TOP

جريدة المدى > اقتصاد > خبير اقتصادي يفضّل وجود رقابة دولية على المبالغ المتأتية كمساعدات لإعمار الموصل

خبير اقتصادي يفضّل وجود رقابة دولية على المبالغ المتأتية كمساعدات لإعمار الموصل

نشر في: 16 يوليو, 2017: 12:01 ص

أكثـر من 920 ألف نازح من أصل سكان مدينة نينوى البالغ قرابة مليوني نسمة، مازالوا بانتظار العودة اليها، إلا أن عودة هذا الرقم الكبير لمدينة مدمّرة بشكل كامل، بحسب البعض، قد تتبعها مشاكل جسيمة تتطلب تحركاً دولياً سريعاً لمساعدة العراق للبدء بالخطة الستر

أكثـر من 920 ألف نازح من أصل سكان مدينة نينوى البالغ قرابة مليوني نسمة، مازالوا بانتظار العودة اليها، إلا أن عودة هذا الرقم الكبير لمدينة مدمّرة بشكل كامل، بحسب البعض، قد تتبعها مشاكل جسيمة تتطلب تحركاً دولياً سريعاً لمساعدة العراق للبدء بالخطة الستراتيجيّة التي أعدّتها خليّة إدارة الأزمات المدنية، لإعمار الموصل كأولوية، وذلك ضمن مشروع طويل الأمد لإعادة إعمار كل المناطق التي تحرّرت من "داعش".
وفي وقت يتطلع المسؤولون المحليون في المحافظة لدور اكبر من الدول المانحة والمجتمع الدولي بإعادة اعمار الموصل، لأن العراق امام مشاكل وتحديات كبيرة ويمر بمرحلة حرجة، فيما يرى خبير اقتصادي أنه وفي ظلّ تناقض الارقام التي ستمنح لإعادة اعمار المناطق المحررة ومنها الموصل، هناك خشية من امكانية تبديدها إزاء هذا الغموض من قبل البعض، مما يتطلب وجود رقابة من منظمات دولية تدرس المبالغ المتوقعة والمتأتية من مساعدات الدول، كما تسهم باختيار عناصر كفوءة نزيهة لم تستغل وضع العراق لإدخال مال السحت الحرام لبيوتها. وقد يكون مجلس محافظي صندوق الأوبك للتنمية السبّاق لهذه المبادرة، حيث قرر تقديم منحة بمقدار 400 ألف دولار كمساعدة للنازحين في تحسين ظروفهم الصحية نتيجة العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش الإرهابي، حال الاعلان عن انتصار القوات العراقية في معركة الموصل في العاشر من الشهر الجاري.
يقول عضو مجلس محافظة نينوى غزوان الداودي في حديث لـ(المدى)، نحن نعوّل على مساعدة الدول المانحة بإعادة اعمار الموصل، لأن العراق اليوم امام مشاكل وتحديات كبيرة جداً، ويجب أن يقف العالم معنا، مستدركاً: ومع اننا لا نستطيع الآن تقدير الارقام الحقيقية لمبالغ إعادة اعمار الموصل، لكن هناك فريق الخبراء زار المحافظة مؤخراً، وقام بتقدير حجم تلك المبالغ، وقد كانت أرقاماً كبيرة، ومن الصعب جداً أن تقوم الحكومة العراقية لوحدها بتغطية تلك المبالغ، الأمر الذي يتطلب وقفة سريعة وجادة من الدول الصديقة والعالم لتأمين تلك المبالغ ومساعدة العراق في إعمار أراضيه التي تم تحريرها من براثن داعش الارهابي، خاصة وأن العراق كان يقاتل بالنيابة عن العالم.
وواصل الداودي، ما نعوّل عليه اليوم هو قيام الدول المانحة والمنظمات الدولية بالمساهمة بمساعدة العراق والحكومة العراقية بإعادة اعمار نينوى، فالدمار الذي خلفته عصابات داعش الاجرامية الظلامية ترك الخراب في المحافظة بشكل شامل وواسع وأثر على كل أوجه الحياة الخدمية والاجتماعية والاقتصادية، مما يتطلب حملة كبيرة على الصعيد الدولي لمساعدة هذه المحافظة المنكوبة واعادة اعمارها بأقرب وقت ممكن من اجل العودة السريعة لأهلها بسلام.
من جانبها تؤكد الأمم المتحدة خلال بيان لها، أن التحرير لن ينهي الأزمة الإنسانية في الموصل، كما أن إعادة بناء المدينة سيستغرق خمس سنوات ويكلّف مليارات الدولارات، ويتولى "صندوق تمويل الاستقرار الفوري" التابع للأمم المتحدة (تأسس في 2015)، تنفيذ مشاريع فورية في المناطق المحررة من قبضة "داعش".
بدوره بيّن الخبير الاقتصادي باسم انطوان في حديث لـ(المدى)، أن الارقام التي ستمنح لإعادة اعمار المناطق المحررة ومنها الموصل مازالت متناقضة، فالبعض يقول اعادة الاعمار تحتاج الى 10 مليارات دولار، والآخر يقول 15 ملياراً، وهناك من يذكر أرقاماً اخرى من 20 و50 مليار دولار، مستدركاً: الموصل لمن لا يدري فإن تعداد سكانها يفوق الـ3 ملايين وربع المليون نسمة، والبيوتات التي هدمت مساحة الواحد منها من 100 الى 200 متر، وهناك محال ومصانع وأزقة مختلفة من المدينة تحولت الى ما يشبه الانقاض، وفقط  كلف رفع الانقاض منها ستكون عالية جداً، ناهيك عن ضرورة اقامة مجمعات سكنية اخرى لاستيعاب اهالي المحافظة والنازحين منها.
ويواصل انطوان، لدينا أيضاً ضحايا من ابطال الجيش والقوات العسكرية كافة من الحشد والعشائر وبعض من ابناء الموصل الشرفاء، وهؤلاء قدموا الكثير من التضحيات ناهيك عن الخوف من الارهاب الذي مارسته عناصر داعش المجرمة  من قتل ودمار وايقاف لجميع مفاصل الحياة من تعليم وصحة وعمل، لذلك فإن المساعدات الدولية لإعادة اعمار الموصل يجب أن تشمل كل أوجه الدعم، كما أن المسألة المهمة أن يكون هناك عقاب صارم لمن تسبّب بكل هذا الخراب والدمار ومن ساند وساعد الإرهاب، مع ضرورة ابعاد الاحزاب السياسية والكتل التي لا علم لها بما يجري من دمار على أرض الموصل، مع ضرورة أن تكون هناك رقابة دولية من منظمات دولية تدرس وتشرف على أرقام المبالغ التي ستمنحها الدول للعراق من أجل اختيار عناصر كفوءة مهنية ومخلصة من كل مدينة يجري بها الاعمار، والتي لم تستفد من الاوضاع المضللة التي عاشها العراق ولم تستغل الوضع لإدخال مال السحت الحرام الى بيوتها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

العراق يقلص صادراته النفطية واستهلاكه المحلي
اقتصاد

العراق يقلص صادراته النفطية واستهلاكه المحلي

بغداد/ المدى أعلنت وزارة النفط، اليوم الجمعة، تخفيض وتقليص صادرات العراق من النفط الخام وتقليل استهلاكه المحلي. وذكرت الوزارة في بيان، تلقته (المدى)،: "تماشياً مع التزام جمهورية العراق بقرارات منظمة أوبك والدول المتحالفة ضمن...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram