يشهد العراق عمليات تطوير لحقوله النفطية التي تصل الى 18 حقلاً، وفيما لو استطعنا الحصول من كل حقل على 200 الف برميل أو أقل منها يومياً يعد ذلك انجازاً مهماً وكبيراً، خاصة وأن جميع هذه الكميات قد يجعل إنتاجنا النفطي يبلغ الـ 8 ملايين برميل يومياً، وهذا

يشهد العراق عمليات تطوير لحقوله النفطية التي تصل الى 18 حقلاً، وفيما لو استطعنا الحصول من كل حقل على 200 الف برميل أو أقل منها يومياً يعد ذلك انجازاً مهماً وكبيراً، خاصة وأن جميع هذه الكميات قد يجعل إنتاجنا النفطي يبلغ الـ 8 ملايين برميل يومياً، وهذا هو هدفنا للأعوام الخمسة المقبلة بحسب مختصين بالشأن النفطي، معتبرين في الوقت ذاته إعلان وزارة النفط، أمس الاحد، الوصول الى إنتاج الذروة في حقل الحلفاية النفطي ليبلغ 400 الف برميل باليوم، بإضافة (200 الف برميل) باليوم على الإنتاج الحالي للحقل يعد بالمقاييس العالمية حقلاً استثنائياً واكبر من عملاق نسبة للحقول الأخرى.
ويقول الخبير في الشأن النفطي حمزة الجواهري في حديث لـ (المدى)، إن أية عملية تطوير سواء أكانت ضمن عقود جولات التراخيص أم الجهد الوطني أم أية حقول اخرى، فإنها تحتاج الى وقت طويل يمتد من ثلاثة الى عشرة اعوام وربما اكثر من ذلك، بحسب حجم الحقل وحجم التحديات التي قد تواجه المطوّرين للحقل، لذلك فإن كل يوم يمر بتطوير أي حقل لابد ان يشهد زيادة بالإنتاج كما يشهد مشاريع جديدة ومراحل جديدة لعمليات التطوير بهذا الحقل أو ذاك.
يذكر أن العراق أبرم تعاقدات استثمارية بمليارات الدولارات مع شركات عالمية من خلال ما أطلق عليه جولات التراخيص خلال أعوام 2007 و2011 و2012.
ويؤكد الخبير النفطي الجواهري: أن حقل الحلفاية حتى يصل الانتاج به الى 400 الف برميل باليوم، فهذا بالمقاييس العالمية يعتبر اكبر من عملاق، بل ويعد استثنائياً نسبة للحقول الاخرى، من جهة أخرى، فإن حقل الحلفاية من حيث المساحة ومن حيث تعدد المكامن  يعتبر كبيراً جداً، موضحاً: وهنا فإن من يضع برامج التطوير للحقول خاصة اذا كانت بهذا الحجم، فهو لا يأتي مرة واحدة لتطوير حقل قد يكلف 20 أو 30 مليار دولار، بل ذلك لابد ان يحتاج الى جهود كبيرة جبارة ومعدات وأشخاص كثيرين للعمل عليه، لذلك فإن التطوير عادةً يتم على مراحل خاصة اذا كان الحقل بهذا الحجم العملاق.
ويؤكد الجواهري، أن العراق لديه الآن من ما يقارب الـ17 الى 18 حقلاً تحت التطوير وكل حقل منها يمكن له أن ينتج 200 الف أو حتى 100، أو 50  الف برميل باليوم، فهو ايضاً يعد أمراً جيداً، لأن جمع هذه الكميات تجعلنا نصل بالإنتاج الى 7 أو 8 ملايين برميل يومياً، وهذا هو الهدف النهائي الذي يجب أن نصل له، لكن ذلك لا يتم دفعة واحدة بل وفق مدة انتهاء تطوير هذه الحقول.
وكان وزير النفط جبار اللعيبي  الذي أكد، أمس الاحد، خلال وضع حجر الاساس لتطوير حقل الحلفاية النفطي بمحافظة ميسان لمرحلته الثالثة والاخيرة من مشروع برنامج التطوير النفطي، حرصت وزارة النفط  على تطوير الحقول النفطية في محافظة ميسان والمحافظات الأخرى من خلال تنفيذ الخطط والبرامج التطويرية بالتعاون مع الشركات العالمية في العراق.
واضاف اللعيبي ايضاً: أن المرحلة الثالثة والاخيرة من مشروع برنامج تطوير حقل الحلفاية النفطي ستسهم بالوصول الى إنتاج الذروة الذي يبلغ 400 الف برميل باليوم، وذلك بإضافة (200 الف برميل) باليوم على الإنتاج الحالي للحقل الذي يبلغ حالياً أكثر من 200 الف برميل باليوم، والذي تحقق بفضل عمليات  التطوير في المرحلتين  الأولى والثانية، مؤكداً أن المرحلة الثالثة من المشروع تتضمن إنشاء مجمع المعالجة الذي يتكون من (4) ضفاف عازلة ونصب مبادلات حرارية وعازلات و(4) خزانات كبيرة سعة (30) ألف متر مكعب ، وإنشاء خطوط جريان مختلفة الأغراض مثل النفط والغاز والماء ونصب محطة توليد للطاقة الكهربائية خاصة بالمشروع، فضلاً عن إنشاء شبكات الانابيب لنقل النفط الخام والغاز والمياه، وانشاء أبنية للسيطرة والإدارة وغير ذلك .
يذكر أن حقل الحلفاية النفطي يشهد عمليات تطوير كبيرة  من قبل شركة بتروجاينا الصينية الذي فازت بتطوير الحقل ضمن جولات التراخيص الثانية  للوصول الى إنتاج الذروة البالغ 400 ألف برميل يومياً من النفط وإنتاج كميات كبيرة من الغاز في نهاية العام 2018.
وعرض العراق حقوله النفطية خلال جولة التراخيص الاولى والثانية للتطوير من قبل شركات عالمية للتوصل إلى إنتاج ما لا يقل عن 11 مليون برميل يومياً، في غضون السنوات الست المقبلة، والى 12 مليون برميل يومياً بعد إضافة الكميات المنتجة من الحقول الأخرى بالجهد الوطني.