكة، لكنني سأكتفي بجملتين فقط، فإذا قلنا:"مات الملك، ثم ماتت الملكة بعد ذلك، فهذه حكاية لأنها تخلو من الحبكة.. أما اذا قلنا: "مات الملك، ثم ماتت الملكة حزناً" فهذه حبكة لأننا نكتشف أن سبب موتها هو حزنها على وفاة الملك". وهكذا نستطيع التمييز بسهولة بين الحكاية والقصة التي تنطوي على حبكة ما. سواء كانت بسيطة أم مركبة أم معقدة . وكتاب "انتظار السمرمر" يشتمل على حبكة رئيسة تضم المحكيات السبع برمتها، كما تنفرد كل محكية بحبكتها الخاصة، التي يمكن أن تقرأ كقصة طويلة. ويستطيع القارئ أن يقرأها أيضاً كقصص متواشجة، لكن القراءة الأنجح لهذا النص السردي المؤثر هي أن يقرأ كنص روائي متضّام".
وجاء دور الكاتب كريم كطافة المقيم في هولندا، كتسجيل (صورة وصوت).
قائلاً: "سأقتصر مداخلتي على تفصيلتين وجدتهما تستحقان الأشارة والتنويه عليهما، لقصر الوقت الممنوح لي بل والشحيح، الأولى تتحدث أو التقطت فيها علاقة، ربما انا أعثر عليها في كتاب سردي.. هي تلك العلاقة بين السرد والموسيقى.. من خلال الغناء.. كانت فيحاء ترسل لي مسوداتها ليس مرة واحدة، انما بالتقسيط.. فكانت ترسل مع كل مسودة رابطاً على (اليوتيوب) لإحدى الأغاني، في البدء لم أفهم الربط بين الأغنية المرسلة والمسودة (النص)، تعاملت في مستهل الأمر دون اهتمام .. لكن ما أثار انتباهي مواصلتها بالإرسال ..فاكتشفت أن تلك الأغاني هي جزء أساس من النص نفسه ، بل يكاد لحن الأغنية يسري في جسد النص لو تمعنا في القراءة مع سماع الأغنية.