TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > نخب مثقفة

نخب مثقفة

نشر في: 14 يوليو, 2017: 09:01 م

انتشرت ظاهرة المجاميع على وسائل الاتصال وأسعدني قبول دعوة اكثر من مجموعة تضم نخبا مثقفة للاستزادة من معارف اعضائها والمشاركة في نقاشات حيوية الهدف منها ايضاح الصورة والوصول الى افكار ومقترحات جيدة وفاعلة ومخلصة ، لكني اكتشفت وبمرور الوقت ان الازمات الكبيرة تكشف عن معادن البشر وكما يقال : " عيوب الجسم يسترها متر قماش ، وعيوب الفكر يكشفها أول نقاش " فمنذ ان تفجرت أزمة الموصل والنقاشات تحتدم احيانا لتصل الى طرق مسدودة بشأن من كان وراء تسليم الموصل ومن سعى لتحريرها ومن يستحق ان يحصل على لقب جالب النصر ، وبعد تحرير الموصل ، ازدادت النقاشات احتداما وبدأت تأخذ ابعادا أخرى فصار البعض يدافع عن رموز بعينها ويهاجم أخرى ويتهم رموزا بتسليم الموصل ويعزو النصر لرموز اخرى ..
لابأس من هذا الخلاف ان كان من الممكن ان يستند على ادلة ووثائق ويفضي الى حقائق مضيئة تليق بالنخب المثقفة لكي تشعر بجدوى النقاش والخلاف وتبادل الآراء ، لكن ماحدث ان لبعض أعضاء النخب أجندات أيضا كما يبدو ويتحكم بهم ولاؤهم او انحيازهم لجهة او كتلة او حزب ما، مايدفعهم الى الدفاع عنها بكل مايمتلكون من لغة واساليب قد تتجاوز احيانا الخطوط الحمر للياقة الحوار ضمن نخبة مثقفة ... مايثير الاحباط ايضا لدى من يبحث عن الحقيقة العلمية والرأي الصادق هو حجم المجاملة الذي يغدقه اعضاء النخب على بعضهم البعض أو على من عمل على ضمهم في نخبة مثقفة رغم انه ربما لم يكن يفكر في الحصول على مكسب شخصي قبل ان يكتشف ونكتشف معه ان هناك من هو على  استعداد دائم لصناعة رموز وصور دكتاتورية ليعبدها ويدين لها بالولاء ..لماذا علينا مثلا ان نربط تحرير الموصل برمز معين وهل من قام بتحريرها رجل بعينه أم ان هناك رجالا مجهولين نذروا دمهم رخيصا لاعادتها الى حضن الوطن وليس لديهم أدنى فكرة عما يدور ضمن حوارات النخب المثقفة وكيف يتقاذف اعضاؤها كرة النصر لالقائها في حضن رجل واحد ..ولماذا يجامل من يملك الحجة والمنطق لمجرد ان يحظى برضى جهة معينة او شخص معين ؟...
قرأت في أحد منشورات الفيس بوك عن امرأة من تلعفر فقدت 11 شهيدا واخرى من طوزخورماتو منحت الوطن اربعة شهداء وهناك المئات من الامهات اللواتي وهبن اولادهن واحبتهن ولم يناقشن يوما من اسقط الموصل ومن ساهم في تحريرها ..ألا تستحق مثل تلك الامهات أن يتخلى بعض المثقفين عن خطاباتهم المقيتة المعجونة بالطائفية وتأليه من لايستحق الالوهية لكي لايشعرن يوما ما ان ابناءهن رحلوا من أجل لاشيء ..لابد لنا اذن من ايجاد خطاب جديد يليق بالمرحلة المقبلة ، مرحلة البناء والاعمار وتضميد جرح الوطن النازف ، فان لم تضم هذه النخب من يفكر بطريقة ( المثقفين) التي نتوقعها فلا ضرورة لمواصلة لعبة اللغو الفارغ وتبادل الشتائم أو المجاملات ولنفكر قليلا بطريقة منطقية (نخبوية ) فنحلل الاسباب ونبحث عن النتائج او ...ننسحب ...

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram