TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > محاولة الانقلاب لا تزال تلقي بظلالها على علاقات تركيا مع الغرب

محاولة الانقلاب لا تزال تلقي بظلالها على علاقات تركيا مع الغرب

نشر في: 12 يوليو, 2017: 12:01 ص

بعد الانقلاب الفاشل في تموز/يوليو الماضي، كانت تركيا تتوقع دعما ثابتا من الغرب لكن ما حدث هو العكس ،إذ ان حملات التطهير التي تلته والهجمات التي يشنها الرئيس رجب طيب أردوغان جعلت العلاقات بين الطرفين أسوأ.وما زاد من تعقيد الوضع سعي أردوغان لتعزيز سلطت

بعد الانقلاب الفاشل في تموز/يوليو الماضي، كانت تركيا تتوقع دعما ثابتا من الغرب لكن ما حدث هو العكس ،إذ ان حملات التطهير التي تلته والهجمات التي يشنها الرئيس رجب طيب أردوغان جعلت العلاقات بين الطرفين أسوأ.
وما زاد من تعقيد الوضع سعي أردوغان لتعزيز سلطته الى حد كبير في استفتاء فاز فيه في نيسان/أبريل الماضي وشهدت الحملة التي سبقته هجمات كلامية متبادلة غير معهودة مع عدد من الدول الاوروبية، ما دفع بانضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي الى شفير هاوية
وعلى خلفية العلاقات المتردية مع ادارة الرئيس السابق باراك اوباما، رأت بعض وسائل الاعلام التركية المؤيدة للحكومة يداً للولايات المتحدة في محاولة الانقلاب. لكن سرورها بانتخاب دونالد ترامب سرعان ما تبدد عندما اعتمد سياسة سلفه في سوريا.
ولم يلق طلب أنقرة من واشنطن تسليمها الداعية المقيم في المنفى الاختياري فتح الله غولن الذي تتهمه تركيا بالوقوف وراء الانقلاب الفاشل، صدى كما حصل مع الادارة السابقة.
وقال مارك بياريني من المركز الفكري "كارنيغي اوروبا" ان "تركيا تعيش نوعا من العزلة منذ محاولة الانقلاب في تموز/يوليو 2016 لان شركاءها في حلف شمال الاطلسي فوجئوا بالامر ولان عمليات التطهير التي تلتها تجاوزت كل ما كان يمكن توقعه بشكل كبير"
- تأثير إقليمي محدود -
من جهة اخرى، أدت الازمة الاخيرة بين قطر الحليفة المقربة لانقرة، وجاراتها الخليجيات بقيادة السعودية التي لا يمكن لتركيا معاداتها، الى مزيد من الضعف في الموقع الدبلوماسي لتركيا.
على الصعيد الاقليمي أيضا، قطعت اطاحة الرئيس المصري محمد مرسي المنبثق من الاخوان المسلمين الذين تدعمهم أنقرة، وبقاء الرئيس السوري بشار الاسد على رأس السلطة في سوريا، الطريق على ستراتيجية تركيا التي كانت تريد توسيع نفوذها في هذه الدول وغيرها في المنطقة.
يقول كمال قريشي من معهد "بروكينغز" ان "الوضع تغير بشكل كامل اليوم وبات يتسم بوجود عدد متزايد من الخلافات بين تركيا وجيرانها ومسائل اخرى اكبر من ذلك" لكن الانتكاسة الدبلوماسية الكبرى التي منيت بها تركيا في الاشهر الاخيرة تحولت الى تدهور غير مسبوق في علاقاتها مع الاتحاد الاوروبي الذي تتفاوض من أجل الانضمام اليه منذ العام 2005
وبعد منع عدد من الدول الاوروبية لتجمعات لأنصاره تمهيدا للاستفتاء الذي جرى في نيسان/ابريل حول تعزيز صلاحياته الرئاسية، هاجم اردوغان القادة الاوروبيين بعنف واتهمهم بالقيام "بممارسات نازية"
وفي اوج الازمة، تساءل بعض المسؤولين الاوروبيين علنا عن جدوى مواصلة عملية انضمام تركيا الى التكتل.
وقال بياريني ان "أسس تحالف سياسي أعمق من خلال انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي لم تتغير، لكن احياء هذه التطلعات في المستقبل امر يعود الى المسؤولين الاتراك".
كان اردوغان يأمل تحقيق اختراق دبلوماسي خصوصا في الملف السوري، في اول لقاء له مع ترامب في واشنطن، لكن لم يتحقق سوى تقدم محدود خلال هذه الزيارة.
كما استهدفت مذكرة توقيف اميركية 12 حارسا شخصيا لاردوغان بعد الاشتباه بهجومهم على متظاهرين كرد على هامش زيارة اردوغان الى الولايات المتحدة.
وقال اوزغور اونولهيساريكلي مدير مركز "جيرمان مارشال فاند" في تركيا ومقره واشنطن ان "انقرة كانت متفائلة جدا برئاسة ترامب لكن أياً من آمالها لم يتحقق ولو جزئيا"
في هذا الإطار، فضلت تركيا في الاشهر الاخيرة تقاربا مع روسيا بعد ازمة دبلوماسية خطيرة نجمت عن إسقاط الطيران التركي لقاذفة روسية تحلق فوق الحدود بين سوريا وتركيا في تشرين الثاني/نوفمبر 2015.
وقال مصدر سياسي أوروبي ان "السياسة الخارجية التركية تمر بامتحان صعب"، معتبرا ان "الامور تسير بشكل افضل مع روسيا لكن هذه العلاقة لا تقوم على اساس الثقة".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

تقرير أمريكي: ترامب يشترط بقاء التعاون الأمني مع العراق بحل الفصائل

تقرير أمريكي: ترامب يشترط بقاء التعاون الأمني مع العراق بحل الفصائل

متابعة/ المدى أفادت تقارير صحفية أمريكية، بأن العراق قد يتعرض إلى خسارة التعاون الأمن مع إدارة ترامب، في حال فشلت بغداد في حل فصائل المقاومة.تقرير “فوكس نيوز”، الأمريكية أشار وفق خبراء في شؤون الشرق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram