TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ظهور مكشوفة

ظهور مكشوفة

نشر في: 7 يوليو, 2017: 09:01 م

منذ ان دخلنا نفق الحروب ، ونحن ننتشي لافعال القوة .. ونرقص على انغام الاغاني الحماسية ونحن نودع ابناءنا الى ساحات القتال والموت..ومع تواتر السنين ، صارت مظاهرالقوة ملاذا لنا من الخوف من المجهول ، فبات بعضنا يتشبث بالسلطة ..بأية مهنة لها علاقة بها سواء بالقوات المسلحة او الامنية او حمايات المسؤولين عسى ان يحمل سلاحا او يرتدي بدلة رسمية تؤهله ليكون محميا في الشارع ..وبات بعض آخر ينتمي لكتل او احزاب تمده بالقوة والحماية ..أما من يفضل العيش بسلام وممارسة اعمال وهوايات يحبها وكسب رزقه بطرق شرعية حتى لو كان المكسب بسيطا فسيكون مكشوف الظهر أمام من تربى على ثقافة القتل ، ولن تبرر له سلميته وبراءته الخلاص من القتل بدون سبب ولأي سبب ..
خلال الاسبوع الفائت ، تعددت الاسباب وبقي الموت واحدا وقريبا جدا منا بل صرنا نشعر جميعا بأننا نوشك في اية لحظة ان نصبح زبائن لموت مفاجئ وسريع ومريع غالبا...
الفنان الشاب كرار نوشي مثلا قتل بايادي مجرمين يمارسون القتل كعقوبة لكل من يخالف افكارهم المتحجرة ..وماحدث بعد ذلك يخالف كل قوانين العالم التي تقول بان المجرم والقاتل لابد وان يلقى العقوبة ..العكس هو الصحيح في بلدنا فالمجرم حر وطليق ويمكنه ان يعاود الكرة ويقتل بريئا آخر دون عقاب أو حساب بينما تمارس العقوبة بحق كرار وغيره من الأبرياء لأسباب شتى ..
في نفس الاسبوع ، تعرض أحد المواطنين في سيطرة الصقورقرب الفلوجة لهيمنة القوة على الشارع العراقي فلم تشفع له براءته او محاولته العيش بسلام وأصبح ضحية لتهور رجل أمن استخدم سلاحه لفض الازدحام قبل ان ينتبه الى ان هناك خللا في تأمينه–كما ذكر قائد عمليات تحرير شرقي الانبار-الذي اعتبر حادثة القتل غير متعمدة ، في الوقت الذي يروي الاهالي فيه قصة مختلفة فالقتل حدث بعد مشادة كلامية مابين شاب كان ينوي عبور السيطرة ومنتسب في القوات الامنية انتهى بمصرع الشاب ..وهكذا كان للقوة حضورها في الشارع ليس لخدمة المواطن وتحقيق العدالة له بل لقتله –عن طريق الخطأ – ..
اسباب اخرى للموت وجدت لها مكانا خلال هذا الاسبوع كوفاة شرطي مرور في البصرة تحت تأثير موجة الحر لوقوفه عدة ساعات في حرارة الشمس التي بلغت درجتها اكثر من 50 درجة مئوية بملابس غير مناسبة وفي مكان خال من المظلات المرورية ..وهذا الرجل لم يقتل بيد مجرمة بشكل مباشر لكنه ذهب ضحية الاهمال الحكومي فلا من تقليص لساعات عمل شرطة المرور في الظروف الجوية ولامن عناية صحية تقيهم عوارض التعرض لضربة الشمس أوالتيفوئيد...واذا كان يمكن لاسرة قتيل سيطرة الصقور أن تحصل على فصل عشائري من اسرة المنتسب فمن سيدفع ثمن حياة شرطي المرور ؟...
انه الموت –السهل- الذي يتنقل كاللص بيننا في العراق ليختطف ارواحا بريئة تحت مسميات واسباب مختلفة كالقتل الطائفي ، واختلاف الافكار، والانفجارات ،بينما تبقى الضحية واحدة دائما ..(المواطن العراقي ..حين يكون مكشوف الظهر )!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. الشمري فاروق

    لماذا لا نقلد دول المناطق البارده وتساقط الثلوح من بناء مقصورات في تقاطعات الشوارع المهمه والتي تكثر فيها حركة المركبات لرجال المرور ...تقيهم شمس وحرارة الصيف وبرد الشتاء وتزويدهم باجهزة الاتصال والمراقبه وتسهيل سير امركبات ومراقبتها...ولا اقول بتزةيد ت

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram