فجأة يطلق الصوت الفيروزي تحية "لمين"، للذكرى الـ31 لرحيل الفنان الكبير عاصي الرحباني المبتكر والمهذب لهذا الصوت، اغنية قصيرة أدتها فيروز بصوتها الذي ازداد نضجاً ونضارة . " لمين" كتبت كلماتها ابنتها ريما ووزع لحنها فنان فرنسي وهي مقتبسة من اغنية للمغني الفرنسي الراحل جيليبر بيكو ..
اطلقتها ابنتها عبر اليوتيوب لتصرح للإعلام انها باكورة البوم عن عاصي الرحباني.. تحية حب ووفاء لهذه العبقرية التي لايجود بها الزمن.
وكان من الطبيعي بعد اطلاقها عبر المؤيدين والمعارضين عبر وسائل الاتصال الاجتماعي، عن تأييدهم أو تحفظهم عن هذه الاغنية التي لم تتجاوز الدقائق الثلاث التي يقول مطلعها " لمين بيبكي الحور- ليه الأرض بتدور، إلك أو الي أو مش لشي- مش لشي ولا أي شي".
واحتدم النقاش بين الاثنين وكل له حججه واسانيده، رغم انها لم تكن سوى تحية لـ (عاصي) بعد ثلاثين عاماً من رحيله، لكنهم لم يختلفوا ابداً على احقية فيروز بالغناء بصوتها الذي اشتقنا لجديده من 7 اعوام .. ولايعب الاقتباس أو يقلل من شأن فيروز، فلطالما جربوه هي والرحابنة عن موسيقات عالمية لم تقلل من شأن انجازهم بل ارتقت بالأصل المقتبس –بفتح التاء- الى مصافي الخلود.
اكثر من ستين عاماً ومازالت الاسماع تهفو لجديد فيروز، جديدها الذي لوهلة أثار حفيظة من ظنوا أن صوت فيروز يمكن أن يذعن لنمط أو قالب معين، ولكن سرعان ما تصالحوا مع هذا الجديد الذي صاغت ملامحه موهبة سليل التجربة التي وظفت الموهبة الفيروزية زياد رحباني، هذا الذي طوع الصوت الفيروزي بما يتلاءم وفلسفته الموسيقية، التي هي ليست سوى اعادة انتاج لعظمة التجربة الرحبانية، وهو ما جعل فيروز تشدو انها على (نفس المذهب ولو قدرتو زيدوا عليه).
ويكفي صوتها، انه جمع المجد من اطرافه، مثلما جمع معجبيها وعشاق هذا الصوت على اختلاف مشاربهم، هي التي لم تجد في سنوات حرب لبنان الاهلية الا أن تشدو في (كازينو لبنان) في شرق بيروت وفي الوقت نفسه في (البيكاديلي) في غربها مرة اخرى علها تجمع غرماء الشعب الواحد الذين توزعوا بين شرق الوطن وغربه ايام الحرب الأهلية في لبنان.
التجربة الفيروزية تجديد مستمر في الصورة والايقاع والتوافق الصوتي.. اكتملت في خضم تجارب موسيقية ولحنية تتسيد ساحة الغناء العربي من خلال اصوات عظيمة، أم كلثوم، عبد الوهاب، أسمهان، عبد الحليم، كارم محمود... وغيرهم.
ملامح يتجلى فيها الإيقاع السريع والتمرد على القوالب الشرقية المألوفة.. إيقاعات جاءت لتثبت خطل الرأي الشائع في قضية انفصال اللحن عن التوزيع بافتراض اكتمال الفكرة في ذهن الفنان لحناً، وصياغة، وتوزيعاً على الآلات بطريقة علمية وفنية.
صوت فيروز قلب التجربة الرحبانية، مثلما الرحابنة دليل هذا الصوت لارتياد الآفاق.. كان هذا الصوت محكاً لاختيار موهبة الرحابنة، كان الرحابنة التربة التي اينعت بها الثمرة الفيرزوية.
"لمين" تحية فيروز لذكرى عاصي
[post-views]
نشر في: 5 يوليو, 2017: 09:01 م
يحدث الآن
الأكثر قراءة
الرأي
مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض
د. فالح الحمــراني يتمحور فكر الكسندر دوغين الفيلسوف السوفيتي/ الروسي وعالم سياسي وعالم اجتماع والشخصية الاجتماعية، حول إنشاء قوة أوراسية عظمى من خلال اتحاد روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة في اتحاد أوراسي جديد ليكون محط جذب لدائرة واسعة من...